يحظى قطاع الصناعة بدعم وتحفيز من القيادة السياسية، وتضع الحكومة خطة متكاملة للنهوض بهذا القطاع، بهدف تكثيف العمل على توطين صناعة مستلزمات الإنتاج، بدلا من استيرادها، وخفض فاتورة الاستيراد والعمل على مضاعفة الصادرات، وهو ما يسهم إلى حد كبير فى إحداث نقلة اقتصادية حقيقية.
وتتمثل المستهدفات بالعام الجديد زيادة الإنتاج الصناعى ليبلغ 1,75 تريليون جنيه، وزيادة ناتج الصناعة التحويلية (غير البترولية) بالأسعار الجارية بنسبة 11.9% إلى نحو 808 مليارات جنيه، بجانب مُواصلة تطوير وإعادة تأهيل عددٍ من شركات قطاع الأعمال العام فى أنشطة ذات أهمية استراتيجية، مثل الغزل والنسيج ومحالج القطن وصناعات الألومنيوم والصلب والأسمدة ، ومن بين الخطة، إعطاء أولوية للصناعات الدوائية والهندسية والغذائية وبعض الصناعات المعدنية والصناعات الكيماوية ، إلى جانب إنشاء شبكة مُوحّدة ومُجمّعة خاصة بريادة الأعمال تضُم جميع مُبادرات ريادة الأعمال على مُستوى الجمهورية فى مُختلف المجالات لمُتابعة هذه المُبادرات وتفعيل آليّة "عيادات الأعمال" لتقديم حلول واستشارات وخدمات استثماريّة لقطاع ريادة الأعمال من الشركات الناشئة.
وتأتى خطة الـ 100 إجراء الموضوعة لتحفيز الصناعة، ضمن الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد المصرى، وذلك سعياً للنهوض بهذا القطاع المهم، ووجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولى فى آخر اجتماع للحكومة بأهمية وضع توقيتات محددة للانتهاء من الخطوات التنفيذية للإجراءات الـ 100 الخاصة بتحفيز قطاع الصناعة.
وقامت وزارة التجارة والصناعة فى إعداد توزيع النوعى للإجراءات على الجهات المعنية، كما تم البدء فى تنفيذ خطة تنسيق مع 20 جهة من الجهات المعنية بتنفيذ إجراءات التحفيز، ووضع خطة عمل للبدء فى تنفيذ 25 إجراء تحفيزياً مقترحاً يتعلق بتيسير إجراءات الإفراج الجمركى والحوافز الضريبية وتحفيز الصادرات، وذلك بالتنسيق مع وزارة المالية، كما تم التنسيق مع وزارة التنمية المحلية فيما يتعلق بتنمية ودعم أنشطة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، هذا بجانب تنفيذ تفعيل برامج مركز تحديث الصناعة التى تستهدف تطوير المصانع، والاستفادة من التجارب الدولية فى هذا الصدد، إلى جانب ما تم من خطوات فى إطار تبسيط إجراءات الحصول على وحدات بالمجمعات الصناعية الجديدة، وكذا تفعيل دور المراكز التكنولوجية، وجهود تطوير منظومة المواصفات المصرية تماشيا مع المواصفات الدولية، خاصة المعمول بها فى أسواق التصدير المستهدفة.
وتتضمن خطة الـ100 إجراء، تعديل بعض اللوائح والقوانين الحاكمة للأنشطة الصناعية، ومنها تفعيل دور الهيئة العامة للتنمية الصناعية، دراسة التوسع فى إنشاء مناطق صناعية بالمدن الجديدة، توجيه مكاتب التمثيل التجارى بالتعاون مع المجالس التصديرية المتخصصة لتطوير دراسات السوق وتوفير الفرص التصديرية المتاحة وبخاصة مع دول الاتفاقات التجارية، وزيادة دعم الهيئة القومية لسلامة الغذاء ورفع الكفاءات الفنية بها، بما يسهم فى تيسير عمليات التصدير، بالإضافة إلى إجراءات متعلقة بتشجيع الأنشطة الصناعية للمشروعات المتوسطة والصغيرة ودمجها بالاقتصاد الرسمى، ومنها تفعيل منح الحوافز والإعفاءات المقررة للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ودراسة التوسع فى إنشاء فروع صغيرة للبنوك بالمحافظات والمناطق النائية واتخاذ الإجراءات اللازمة للمساعدة فى المحافظة على المشروعات التراثية.
هذا بجانب تيسير عمليات توفير المواد الخام اللازمة للصناعة وتفعيل أدوات الرقابة على الواردات، ومنها تفعيل نظام إدارة المخاطر واستكمال أعمال تحقيق الربط الإلكترونى بين مصلحة الجمارك والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، والإجراءات الخاصة بتيسير عمليات النقل والشحن لمنتجات الأنشطة الصناعية، ومنها تعزيز عمليات ربط منظومة المجمعات الصناعية بشبكة الطرق القومية، وتعزيز عمليات تطوير الموانئ المصرية وتجهيزها لتخزين الحاصلات الزراعية والمنتجات الغذائية، ووضع خطة لزيادة وتطوير المدارس الفنية فى مصر وتحويلها للتخصصات ذات الأولوية التى تتوافق وأولويات خطط التنمية الصناعية، مع تشجيع تكرار تجربة مدرسة داخل كل مصنع، ودراسة توطين المدارس الفنية بالمجمعات الصناعية الكبرى.
جدير بالذكر أن وزارة الصناعة قامت بإنشاء 17 مجمعا صناعيا بـ15 محافظة على مستوى الجمهورية بتكلفة استثمارية إجمالية بلغت حوالى 10 مليارات جنيه، بإجمالى وحدات صناعية يبلغ عددها 5046 وحدة، توفر نحو 48 ألف فرصة عمل مباشرة، يجرى استكمال إنشاء 6 مجمّعات صناعية بمحافظات أسيوط، قنا، أسوان، البحيرة والفيوم ، وكان قد تم الاتفاق على تخصيص 317 موقعا لإنشاء مجمعات صناعية ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"؛ بهدف توفير فرص عمل لأهالينا فى الريف المصرى، وكذا تحقيق التنمية المستدامة، وحسب تصريحات مسبقة للمهندس محمد عبدالكريم، رئيس مركز تحديث الصناعة، أن مبادرة «حياة كريمة» تعيد الحياة للمجتمع، وبالنسبة للقطاع الصناعى، فإن المبادرة تتكلف 700 مليار جنيه منها حوالى 60 % منتجات، أى أن هناك من 350 إلى 400 مليار جنيه سيتم إنفاقها على المنتجات الصناعية، خلال السنوات الثلاث المقبلة وبالتالى إنفاق هذه المبالغ داخل القطاع الصناعى يساعد على زيادة الناتج المحلى وانتعاش القطاع الصناعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة