حذر خبراء بريطانيون من احتمالية أن تتعرض بريطانيا لموجة دموية من الهجمات الإرهابية بما يعرف باسم "الذئاب المنفردة" يشنها "متطرفو غرف النوم" وهو المصطلح الذى بات يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعرضوا للتطرف عبر الانترنت خلال انعزالهم فى منازلهم فى فترة إغلاق وباء كورونا.
ويأتى ذلك فى الوقت الذى تحقق فيه الشرطة فيما إذا كان المتهم بالإرهاب البالغ من العمر 25 عامًا والذى تم القبض عليه للاشتباه فى قتل عضو البرلمان من حزب المحافظين السير ديفيد أميس قد تحول إلى التطرف عبر الإنترنت بسبب الوباء.
وقال مصدر أمنى لصحيفة التليجراف: "كانت شرطة مكافحة الإرهاب وجهاز MI5 قلقين لبعض الوقت من أنه بمجرد خروجنا من الإغلاق سيكون هناك المزيد من الناس فى الشوارع والمزيد من الأهداف للإرهابيين."
وأضاف "إلى جانب حقيقة أن الكثير من الشباب يقضون الكثير من الوقت على الإنترنت ، فإن ذلك يشكل مزيجًا مقلقًا للغاية وهناك قلق حقيقى بشأن الارتفاع المحتمل لمتطرفى غرف النوم."
يُخشى الآن أن يسعى المتطرفون فى جميع أنحاء العالم إلى تنشيط مجنديهم وتشجيعهم على تنفيذ ضربات إرهابية فى جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وقال بيتر نيومان، أستاذ الدراسات الأمنية، إن اكتشاف "الذئاب المنفردة" سيتطلب من الأجهزة الأمنية التسلل إلى المنتديات عبر الإنترنت حيث يتواجدون ويعملون.
وقال لبرنامج توداى على راديو بى بى سى 4 "من النادر جدا أن يكونوا معزولين تماما".
يتفاعل الكثير من المهاجمين المنفردين مع الأشخاص، وإن كان ذلك عبر الإنترنت، لذلك لديهم علاقات اجتماعية مع الآخرين.
وأضاف "لا يوجد إرهابى يفعل ذلك لنفسه فقط - إنهم يريدون التأييد والحصول على الإعجاب ، وغالبًا ما يكون هذا الإعجاب من الأشخاص الذين التقوا بهم عبر الإنترنت والذين يتصورون أنهم سيكونون الجمهور لأفعالهم."
"أعتقد أن الأجهزة الأمنية يجب أن تتخيل عالم الإنترنت كمكان على الرغم من صعوبة التمييز بين من هو عنيف ومن ليس كذلك".
وأوضحت الصحيفة أن قاتل السير ديفيد المشتبه به على حربى على قد أحيل إلى برنامج مكافحة الإرهاب بريفنت منذ عدة سنوات ، لكن سلوكه لم يعتبر متطرفًا بما يكفى لنقله إلى جهاز المخابرات الداخلية MI5.
وقال البروفيسور نيومان إن الشرطة واجهت "كمية زائدة من المعلومات"، موضحا "تمت إحالة الكثير من الأشخاص ويتم مراقبة عدد قليل فقط ، لذلك هناك الكثير من المعلومات".
وأضاف الأكاديمى أن الانتباه إلى المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعى حول الهجمات المخطط لها يمكن أن يساعد فى إحباط الهجمات المستقبلية.
وقال: "المهاجمون لديهم الرغبة فى السماح لأصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعى وأماكن أخرى بمعرفة هذه الهجمات ، لذلك نحن بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لذلك".
بالأمس، قالت عائلة السير ديفيد أن قلوبهم "تحطمت" بسبب "موته القاسى والعنيف" أثناء أدائه عمله فى دائرته المحلية فى مقاطعة إسيكس.
قالوا إنهم لا يستطيعون فهم سبب استهداف "الوطنى ورجل السلام" بحادث طعن. وتعرض الأب البالغ من العمر 69 عامًا لكمين أثناء اجتماعه مع الجمهور يوم الجمعة وطعن 17 مرة.
وقدم رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون التحية للسير ديفيد أميس فى مجلس العموم، اليوم الاثنين، مع احتدام الجدل حول كيفية تعزيز الأمن بشكل جذرى فى أعقاب الهجوم المميت على عضو البرلمان فى ساوثيند أثناء عمله فى دائرته المحلية.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن عائلة أميس ناشدت مساء الأحد الجميع على الوحدة، وحثت الناس على "تنحية خلافاتهم جانبًا وإظهار اللطف والحب للجميع". وقال أقاربه فى بيان إنهم "محطمون تمامًا" لكنهم استمدوا القوة من الإشادة به من مختلف الطيف السياسي.
وأرسل الهجوم موجات الصدمة عبر وستمنستر وأعاد فتح الأسئلة حول سلامة النواب بعد خمس سنوات من مقتل النائبة جو كوكس من حزب العمال. وقالت وزيرة الداخلية ، بريتى باتيل ، يوم الأحد إنها تدرس توفير حماية للشرطة لأعضاء البرلمان فى عملهم فى دوائرهم وإن استخدام الماسحات الضوئية على غرار المطارات قيد الدراسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة