أزمة جديدة يواجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن، تتمثل فى الاضطرابات التى تعصف بسلاسل التوريد، وهى مشكلة عالمية بدأت تتفاقم فى الأشهر الأخيرة، بما يؤثر على وصول المنتجات إلى المتاجر وتعزيز حركة الشراء والاستهلاك مع اقتراب أعياد الميلاد والتى يقبل فيها الأمريكيون على الشراء بكثافة.
وقالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إن النقص فى سلاسل التوريد العالمية يخلق تحديات جديدة صعبة للرئيس جو بايدن فى الوقت الذى يواجه فيه بالفعل انخفاض شعبيته وعقبات كبيرة أمام تمرير أجندته الاقتصادية فى الكونجرس.
ازمة سلاسل التوريد تهدد موسم تسوق الكريسماس
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض سعى لإظهار أن مسئولى الإدارة يتعاملون مع اضطرابات سلاسل التوريد بشكل مباشر من خلال الإعلان إن ميناء لوس أنجلوس ووالمرت وهيئة البريد وفيديكس سيعملون على زيادة العمليات إلى 24 ساعة يوميا، طوال الأسبوع، كما ألقى بايدن كلمة تناول فيها تلك الجهود بالتفصيل.
وأوضحت الصحيفة أن الاختناقات التى تعانى منها سلاسل التوريد مثل النقص فى الرقائق والنقص الناتج عن ذلك من السيارات الجديدة فى السوق، ترجع إلى حد كبير إلى الضغط المستمر على الاقتصاد العالمى بسبب جائحة كورونا قبل أكثر من عام ونصف. وتهدد تلك الاضطرابات بتعطيل موسم التسوق فى العطلات.
وحذرت الصحيفة من أن هذا الأمر يمثل نقطة خطر للإدارة. حيث يول أوستن جولسبى، أستاذ الاقتصاد فى كلية شيكاغو بوث للأعمال، والذى شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين فى عهد الرئيس أوباما، فإنه مهما كان سبب الاختناقات، فإن الجماهير لم تصبر كثير على هذا النوع من المشكلات فى الماضى.
وأضاف جولسبى إن خطوات بايدن لتوسعة كفاءة الموانىء عامة وصحيحة، لكنها تخفف المشكلة فقط دون حلها.. وأوضح أن الجمهوريين لا يهتمون كثير بما إذا كانت خطة بايدن ستوسع الإمداد أو لو لم يكن لها علاقة على الإطلاق بالأسعار. ولو حدث شيئا لا يحظى بالشعبية، فإنهم ينسبونه للرئيس.
من ناحية أخرى، قالت مجلة بولتيكو إن مع تبقى نحو 10 أسابيع فقط حتى موعد أعياد الميلاد، فإن البيت الأبيض يضغط بقوة على مشغلى الموانئ وشركات النقل والنقابات العمالية للعمل على مدار الساحة لتفريغ السفن وملء المستودعات فى جميع أنحاء البلاد، وعقد الرئيس بايدن قمة افتراضية مع قادة الصناعة أمس الأربعاء، وألقى كلمة عن جهود إدارته لتجاوز تلك الأزمة.
وتهدد فوضى سلاسل التوريد بخلق اضطرابات اقتصادية وسياسية جديدة لبايدن فى الأشهر المقبلة. فأرفف المتاجر الخاوية يمكن أن تقوض خطط الانتعاش الاقتصادى للإدارة وتؤثر على ثقة المستهلك. وقد تسمر ذكريات عيد الميلاد المخيب للآمال حتى عام 2022، حيث من المتوقع أن تستمر مشاكل سلاسل التوريد لفترة أطول بكثير مما توقعه العديد من المسئولين والاقتصاديين قبل بضعة أشهر.
وهناك مخاوف متزايدة بين تجار التجزئة من أن الجهود التى تقوم بها واشنطن لن تؤثر كثير فى إنقاذ موسم التسوق فى العطلات، وهو شديد الأهمية.
ويقول تسق بازيرب، رئيس اتحاد ألعاب الأطفال، إنه لا يوجد تدخل سياسى يمكنه إنجاز هذا الأمر، وربما لا يوجد تدخل بشرى لإنجاز هذا أيضا لأن القضية ستسمر حتى العام المقبل.
وحتى الآن، وضعت إدارة بايدن كثير من العبء على القطاع الخاص لإصلاح الأزمات، على الرغم من الدعوات من بعض المجموعات الصناعية لحشد المزيد من الموارد الفيدرالية. ويقول كبار المسئولون والإداريون إن الحكومة لديها رقابة محدودة على الموانئ وشركات الشحن. وبدلا من ذلك، استخدمت ثقلها فى جمع الأطراف عبر سلسلة التوريد والضغط عليهم لزيادة ساعات عملهم.
وكان بايدن قد قال فى كلمته الأربعاء إن قراراته بزيادة ساعات العمل فى والمارت وفيديكس وغيرها تعد الخطوة الأولى فى تحويل سلسلة التوريد اللوجيستية إلى نظام يعمل على مدار اليوم طوال أيام الأسبوع فى كافة أرجاء الولايات المتحدة، موضحا أن سلاسل التوريد تعنى كيفية وصول المواد الخام إلى المصانع لتصنيع المنتج النهائى وكيفية نقل هذه المنتجات من المصانع إلى المتاجر والمنازل.
وأشار إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تكون المفتاح لتغيير وضع سلاسل الإمداد، موضحا أن هذه الخطوة لن تصبح كذلك بدون تعاون القطاع الخاص، الذى يقوم بتوظيف الشاحنات والسيارات لنقل المواد الخام والمنتجات.