عرضت نسخة نادرة من كتاب وصف مصر للبيع في مزاد كريستيز بما يصل إلى نصف مليون دولار وهو ما يشى بأهمية النسخ النادرة من الإصدارين الأول والثانى من ذلك الكتاب القيم الذى يعود تاريخ صدوره إلى مائتى عام تقريبا فضلا عن تضمنه مجموعة من اللوحات والبيانات الجامعة للقطر المصرى في ذلك الحين، وهنا كل ما يمكن معرفته عن كتاب وصف مصر.
النسخة النادرة من وصف مصر المعروضة بمزاد كريستيز
أهمية الكتاب
يعتبر كتاب وصف مصر واحدا من مآثر الحملة الفرنسية على مصر حيث يقع فى 20 مجلدًا وتكمن أهميته في أنه يتضمن مجموع الملاحظات والبحوث التي تمت في مصر خلال الحملة الفرنسية، تمت كتابتها وتجميعها إبان الحملة الفرنسية على مصر حيث اصطحب نابليون بونابرت معه فريقا من العلماء من كافة التخصصات ليسجلوا ملاحظاتهم.
مجلدات كتاب وصف مصر النادرة المعروضة بمزاد كريستيز
كيف بدأت القصة؟
في يوليو عام 1798 بدأت الحملة الفرنسية على مصر، وبدأت ترسو سفنها على شواطئ الإسكندرية. وبعد فترة لا تزيد على الخمسين يوما من دخولها مصر أسس نابليون بونابرت المجمع العلمي، معتمدا في تأسيسه على نحو 150 عالما فرنسيا وأكثر من 2000 متخصص من خيرة الفنانين والرسامين والتقنيين الذين رافقوه خلال أعوام 1798 – 1801، من كيميائيين وأطباء وفلكيين وعلماء آثار.
أسهم هؤلاء جميعا في وضع أول مجموعة مجلدات دقيقة تضم 11 مجلدا من الصور واللوحات و9 مجلدات من النصوص من بينها مجلد خاص بالأطالس والخرائط. قام هؤلاء العلماء بعمل مضن غطى كل أركان القطر المصري من شماله إلى جنوبه خلال سنوات وجودهم في مصر. كما قاموا برصد وتسجيل كل مناحي الحياة آنذاك وكل ما يتعلق بالحضارة المصرية القديمة ليخرجوا إلى العالم 20 مجلدا لكتاب وصف مصر، الذي يعتبر أكبر وأشمل موسوعة للأراضي والآثار المصرية، كونها أكبر مخطوطة يدوية مكتوبة ومرسومة برسوم توضيحية، كما تشتمل هذه المجموعة على صور ولوحات لأوجه نشاط المصري القديم وأيام الحملة نفسها بالإضافة إلى التاريخ الطبيعي المصري وتوثيق كل مظاهر الحياة والكنوز التاريخية والفنية والدينية المصرية وتسجيل جميع جوانب الحياة النباتية والحيوانية والثروة المعدنية آنذاك، وقد نشر هذا الكتاب الضخم بين عامي 1809 و1829.
بعد عودة الفريق إلى فرنسا عقب نهاية الحملة الفرنسية قام وزير الداخلية الفرنسية آنذاك جان أنطوان شابتال وبالتحديد في 18 فبراير 1802 بتنظيم تشكيل لجنة بين أعضاء فريق العلماء والملاحظين فتشكلت لجنة من ثمان أعضاء قامت بجمع ونشر كافة المواد العلمية الخاصة بالحملة والتي كانت عبارة عن 10 مجلدات للوحات، منها 74 لوحة بالألوان، وأطلس خرائط،و9 مجلدات للدراسات، وتصنف تلك المجلدات، سواء لجودة طباعتها، أو لجمال رسومها (حيث تصل أكبرها إلى 1 م × 0.81 م)، كأحد الأعمال التاريخية، في الفترة من 1809 حتى 1828.
وقد تعاون ما يقرب من 160 من العلماء وكثير منهم من معهد فرنسا ، على الوصف وتسجيل الملاحظات و شكلوا مجتمعين لجنة العلوم والفنون المصرية وقد أصبح ثلثهم فيما بعد أعضاءً في معهد مصر .
في فبراير 1802 وبموجب مرسوم صادر عن نابليون ، تم إنشاء لجنة لإدارة إعداد كمية كبيرة من البيانات لإصدار واحد وهو وصف مصر واستمد العمل النهائي البيانات من المجلة المنشورة بالفعل La Decade ، وصحيفة Courier de L'Égypte ، والمجلدات الأربعة Mémoires sur l'Égypte والتى نشرت بين عامى 1798-1801، واستغرق نشر الطبعة الأولى أكثر من 20 عامًا.
عُرضت المجلدات التجريبية الأولى على نابليون في يناير 1808و نُشرت المجلدات المتتالية بأمر من الإمبراطور.
مراد بك كما ظهر فى كتاب وصف مصر
الطبعة الثانية
تم نشر الطبعة الثانية (المعروفة باسم طبعة بانكوك) عام 1830 من قبل Charles Louis Fleury Panckoucke ، تم توسيع النص بأحجام أكثر وطباعته بتنسيق أصغر، وتم أخذ عمليات سحب جديدة من اللوحات ، وتم ربطها بالعديد من اللوحات الكبيرة الحجم المطوية بأحجام أصغر.
غلاف الطبعة الثانية