عادت أسهم الانتقادات الحادة لموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك لتزداد حدة، ووصلت لذروتها فى أروقة الكونجرس الأمريكى، على خلفية ما تم الكشف عنه من تجاهل الموقع لنتائج مراجعات داخلية أجراها عن مدى تأثير موقع انستجرام المملوك له على المستخدمين الصغار، لاسيما المراهقات.
وعقد مجلس الشيوخ الخميس، جلسة شاركت فيها الرئيس العالمى للسلامة بالشركة أنتيجون دافيس، وهى الأولى من جلستين تعقدهما لجنة التجارة حول كيفية تعامل فيس بوك مع مستخدميها الصغار. وفى الأسبوع المقبل، من المتوقع أن تتلقى اللجنة شهادة من أحد المبلغين عن المخالفات فى فيس بوك.
وقال السيناتور الديمقراطى ريتشارد بلومتنال فى ملاحظاته فى بداية الجلسة: نحن نعلم الآن أن فيس بوك يقدم الأرباح بشكل روتينى على سلامة الأطفال على الإنترنت. ونحن نعلم أن الشركة تختار نمو منتجاتها على رفاهية الأطفال، وتعلم أنها الآن أهملت بشكل لا يمكن الدفاع عنه فى العمل من أجل حمايتهم.
وتابع قائلا إن السؤال الذى يلاحقه هو كيف يمكنهم كآباء أو كأى شخص أخر أن يثق فى فيس بوك.
وفى علامة على الضغط من قبل الحزبين فى هذه القضية، ردد السيناتور مارشا بلابورن نفس تصريحات بلومنتال فى تصريحاتها الافتتاحية الموجهة إلى فيس بوك، وقالت إنهم لا يثقون فى الشركة بالتأثير على أطفالهم.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد كشفت فى وقت سابق هذا الشهر أن فيس بوك كان يجرى دراسات على مدار السنوات الثلاث الماضية حول الكيفية يؤثر بها انستجرام على الملايين من المستخدمين الشباب. وأظهر البحث أن الموقع يمكن أن تضر بالصحة العقلية وصورة الجسد لاسيما بين الفتيات المراهقات.
وأسفر ما كشفت عنه وول ستريت عن إعلان أعلنت شركة فيس بوك أنها أوقفت تطوير خدمة انستجرام للأطفال، التي كانت ستكون مخصصة للأطفال من سن 13 عاما أو أصغر، وذلك فى ظل أسئلة حول تأثير التطبيق على الصحة العقلية للصغار.
وقال فيس بوك إنه لا يزال يرغب فى تقدم منتج انستجرام للأطفال سيكون به تجربة عمرية أكثر ملائمة، لكنه يؤجل لخطط فى ظل الانتقادات الخارجية. وقال ادم موسيرى، رئيس انستجرام فى مدونة، إن هذا سيمنحهم وقتا للعمل مع الآباء والخبراء وصناع السياسة والمنظمين للاستماع إلى مخاوفهم، وإظهار قيمة وأهمية هذا المشروع للمراهقين الأصغر سنا على الإنترنت اليوم.
وقد جادل فيس بوك بأن الصغار يستخدمون انستجرام على أية حال، على الرغم منا لقواعد الخاصة بالعمر، لذلك سيكون من الأفضل أن يتم تطوير نسخة أكثر ملائمة لهم بسيطرة أكبر من الآباء. وكان يوتيوب، المملوك لجوجل، قد أطلق نسخة من تطبيقه للأطفال.
لكن منذ الكشف عن أن فيس بوك عمل على التطبيق فى وقت سابق هذا العام، واجهت الشركة انتقادات من صناع السياسة والمنظمين وجماعات سلامة الأطفال وجماعات حقوق المستهلكين، وجادلوا بأنه يصطادهم على التطبيق فى سن أصغر بدلا من أن يحميهم من المشكلات بما فى ذلك الاستغلال الجنسى للأطفال والتنمر.
من جانبها، تحدثت دافيس، التى عرفت نفسها بان أم ومدرسة سابقة، عن تقرير وول ستريت، وقالت إن ما غاب عنه هو أنهم فى البحث الذى قاموا بإجرائه وجدوا أن المزيد من المرهقات وجدوا انستجرام حقا مفيدا، وأن الفتيات الصغيرات اللتى تعانين من مشكلات وجدوا موقع مشاركة الصور مفيدا حقا، وهذا لا يعنى ان هؤلاء اللاتى لم يجدنه كذلك، ليسوا مهمين بالنسبة لهم، بل هذا هو السبب الذى تم لأجله إجراء البحث.
ورفضت مسئولة فيس بوك فكرة أن التقرير كان قنبلة مدوية ولم تعلق على إطلاق الدراسة الكاملة مشيرة إلى اعتبارات تتعلق بالخصوصية. وقالت إن فيس بوك تبحث فى سبل نشر المزيد من الأبحاث.