تواصلت لقاءات التليفزيون المصرى مع العناصر البارزة من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابى، بزعامة سيد قطب، الذى تم الكشف عنه والقبض على أعضائه فى أغسطس عام 1965، وفى 17 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1965 أذاع التليفزيون اللقاء مع المتهم «حلمى محمد صادق حتحوت» المعيد فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وعضو التنظيم، ونشرته جريدة «الأخبار» فى عددها، 18 أكتوبر، 1965، وكشف فيه المعلومات الخاصة بقيام التنظيم الإرهابى بإعداد وتجهيز المتفجرات لنسف الكبارى، ودوره هو فيها، والمجموعات الأخرى فى التنظيم ووظيفتها.
كان «حتحوت» يبلغ من العمر 23 عاما، ووفقًا لأقواله كان تخصصه فى مجال «الهندسة الحديثة»، وكان يعد الماجستير فى «العقل الإلكترونى»، وانضم إلى التنظيم فى «شبكة إسكندرية»، وقام عبدالمجيد الشاذلى، بتوزيعه وزملائه إلى مجموعات حسب اختصاصات الأشخاص المهنية والعلمية، وكان هو فى «المجموعة العلمية» فرع الهندسة، وضمت ثلاثة أشخاص، وعن المجموعات الأخرى، قال إنه كان موجود «المجموعة الرياضية»، و«مجموعة المعلومات» التى تشبه المخابرات، ووظيفتها كما يقول فى لقائه التليفزيونى: «نشوف الأعضاء إذا كانوا مراقبين أو غير مراقبين»، وكشف عن أن شقيقه «على محمد صادق حتحوت»، كان عضوا فى هذه المجموعة «مجموعة المعلومات»، وكانت وظيفته «يمشى وراء أى واحد من التنظيم بتاعنا، ويشوفه مراقب أوغير مراقب».
حاول «حتحوت» إنكار معرفته بأهداف التنظيم الإرهابية، قائلا: «التنظيم بالنسبة لى كان لا يعمل ضد الحكومة الحالية، ولو كنت أعرف أنه على هذا ما كنتش دخلت فيه على الأقل من الناحية العسكرية، لأن الحكومة الحالية من ناحية الاتجاهات الإسلامية مش وحشة، وغير كده توجد شعبية جامدة لها، والجيش كله تبع الحكومة، مفيش واحد، أى واحد.. مش معقول 200 أو300 واحد يقفوا أمام الجيش، وأنا سألت عبدالمجيد الشاذلى وقلت له: إيه فرصة العمل العسكرى للتنظيم؟.. قال: الحكومة الجاية إذا حصلت أنها سقطت لأى سبب من الأسباب، وسارعت القوى علشان تأخذ الحكم، هيكون دى الفرصة الوحيدة أمامنا عشان نأخذ الحكم».
سئل عن تخصصه فى مجموعته العلمية، أجاب: «طلبوا منى أعمل مشروع نسف الكبارى، وهذا المشروع أنا فهمت منه أن أقطع المواصلات».. وقال إنه فى يوم من الأيام قابل زميله فى المجموعة «إلهامى بدوى»، وقال له إنه لن يسمح باستخدام هذا المشروع «نسف الكبارى» لأنها أعمال تخريبية، ولا يستخدم إلا إذا وقع انقلاب، وكشف عن أن فكرة المشروع تقوم على أنه فى نقطة معنية يتم تعطيل الكوبرى أكبر قدر ممكن، وكشف عن أن دراسة هذه الفكرة لم تستغرق أكثر من ثلاث ساعات، واشتريت ورق من واحد فى السنة الثالثة بكلية الهندسة، الورق فيه إسكتشات لمعالم الكبارى الموجودة فى الجمهورية، وكانت حوالى 11 كوبرى، واللى عملته عبارة عن إنى أجيب قلم رصاص وعلى الحتة اللى تعتبر نقطة الضعف فى الكوبرى، وأضع علامة عليها عشان تعطيل المواصلات».
سئل عن الكبارى التى كانت سيتم فيها تنفيذ خطته، أجاب: «كوبرى قصر النيل، وكوبرى بنها».. طلب منه المذيع «حمدى قنديل» ذكر أسماء الكبارى الأخرى، فقال إنه لا يتذكرها.. سئل عن مهام باقى زملائه فى مجموعته.. قال: «إلهامى بدوى، كانت طبيعة تخصصه فى المواصلات، وعمل خريطة للإسكندرية «عشان يعرف المداخل والمخارج، عشان يسيطر على أى حاجة»، وعن الشخص الثانى، قال: «المهندس راجح، وكان أكبرنا سنا، وعنده حوالى خمسين سنة، ومفروض إنه كان يشرف علينا قبل ما نعتقل، وقال لعبدالمجيد الشاذلى: أنا قرأت فى مجلة أمريكية إن فيه كبارى نسفت بطريقة معينة، أنا عاوز حلمى يشوف دى، وأنا كنت مشغول وقتها، فهو طلب من ابنه «طالب بكلية الهندسة» من غير ما يدرى يفهمه هذه الطريقة، وهى نسف المنشآت بأجهزة اللاسلكى، يعنى مثلا إنسان بعيد يقدر ينسف كوبرى من بعيد».
وقال «حتحوت» عن عبدالمجيد الشاذلى: «كان بيشتغل فى تحضير المفرقعات، وكان بيجيب كتب أمريكانى وإنجليزى، ويستخلص منها بعض الموضوعات الخاصة بذلك».. سأله المذيع: «ما سمعتش الحاجات دى هتستخدم فى إيه؟.. أجاب: «ما حدش قال لى»..علق المذيع: «الواضح بالنسبة لواحد متعلم تعليم عالى زيك، ومش جامعى بس، بل أكثر خبرة وعلما.. يعنى وظيفته أستاذية فى الجامعة، تخصصك بالذات فى موضوع العقل الإلكترونى، يصعب علىِ إن واحد من بلدى فى هذا الظرف يتورط هذا التورط.. إزاى تورطت فى الحالة دى ولا ماتورطتش.. أجاب: أنا تورطت.. المفهوم أن التنظيم ما كانش ضد الحكومة الحالية.. لو حد قال إنها الحكومة الحالية ما كنتش دخلت.. يكفى إن الحكومة الحالية لها اتجاهات إسلامية قوية..أنا أعترف بذلك.. فى الإذاعة والمصحف المرتل، وإنشاء جامعة الأزهر.. دى حاجات كويسة.. تخدم الإسلام خدمة مكناش نحلم بها».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة