تمر اليوم الذكرى الـ 232 إرسال الرئيس الأمريكي جورج واشنطن التعديلات الدستورية المقترحة المعروفة باسم وثيقة الحقوق الأمريكية إلى الولايات لإقرارها، وذلك فى 2 أكتوبر عام 1789، هى مصطلح يقصد به التعديلات العشرة الأولى لدستور الولايات المتحدة، قدّمت لتهدئة مخاوف مضادى الفيدرالية الذين عارضوا المصادقات الدستورية، هذه التعديلات تضمن عدداً من الحريات الشخصية، وتحد من نفوذ الحكومة في القضاء وفي إجراءات أخرى.
وتستمد مواد الدستور الأمريكى مضمونها من نظريات الفلاسفة الإنجليزيين جون لوك توماس هوبز وإدوارد كوك، والفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو، وآمن هؤلاء المفكرين بأن قبول الأفراد بالالتزام السياسى تجاه المجتمع على أساس المصلحة الذاتية والمنطق، وأدركوا تماماً مزايا مجتمع مدنى تكون لأفراده حقوق وواجبات.
ودعا الكونجرس الأمريكى إلى عقد مؤتمر فى 14 مايو 1784 لمناقشة أمر الدستور، وأرسلت الولايات نوابها إلى فيلادلفيا التى كانت العاصمة الاتحادية وقتها وكان أول مؤتمر لاختيار رئيس للولايات المتحدة، وقد اقترح على أن يكون بنجامين فرانكلين أول رئيس للدولة الجديدة لاعتبارات أهمها سنه ورجاحة عقله، حيث كان عمره 81 سنة ولكنه رفض ذلك، تم إضافة بالله نؤمن كشعار للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تبنته ولاية فلوريدا على علمها، وتمت الموافقة على استعماله على الدولار الأمريكى.
كما يتميز هذا الدستور بأنه أول دستور مكتوب فى الصور الحديثة بعد دساتير بعض الولايات، كما يتميز بجموده ويتجلى هذا الجمود فى طريقة تعديله إذ يتطلب إجراءات معقدة، فهو أصعب من أصعب الدساتير تعديلا فى العالم، ومراد ذلك أن الدستور الأمريكى جاء نتيجة مقاصة بين مواقف متباينة، لم يكن لها أن تتفق على غير ما اتفقت عليه، وى بالتالى تمسكت ببنود هذا الاتفاق وربطت تعديله بموافقة الولايات الأعضاء.
وبحسب كتاب "مبادئ القانون الدستورى : دراسة موجزة عن القانون الدستورى و النظم السياسية" للدكتور أشرف إبراهيم سليمان، فإن العرف ظل هو المصدر الوحيد للقانون الدستورى حتى قيام الثورة الأمريكية فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر، ومنذ عام 1776، بدأت المستعمرات الإنجليزية فى القارة الأمريكية تتخذ دساتير مكتوبة، ثم صدر دستور الولايات المتحدة سنة 1787، الذى يعتبر أقدم دستور مكتوب فى العالم ولا يزال مطبقا منذ تلك السنة وحتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة