محافظ الأقصر: يتم تنفيذ خطة طريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر
شهدت محافظة الأقصر، اليوم السبت، زيارة جديدة لكل من اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لمتابعة آخر تطورات العمل فى مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى قبل حفل الافتتاح العالمى له خلال الأسابيع المقبلة.
وتفقد الوزيران خلال جولتهما بالأقصر، برفقة المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، ونائبه محمد عبد القادر خيرى وقيادات المحافظة وآثار الأقصر، المشروعات الجارية لتطوير المحيط الحيوى لطريق المطار والمناطق المحيطة بالمعابد وطريق الكباش، تمهيدًا لافتتاحه فى احتفالية كبرى سيتم اقامتها بالأقصر وذلك فى ضوء الاهتمام الذى يوليه رئيس الجمهورية لهذا المشروع القومى وتنفيذًا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء.
كما تمت متابعة العمل بطريق المطار والجداريات المواجهة للبوابات بطول الكورنيش، وتفقد أعمال التطوير للنافورة القائمة وإنشاء الميادين فى مسار الطريق، ومتابعة أعمال الهيئة العامة للطرق والكبارى الخاصة برفع كفاءة الطريق والبلدورات والأرصفة، بالإضافة إلى تفقد طريق الكباش من كوبرى الكباش وحتى معبد الكرنك.
ومن جانبه، يقول المستشار مصطفى ألهم، أنه تم التعاقد مع شركة متخصصة من خلال جهاز التعمير للقيام بأعمال الزراعة والتشجير والتجميل للطريق بالكامل، لافتا إلى أنه يتابع بصورة يومية مع الشركات واستشارى المشروع كافة الأعمال المنفذة للانتهاء منها فى التوقيتات المحددة لجعل هذا الطريق مزار سياحى ومكسب للسياح من جميع دول العالم والمترددين من المصريين.
وأكد محافظ الأقصر، أنه يتم تنفيذ الخطة لطريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية مع تنفيذ أعمال الإنارة على جانبى الطريق بما يتيح الزيارة ليلًا، إلى جانب استكمال أعمال الرصف حتى نهاية طريق الكباش، على النحو الذى يحقق المظهر الحضارى المميز لهذا الموقع الأثري.
فيما صرح الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأنه تم الانتهاء من العمل فى 98% من طريق الكباش الفرعونى، ويجرى وضع اللمسات النهائية خلال الأسابيع المقبلة تمهيدًا لحفل افتتاح عالمى له يليق بالأقصر ومصر أمام العام، مؤكدًا أنه سيكون كرنفال تاريخى يضاهى احتفالية موكب المومياوات الفرعونية.
ويضيف الدكتور مصطفى وزيرى لـ"اليوم السابع"، أن أعمال الحفائر فى طريق الكباش مستمرة، وتم الانتهاء من الطريق بنسبة 98%، وكل زائرى المنطقة سيستمتعون بالمرور والمشى والتجول داخل هذا الطريق، مستطردًا: "هيخلى الأقصر جنة، فهو بمثابة متحف مفتوح، وجارى العمل على تنظيف وترميم المعابد، وبالفعل ظهرت النقوش والألوان لأول مرة من بعد بنائها من قبل المصرى القديم".
وشدد وزيرى على أنه سيكون الاحتفال بافتتاح مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى بمحافظة الأقصر، كرنفال حقيقى حيث يتم خلاله العمل على إبراز جمال وآثار وعراقة ومواطنى الأقصر ومقوماتها السياحية والأثرية لإرسال رسالة للعالم كله لزيارة الأقصر، والتى يتم التجهيز لها منذ بضعة أشهر، حيث أنه من المقرر أن تكون الفعالية إبراز لجمال الأقصر بأكملها، فسيتم تنظيم فعاليات بالحنطور والتى تحمل إعلام مصر وسيتم تطويرها بالكامل قبل الافتتاح لتكون واجهة حضارية للأقصر، وكذلك سيتم الاحتفال بالمراكب النيلية والدهبيات فى قلب نهر النيل وهى تحمل لافتات مميزة تحتفى بطريق الكباش والحضارة المصرية، وكذلك ستخرج فجر يوم الاحتفال رحلات البالون الطائر وتحمل إعلام مصر وصور لطريق الكباش والمسئولين عن المشروع الأضخم فى الأقصر.
ووجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الشكر للقيادة السياسية التى تولى اهتماما غير مسبوق لملف الآثار، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، ورئيس الوزراء، ووزير السياحة والآثار، موضحًا أن طريق الكباش سيصل ما بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر بطول 2 كيلو و700 متر، حيث أن المحافظة بدأت فترة الإزلالات القديمة قبل عام 2011 وتم استئناف العمل مرة أخرى لجعل الأقصر متحفًا مفتوحًا ومدينة تستحق أن تكون مزارا سياحيا الأعلى والأعرق على مستوى العالم، مؤكدًا على أن رئيس الوزراء قال أن حفل موكب المومياوات كان رائعًا، ويجب عمل احتفال يليق بمدينة الأقصر، كما سيكون الاحتفال تزامنًا مع العيد القومى لمدينة الأقصر والذى يتزامن أيضًا مع اكتشاف مقبرة توت غنخ آمون.
وكان قد عقد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار اجتماعين مع الشركة المنفذة لاحتفالية الأقصر واللجنة الأثرية المعنية بمشروع الكشف عن طريق المواكب المعروف باسم طريق الكباش، والذى يربط بين معابد الأقصر والكرنك، وذلك تمهيدًا للاحتفالية الكبرى التى ستقام خلال الأشهر القليلة القادمة للترويج لمحافظة الأقصر، حيث حضر الاجتماع الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ومساعدى الوزير للشؤون الهندسية والفنية ومستشار الوزير للعرض المتحفى ورئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار ورئيس الإدارة المركزية لمركز تسجيل الآثار ومعاون الوزير للعرض المتحفى ومدير عام إدارة تطوير المواقع الاثرية والمتاحف، وممثلى أعضاء الشركة المنفذة للاحتفالية.
وخلال الاجتماع تم استعراض مجموعة من الصور النادرة من القرن 19 والتى تروى تاريخ معابد الكرنك والأقصر وطريق المواكب الذى يربط بين المعابد، وأهم الاكتشافات الأثرية، وصور ومناظر للأعياد والاحتفالات التى كانت تقام فى العصور القديمة، وذلك تنفيذا للمعرض الذى سيتم إقامته فى أماكن محددة على هذا الطريق.
وفى سياق متصل، اجتمع الدكتور خالد العنانى مع الشركة المنفذة لاحتفالية الأقصر، حيث تم استعراض ومناقشة الديكورات والعناصر الفنية والمواد الدعائية التى ستستخدم لتزيين الشوارع والميادين والأسواق بالأقصر، وكذلك تصميمات الملابس والأزياء التى سيرتديها المشاركين فى الاحتفالية والموسيقى المصاحبة لها.
فيما قال الدكتور مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع تطوير طريق الكباش، أنه جارى الانتهاء من المراحل الأخيرة من العمل فى طريق المواكب الكبرى، ونأمل أن يكون الافتتاح عالمى وكبير يليق بالحدث، موضحا أنه تجرى أعمال كشف عن أجزاء من الطريق نفسه، وهناك أيضًا أعمال ترميم خاصة بمعابد الكرنك والأقصر لإظهارها بأفضل صورة، لأن الافتتاحية ستكون كبيرة وتليق بالحدث.
وأضاف الصغير، أن هناك خبراء تفقدوا الطريق ومعبدى الكرنك والأقصر، لوضع تصور نهائى للاحتفال الخاص بافتتاح الطريق، وسيكون لذلك صدى كبير على مصر كلها، والاحتفالية ستكون إعادة إحياء لطريق المواكب الكبرى من خلال احتفال بأحد الأعياد المهمة لدى المصرى القديم، وتضم خروج موكب للمعبودات من معبد الكرنك والأقصر، ونهر النيل سيكون مسرحا للاحتفالات، وسيشارك فيها عامة الناس وهو ما سنسعى لعمله.
وأوضح مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع تطوير طريق الكباش، لـ"اليوم السابع"، أن طريق الكباش يعد فى القيد طريق المواكب الكبرى حيث تم إنشاءه لاحتفال بالمواكب الدينية، كما يكشف المخطط الرئيسى لمدينة طيبة خلال العصر القديم والرومانى، حيث أن طريق الكباش يعطى فكرة عن الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمصر القديمة، ويوضح الصناعات المصرية القديمة مثل صناعة الفخار، ويوضح قيمة مدينة طيبة الحضارية، مشددًا على أن أعمال مشروع کشف وتجهيز مسار طريق الكباش مقسمة إلى 7 قطاعات تيسيرا لأعمال التوثيق والتسجيل للمراحل المختلفة لأعمال الحفائر وأعمال التطوير التى تتم به، حيث تبدأ من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك وتتضمن أعمال ترميم الممر الأثرى، وقواعد الكباش، والسور الأثرى، والاكتشافات الأثرية من أعمال الحفائر، إلى جانب إنشاء واستكمال أسوار خرسانية وتشطيبها بنفس مواصفات السور الأثرى، وإنشاء برجولات خشبية للزائرين وزراعة نخل على المنسوب المتوسط خلف قواعد الكباش، فضلاَ عن أعمال إنارة الممر الأثرى وقواعد الكباش، وإنشاء شبكة صرف لخفض منسوب المياه الجوفية على طول مسار الطريق، وأضاف أنه جار استكمال أعمال الحفائر بطريق الكباش للكشف عن التماثيل الموجودة بالطريق من جهة نجع ابو عصبة، حيث تم الوصول لمنسوب التأسيس لهذه التماثيل والعثور على بعض رؤوس تماثيل خلال أعمال الحفائر.
وشدد الدكتور مصطفى الصغير مدير معابد الكرنك والمشرف على مشروع إحياء وترميم طريق الكباش الفرعونى، أنه تم الانتهاء من نسبة كبيرة فى العمل بالطريق، حيث شارف العمل على النهاية تمامًا ويجرى العمل فى بعض الرتوش الأخيرة ليكون جاهز للافتتاح رسميًا وفتحه لبدء استقبال الأفواج السياحية فى طريق المواكب الكبرى، يعتبر من أكبر المشروعات الأثرية التى تبنتها وزارة السياحة والآثار فى الفترة الأخيرة، مشددًا على أن إحياء وترميم طريق الكباش بالأقصر يعتبر أحد أهم المشروعات القومية فى المجال الأثرى والسياحى، فى قلب مدينة الأقصر، وهو مشروع "إحياء طريق الكباش الفرعوني"، والذى يضمن للأفواج السياحية رحلة سياحية بين التراث والحضارة الفرعونية القديمة، بطول 2700 متر بدءًا من معبد الأقصر بكورنيش النيل، حتى معابد الكرنك التاريخية، والذى يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اهتماما كبيرًا وينتظر تجهيز افتتاح عالمى له يبهر العالم.
وأضاف الدكتور مصطفى الصغير فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أنه تم بدء الكشف عن الطريق التاريخى لملوك الفراعنة منذ أكثر من 72 سنة، واستمرت أعمال الحفائر خلال الفترة الماضية بعد فترة توقف فى 2011 وعادت أعمال الحفائر والتطوير الخاصة بالطريق فى 2017، حيث أنه يعتبر من أحد العناصر المهمة لموقع طيبة للتراث العالمى، موضحًا أنه تم وضع تصور كبير للزيارة بتوفير الطريق بالكامل بين معبد الأقصر ومعابد الكرنك للزيارة، كما توجد 3 مداخل عبر الطريق بأكمله لكى يتاح الزيارة للسائح، بجانب الإضاءة الليلية المبهرة للطريق لكى يستمتع الزوار بالسير داخلها ليلًا، وكذلك لكى يتحكم الزائر فى مسيرته بالطريق أن أراد أن يقوم به بالكامل أو يزور جزء منه، وتم تخصيص جزء كمتحف مفتوح بالطريق لكى يكون متاح للزيارة خلال الجولة بالطريق من معاصر نبيذ وحمامات كانت بالطريق ومعالم مهمة توضح النشاط الاقتصادى والاجتماعى للمصريين القدماء خلال العصور القديمة، موضحًا أن مساحة معابد الكرنك أكثر من 260 فدانا، وطريق الكباش يصل طوله لـ2700 متر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة