تعد جمهورية مصر العربية من البلاد الأكبر من حيث عدد السكان فى شمال أفريقيا والمنطقة العربية، ودخلت الكهرباء إلى مصر عام 1893م وتم إنشاء أول وزارة للكهرباء عام 1964م ووصل عدد المشتركين في قطاع الكهرباء” أصحاب العدادات” إلى أكثر من 39 مليون مشترك، ووصلت القدرات المركبة حاليًا إلى أكثر من 60 ألف ميجاوات، وبعد أن عانت مصر كثيرا من تكرار انقطاعات الكهرباء عام 2014 وما قبلها، وكان واجبا أن نذكر الإنجازات التى حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الملف الذي أراه ملف أمن قومي، ونثمن جهود معالي الدكتور محمد شاكر وقيادات الوزارة والشركة القابضة، وبتضافر الجهود تحولنا من عجز في الطاقة والكهرباء إلى فائض، ومن ندرة إلى وفرة.
وذكرت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات أنه شهد قطاع الكهرباء المصري تطورًا كبيرًا خلال الفترة من يونيو2014 حتى الآن؛ ففي مجال الإنتاج أنتجنا وأضفنا أكثر من 28 جيجا (أي ضعف ما كان موجودًا في 2014) ولدينا احتياطي بأكثر من 25%. وفي مجال شبكات النقل: تم مضاعفة شبكات الجهد الفائق 500 ك. ف. مرة ونصف، ومضاعفة محطات المحولات 500 ك. ف. بحوالي أربعة أضعاف. وفي مجال التوزيع أنفقنا حوالي 36 مليار جنية خلال 4 سنوات، ومستمرون في تطوير شبكات النقل والتوزيع، هذا بجانب استمرار تطبيق نظم كفاءة الطاقة على كافة المستويات، وميكنة الخدمات الذكية، وتركيب عدادات ذكية وإنشاء مراكز تحكم جديدة.
وتابعت الدراسة هذا كله بجانب دور مصر البارز في منظومة الربط العالمي (جيتكو). وفي نوفمبر 2019 وبناءً على طلب من وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية «نيباد»، بأن تتولى مصر ريادة مشروع تطوير الخطة الرئيسية لشبكة الربط الكهربائي بقارة إفريقيا، الأمر الذي يسمح لمصر بالتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار. وتتمثل الفائدة الأساسية لربط عدة شبكات كهربائية في تقليل القدرة الاحتياطية المركبة في كل شبكة، وبالتالي إلى تخفيض الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لتلبية الطلب على القدرة دون المساس بدرجة الأمان والاعتمادية في الشبكات المرتبطة، ويؤدي الربط الكهربي أيضًا إلى الاستفادة من إقامة محطات التوليد في المواقع الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية نتيجة لتوافر وقود رخيص فائض صعب التصدير أو صعب التخزين في إحدى الدول المرتبطة، وإلى التقليل من تلوث البيئة.
وأوضحت الدراسة أنه يهــدف الربــط الكهربائــي العربــي إلى إنشــاء بنيــة أساســية لتجــارة الكهربــاء بيــن الــدول العربيــة تمهيــدًا لإنشــاء ســوق عربيــة مشــتركة للكهربــاء، ويأتــي الربــط العربــي الشــامل وســوق الكهربــاء العربيــة كأولويــة للــدول العربيــة؛ حيــث تــم توقيــع مذكــرة تفاهــم لإنشــاء ســوق عربيــة مشــتركة للكهربــاء متكاملــة وتنافســية فــي أبريــل 2017 بتوقيــع ســتة عشــر دولــة.
ولفتت الدراسة أنه بدأت مصر في الربط الكهربي مع دول الجوار منذ التسعينات، حيث يوجد خطوط ربط مع عدة دول مجاورة، وسبق التوافق على ربط شبكات الكهرباء في مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وسورية وتركيا (8 دول)، بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة للدولة العربية في إنتاج الكهرباء. حيث تم ربط مصر مع الأردن، وسوريا، ولبنان، من جهة الشرق، ومع ليبيا من جهة الغرب (الربط مع ليبيا بقدرة 250 ميجا وات، والربط مع الأردن بقدرة 450 ميجا وات) وكان قد بدأ تشغيل خط الربط المصري – الليبي على جهد 220 ك.ف عام 1998. بقدرة حوالي 170 م.و.، وتم تشغيل خط الربط المصري – الأردني على جهد 500/400 ك.ف في أكتوبر 1998 بقدرة حوالي 300 م.و.، وتم عام 2000 ربط الأردن بسوريا على جهد 400 ك.ف. بخط نقل بقدرة حوالي 300 ميجاوات.
وأكدت الدراسة أنه تسعى مصر في هذه المرحلة لتكون مركزًا إقليميًا ودوليًا لتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول العربية وإفريقيا وآسيا وأوروبا من خلال مشروعات الربط الكهربائي بحلول عام 2035، وذلك من خلال عدة مشروعات كبرى عملاقة للربط الكهربائي، حيث تم الربط مع السودان جنوبًا. ويجري تنفيذ الربط مع السعودية وقبرص واليونان ومنه إلى أوروبا، خاصة وأن مصر تمتلك موقعًا جغرافيًا متميزًا عند ملتقى القارات مما يسمح لها بأن تكون ممرًا ومركزًا إقليميًا للطاقة Energy Hub؛ سعيًا للسوق العربية المشتركة للكهرباء، وعملًا بتوصيات وزراء الطاقة العرب في جامعة الدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة