عبر البطل المصرى محمد شعبان، الفائز بالمركز العاشر فى بطولة "مستر أولمبيا" لكمال الأجسام عن سعادته البالغة لتمكنه من حصد مركز متقدم فى البطولة وتتويجه ضمن العشرة الأوائل على مستوى العالم لكمال الأجسام، وذلك عبر مداخلة له مع تليفزيون اليوم السابع.
وهنأ محمد شعبان ابن محافظة الدقهلية، البطل رامى السبيعى الشهير بـ "بيج رامي"، بتحقيق لقب البطولة العالمية، للعام الثانى على التوالي، بالمسابقة التى أقيمت بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال: "مبروك علينا الفرحة، وإننا قدرنا نحقق حاجة تفرح أحبابنا، وألف مبروك لرامى على الفوز، والحمد لله قدرنا نحقق مركز كويس فى البطولة ونرفع اسم مصر للقمة، وفخور باللى حققته وإن شاء الله السنة الجاية أوعدكم بحاجة أفضل وأفضل وأكون ضمن الخمسة الأوائل، وأهدى الفوز لبلدى ولأهلى فى مصر وربنا يديم علينا الفرحة يا رب".
وأضاف أنه تمكن من التأهل لمستر أولمبيا 2021 بعد نجاحه فى المشاركة بأربع بطولات هذا العام حقق فيهم نجاحا باهرا ونجح خلالهم فى حصد مجموع النقاط الذى أهله لمستر أولمبيا، أولهما بطولتى "كاليفورنيا برو"، و" ياماموتو بورتريكو برو"، اللتان حصل فيهما على المركز الثاني، وكانتا سببا فى ازدياد شهرته فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم مشاركته فى بطولة "شيكاغو برو"، التى حصل فيها على المركز الرابع، وحصوله على المركز الخامس ببطولة "تامبا برو"، ليحصد المركز الأول فى أفضل ثوالث فى عدد النقاط برصيد 19 نقطة، مضيفا أنه تمكن من تحقيق هدفه فى التأهل لبطولة مستر أولمبيا وأن يكون ضمن العشرة الأوائل.
وأضاف إنه استطاع أن يحقق مركزا متقدما بعد مشاركته فى البطولة للعام الثانى له، مشيرا إلى أنه كان قد تأهل لبطولة مستر أولمبيا فى عام 2019، وكان العربى الوحيد المشارك فى الوزن المفتوح فى مستر أوليمبا أنذاك، بعد فوزه ببطولة البرتغال للمحترفين، ولكن الحظ لم يحالفه بعدما تعرض لوعكة صحية قبل ساعات من انطلاق المسابقة، وبالرغم من احتلاله مركزا متأخرا وقتها إلا أن إصراره على التفوق والنجاح وحلمه فى الحصول على اللقب كان سببا فى مواصلته تدريباته الشاقة للمشاركة فى بطولة هذا العام، ليشارك مع بيج رامى حامل اللقب، وزميله فى الفريق حسن مصطفى الذى جاء فى المركز الثالث عشر، ليحققوا بتفوقهم إنجازا تاريخيا لمصر.
وأشار إلى أن الوصول والتأهل لبطولة كبيرة كبطولة مستر أولمبيا، يحتاج لجهد كبير والمشاركة فى عدد كبير من بطولات المحترفين، مضيفا أنه بالرغم من عدم حصوله على المركز الأول بالأربع بطولات المؤهلة، إلا أنه استطاع أن يحصد أكبر عدد من النقاط وهذا ما أهله للمشاركة فى مستر أومبيا.
وقال إن تأهل البطل رامى السبيعى لبطولة مستر أولمبيا فى عام 2013 كان طاقة نور وأمل للمصريين، بأن لا شيء مستحيل وأنهم قادرين على التأهل لبطولات عالمية وتحقيق مراكز متقدمة بها، مشيرا إلى أن بطولة مستر أولمبيا كانت حلم صعب الوصول إليه، وبتأهل رامى كأول مصرى يشارك فى تلك البطولة فتح المجال للأبطال المصريين بالمشاركة فيها، حيث تمكن محمد من التأهل للبطولة فى عام 2019 وحصد المركز الـ13، ومن ثم منعته جائحة كورونا من المشاركة فى البطولة عام 2020، حتى تمكن من المشاركة فى البطولة للعام الثانى له ويحصد المركز العاشر ويكون ضمن أفضل عشرة لاعبين على مستوى العالم للمحترفين فى رياضة كمال الأجسام لعام 2021.
وعن بداية رحلته فى رياضة كمال الأجسام قال، "أنا مكنتش اعرف حاجة عن اللعبة وبدأت أمارس الرياضة متأخر جدا من سن 28 وكان لازم أحدد لنفسى أهداف علشان أحققها.. أنا كنت نجار بسيط وصديقى هو السبب فى دخولى لعالم كمال الأجسام"، وتابع محمد أنه كافح منذ فترة مبكرة من حياته فى مهن مختلفة فكان يتقن مهنة النجارة، وظل يمتهنها حتى عام 2014، لحين التقى بصديق كان يجرى له بعض أعمال النجارة، والذى شجعه على أن يدخل عالم كمال الأجسام وظل يصر عليه حتى أقنعه بالفكرة، ومن تلك اللحظة بدأ يمارس التدريبات الشاقة، وسافر للكويت ليعمل مدربا فى صالة رياضية هناك، لكن الحياة لم تكن سهلة كما توقع، فلجأ للعمل فى النجارة بجانب عمله كمدرب فى الصالة الرياضية، ليتمكن من الوفاء بالتكلفة الباهظة التى تتطلبها هذه الرياضة، من تغذية مكثفة وأجهزة ومتطلبات للتدريب، مشيرا إلى أنه كان يعمل نجارا فى الصباح ومدربا رياضيا فى المساء، وكان ينفق كل ما يكسبه من عمله الشاق على هوايته وأسرته فى مصر، وبعد فترة أوقف عمله فى النجارة وسلط تركيزه فى عمله كمدرب رياضي، ومع مرور الوقت بدأ يشارك فى مسابقات رياضية حتى حصل على كارت الاحتراف، ومع مشاركته فى مستر أولمبيا 2019، انتقل للعيش فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ونجح فى إطلاق مشروعه الخاص، حيث افتتح شركة لصناعة الكوكيز وأصبح له العديد من الداعمين والممولين داخل وخارج مصر، واليوم هو من أفضل لاعبى كمال الأجسام فى العالم.
وأشار إلى أنه ينتمى لأسرة بسيطة من أعماق الريف المصري، وعانى كثيرا قبل أن يحقق الشهرة، ولكن حلمه الدائم فى النجاح والوصول للقمة كان حافزا له لتخطى أى عقبات قد تقف حاجزا أمام تحقيق أحلامه، مشيرا إلى أنه حارب ظروفه الصحية منذ الطفولة حيث عانى من مرض أنيميا الفول منذ أن كان عمره عامين، ومن ثم أصيب ببؤرة عصبية فى المخ أثرت على صحته لفترة طويلة حتى تعافى منها فى عام 2015، ومن ثم أصيب بمرض السكر فى عام 2016 وتعافى منه فى عام 2018، مضيفا أن إرادته كانت أقوى من أى صعاب وحلمه فى النجاح جعله يتخطى كل الحواجز، وعلى مدار 5 سنوات من التدريبات الشاقة استطاع أن يصنع لنفسه اسما فى عالم كمال الأجسام، مؤكدا أن لكل انسان حكاية، وكل لاعب بطل قصته.
وتابع أن أسرته رفضت قراره بغلق ورشة النجارة والدخول لعالم كمال الأجسام من شدة خوفهم عليه، ولكن والده كان الشخص الوحيد الذى آمن بأحلامه وقال له "أنا محلتيش حاجة ولو عايزنى أبيع هدومى وتحقق حلمك هعمل كدة.. المهم متفشلش وتنجح"، مشيرا إلى أن والده من علمه معنى النجاح ودفعه لشق الصخر ليحقق حلمه فى النجاح.
وعن أصعب لحظات حياته قال، إنه عانى لفترة طويلة من المرض النفسى فى عمر الـ15 عاما، لدرجة تصل أنه فقد فيها أهليته، ولم يكن قادرا على عيش حياة طبيعية، فكانت أسرته تسانده باستمرار وصديقه يساعده على الوصول للمدرسة، مشيرا إلى أنه لم يكن مدركا لأى شيء وظل معتمدا على الأدوية حتى عام 2016، وبإرادته القوية تغلب على المرض وانتصر على كل من أحبطه وقال له يوما لن تصل ولن تنجح، ولن تحقق شيئا، وتابع أن الانسان حتى ينجح لابد أن يعانى حتى يشعر بقيمة النجاح، فلو كانت الحياة سهلة لكان الجميع أبطال، النجاح يحتاج للتضحية، حتى نتمكن من الحفاظ عليه عندما نحققه.
وأشار إلى أنه قبل بدء بطولة مستر أولمبيا بثلاثة أسابيع تعرض لإصابة خطيرة بالكتف وأصر على استكمال البطولة والاستمرار فى التدريبات رغم معاناته من شدة الألم، مضيفا أنه كان يعرض بالبطولة وهو مصاب مسكنا آلامه ببعض المسكنات.
وتابع أن صديقه سأله قبل العرض عن إمكانية استمراره فى المسابقة فى ظل الإصابة، وكان رده عليه وقتها: "لو بموت هطلع على المسرح.. أنا تعبت علشان أكون هنا".
ونصح محمد الشباب بأن يجتهدوا ويحاولوا فى الحياة مرارا وتكرارا حتى يحققوا أهدافهم ويصلوا لأحلمهم، مشيرا إلى ضرورة الاجتهاد مهما كانت الصعاب والشدائد، والتسلح بالعزيمة والصبر والاعتماد على النفس دون انتظار دعم أو مساندة من أحد، مؤكدا على أن الانسان يبنى نفسه بنفسه ليكون بطل حكايته، وأن الشخص الوحيد القادر على إفشال الإنسان هو نفسه الضعيفة اليائسة، فكل انسان مسؤول عما يفعله وما حققه وما سيصل إليه فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة