اصطحب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نظيره الأردنى الدكتور بشر الخصاونة، والوفد المرافق له، فى جولة تفقدية لمشاهدة المشروعات على أرض الواقع التى تشهدها العاصمة الإدارية الجديدة، رافقهم خلالها عدد من المسئولين من الجانبين.
وبدأت الجولة من الحى الحكومى، حيث تعرف رئيس وزراء الأردن على تكوين هذا الحى، الذى يضم مقر مجلس الوزراء، ومبانى الوزارات والهيئات الحكومية، بواقع 34 مبنى وزاريا، ومبنى مجلس النواب، وكذا مجلس الشيوخ، والعديد من المبانى الخدمية داخل نطاق الحى.
كما تعرف على الأنماط الهندسية المميزة التى نفذت بها مبانى الوزارات والجهات، مع الاهتمام بالمساحات المفتوحة والخضراء والنوافير ومسارات الحركة، فضلاً عن تقسيم المبانى من الداخل بصورة عصرية تلبى متطلبات العمل وفق أطر حديثة وبتكنولوجيا متطورة، مع التأثيث بصورة أنيقة توفر بيئة عمل محفزة للعاملين، وتضفى هوية مميزة وطابعا خاصا لكل وزارة وجهة.
وانتقلت الجولة إلى "ساحة الشعب " أحد العناصر المميزة لهوية الحى الحكومى، ثم تفقد مبنى البرلمان الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط.
وأشار اللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إلى وتيرة العمل السريعة التى تتم فى الحى الحكومى الذى تم تنفيذه على مساحة 1.8 مليون م2، ويضم مقر مجلس الوزراء، ومقرى البرلمان، ومقار الوزارات والهيئات الحكومية، ويتأهب لاستقبال نحو 51 ألف موظف، ويشهد تنفيذ مبان خدمية بعدد 12 مبنى تضم مجمعات مطاعم، ومراكز تجارية، وأخرى ترفيهية، ومركز للمؤتمرات وقاعات تدريب.
كما تناول أعمال تنفيذ "ساحة الشعب على مساحة 475 فداناً، لتتضمن المسرح الدائرى بمساحة 50 ألف م2، يتسع لنحو 1200 فرد، ونوافير، ومسطحات خضراء، وساحات وميادين، وبرجولات، وتم شرح خطوات تنفيذ النصب التذكارى على مساحة 170 ألف م2، والذى يتم تصميمه بطابع فرعونى، من الأعمدة والزخارف بواقع 84 عمودا دائريا و68 عمودا مربعا بارتفاع 15 م، وقوسين مدون عليهما قائمة شرف تضم أسماء شهداء مصر، كما يتضمن 8 نافورات، وسجلا تاريخيا، ومناطق انتظار سيارات، وكذا تنفيذ سارى علم مصر الأطول والأضخم عالمياً والذى يتم تركيبه حالياً، ومن المقرر أن يصل لطول 191 متراً، بوزن 1040 طناً، بحيث يعلوه علم مصر الضخم، بوزن 528 كجم، كما يحيط قاعدة السارى مبنى دائرى، ووحدة أرصاد جوية، وجهاز كهربائى لرفع العلم، ويجاوره كوبرى مشاة، ومصاعد كهربائية، وتجهيزات أخرى حديثة.
وتضمنت الجولة تفقد تنفيذ مبنى مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة كأحد مقار البرلمان المصرى، حيث أوضح اللواء ايهاب الفار أنه يقام على مساحة 26 فداناً، ليعد الصرح الأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط، حيث تتسع القاعة الرئيسية لنحو ١٠٠٠ عضو برلمانى، بمسطح ثلاثة أضعاف المبنى الحالى للبرلمان، وتعلو تلك القاعة قبة رئيسية ضخمة بمتوسط قطر 50 متراً، تعتبر أحد أكبر القباب التى تم تنفيذها على مستوى العالم، كما تضم ملحقات المقر مجموعة مبان خدمية منفصلة تشمل قاعات استماع، ومركزا اعلاميا، ومركز معلومات، ومركز تدريب، ومركزا طباى، فضلاً عن بهو الأعمدة، وصالات كبار الزوار، وصالونات الاستقبال، ومكاتب رئيس المجلس، والوكلاء، والعاملين، وتتسع لنحو 3200 موظف، وجراج يسع 1500 سيارة، بالإضافة إلى المسطحات الخضراء.
ثم تضمنت الجولة مركز مصر الثقافى والإسلامى، أحد الصروح الثقافية المهمة التى يتم تدشينها فى العاصمة الإدارية الجديدة، ويضم "مسجد مصر" أحد أكبر المساجد فى مصر والعالم، والذى سيتسع لما يزيد على 100 ألف مصل، ودور مناسبات مميزة.
وأوضح رئيس الهيئة الهندسية أن مركز مصر الثقافى والإسلامى، يقام على مساحة نحو 55.5 ألف م2، حيث يضم "مسجد مصر" أحد أكبر المساجد فى مصر والعالم، وترتفع مئذنتيه بطول 140 م، وقبة رئيسية بقطر 34 م، وارتفاع 28 م، ويتضمن مجموعة من القاعات الضخمة للاحتفالات والمناسبات وتحفيظ القرآن للأطفال والسيدات والرجال، كما يحتوى على ساحة انتظار للسيارات وجراج متعدد الطوابق بسعة اجمالية ٣ آلاف سيارة، ليكون جاهزا لاستقبال رواده.
كما شملت جولة رئيسى وزراء مصر والأردن فى العاصمة الإدارية الجديدة، القلب التجارى النابض لهذا المشروع، وهى منطقة المال والأعمال، حيث أكد الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أن المنطقة تشهد تشييد 20 برجاً باستخدامات متنوعة، فى القلب منها البرج الأيقونى، وهو أعلى برج فى إفريقيا، بارتفاع نحو 385 متراً، ويتم حالياً اتمام تنفيذ بعض الإنشاءات وبدء تنفيذ الواجهات الزجاجية للأبراج المنفذة، وحى البنوك، الذى سيتضمن مقر البنك المركزى المصرى، ومقار لعديد من البنوك المحلية والعالمية.
وأضاف الوزير أن منطقة المال والأعمال تتيح أسس المدن الذكية والمستدامة بصورة عصرية مميزة، حيث سيضم المشروع عددًا من الوحدات متعددة الأغراض، من تجارية وترفيهية وسكنية، بالإضافة إلى مقرات للعديد من المؤسسات المالية والاستثمارية، كما يوفر المشروع أكبر قدر من الجراجات تحت الأرض، مع الاهتمام بالمساحات الخضراء.
كما تم تفقد عددا من المشروعات السكنية ضمن إطار العاصمة الإدارية الجديدة، وشملت الزيارة أعمال تنفيذ الحى السكنى R3 بما يتضمنه من الفيلات والعمارات، وقد تمت الإشارة إلى أن الحى يتم تنفيذه على مساحة 1016 فداناً، ويضم 24130 وحدة سكنية، تتضمن عمارات سكنية، وفيلات، وتاون هاوس، ومبانى للاستخدام المختلط من السكنى والتجارى والإدارى، بما يلبى كافة الاحتياجات ومتطلبات قاطنى الحى، كما يشهد تنفيذ ممرات لسير الدراجات الهوائية، والتركيز على المساحات الخضراء، وتوفير كافة المبانى الخدمية اللازمة من دور العبادة، والأسواق التجارية، والمؤسسات التعليمية، وغيرها.
كما رافق الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن، فى جولة بالنهر الأخضر والبحيرة الصناعية، التى تعدُ بمثابة رئة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تمت الإشارة إلى أن المشروع يقام على مساحة إجمالية تبلغ 1000 فدان، من بينها مساحة 688 فداناً من المساحات الخضراء المغطاة بالزراعات والنباتات المزهرة، والبحيرات ومنها بحيرة صناعية ضخمة بدأ ملؤها بالفعل، إلى جانب الملاعب وممرات للدراجات الهوائية، والمجمعات المطاعم والمناطق الترفيهية، إلى جانب 182 فدانأً مشروعات استثمارية مستقبلية كما يجاور مشروع النهر الأخضر منطقة الأعمال المركزية، المركز التجارى للعاصمة الجديدة.
وانتهت الزيارة بمدينة الثقافة والفنون فى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، منارة الإبداع الفنى والفكرى والثقافى فى العاصمة الجديدة، حيث تضم العديد من المنشآت الثقافية والفنية، فى مقدمتها دار الأوبرا الجديدة، التى تعد أكبر دار أوبرا فى الشرق الأوسط، حيث تضم قاعة رئيسية تصل سعتها إلى ٣٥٠٠ فرد مقامة وفقاً لأحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية، إلى جانب مسرح للموسيقى يصل سعته إلى 1300 فرد مؤهل وفقاً للمعايير الدولية لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية، بجانب مسرح للدراما والأداء الحركى يتسع لـ700 فرد، وذلك فى إطار طراز معمارى فريد وثرى.
وخلال الزيارة أشاد الدكتور بشر الخصاونة، رئيس وزراء الأردن بحجم العمل الكبير الذى يحدث على أرض هذا المشروع، والتنفيذ الذى يتم باحترافية ومعايير عصرية، مبدياً اعجابه بالنسق المعمارى المميز لمسجد مصر الذى ينفذ وفق طراز اسلامى رفيع، والنصب التذكارى، ذى الطابع الفرعونى الفريد، ومبنى دار الأوبرا المهيب.
من جانبه أعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن سعادته بهذه الزيارة والجولة فى هذا المشروع الذى يمثل أهمية كبيرة للدولة المصرية، حيث يفتح لها آفاقا واسعة نحو المستقبل، كما يجسد إرادة المصريين فى تحدى العقبات لجعل المستحيل واقعاً ملموساً.