نشرت مجلة أدب ونقد التي يرأس تحريرها الشاعر والناقد عيد عبد الحليم، وضمن باب "الديوان الصغير"، مختارات من أحدث دواوين الشاعر كريم عبد السلام "محاولة لإنقاذ جيفارا"، الصادر العام الجارى عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
محاولة لإنقاذ جيفارا
وضمت مختارات مجلة "أدب ونقد" 7 قصائد من ديوان "محاولة لإنقاذ جيفار"، هى: "صيادون وجثث / فى المخبأ / محاولة للهروب/ أبنى سفينة للطوفان /بوتيك جيفارا /مقعدٌ هزازٌ عند نهاية العالم / يوميات مقهى البستان".
مجلة أدب ونقد
ديوان "محاولة لإنقاذ جيفارا"، الخامس عشر فى مسيرة الشاعر كريم عبد السلام، وهى مسيرة حافلة فى قصيدة النثر، حيث استطاع الشاعر أن يشق طريقا خاصا، يجمع بين السرد والالتقاطات العميقة والصور الشعرية الأخاذة ،التى تحيل مباشرة إلى مأزق الإنسان فى مواجهة العالم غير الإنسانى، أو إلى قلب التراجيديا التي يحيا فيها الإنسان، تراجيديا مواجهة الموت أعزل ومواجهة كل أشكال طمس الهوية الإنسانية وقتل كل ما يمت للإنسان صاحب الوعى والحلم والآمال الكبرى.
قصائد مختارات "محاولة لإنقاذ جيفارا" في باب الديوان الصغير "بمجلة أدب"، هي بمثابة محاولة الشاعر الأخيرة لإنقاذ روحه من التمزق تحت عجلات الحياة غير المواتية، وفى الحلبة المجنونة التي تنطلق فيها وحوش لا عدد لها تهاجم الذات الإنسانية باستمرار، وعلى الإنسان أن يطل واقفا على قدميه متيقظا للوحوش التي تعدو باتجاهه لتسلبه عقله وأحلامه وقدرته على خلق العالم من جديد، نعم وحده الشاعر قادر على خلق العالم كما يريد، ووحده أيضا قادر على مواجهة الوحوش والأراجوزات والمهرجين والحيوانات التي تنتحل هويته وتسعى لأن تتكلم باسمه في اللحظات الميتة.
محاولة لإنقاذ جيفارا بمجلة أدب ونقد
محاولة لإنقاذ جيفارا شهادة تراجيدية على إمكانية الحلم والبراءة، على ضرورة الوعى باللحظات الميتة من الحياة، بالدورات المتعاقبة للتاريخ والإيمان بما يمكن أن يكون سببا في حياة الشاعر وبقاء العالم، الإيمان بالجماعة الإنسانية التى ينتمى إليها الشاعر، حيث الاهتمام الجمالى بالقصيدة لا ينفصل عن الاهتمام بمصير الإنسان الوجودى وأسئلته الجوهرية حول الحياة نفسها وحول الموت وغايته والشعر ودوره وحول الوعى ومسئوليته.
وتاليا قصيدة "أبنى سفينة للطوفان" للشاعر كريم عبد السلام، من المختارات المنشورة فى مجلة أدب ونقد..
أبنى سفينة للطوفان
"أبنى سفينة
أضع فيها أحلامى زوجين زوجين
لكن أحلامى تتركنى
وتنزرع فى الأرض القاحلة
أحلامى تحب البقاء وسط الأشرار والتطلع إليهم
وهم يقتلون بدم بارد
ثم يغسلون أيديهم ويمضون إلى وجبة الغداء
أو إلى السينما
تعبتُ من النداء على أحلامى وجمعها
أحيانا أقطفها عندما تتحول إلى زهور
أو أحصدها حين تتخفى فى أعواد القمح والذرة
وأحبسها فى أقفاصها عندما أجدها فى اليمام البرى
لكنى أخشى الاقتراب من النمور التى تكونها أحلامى
أو أسماك القرش التى تتحول إليها
وأجدنى فى النهاية
أصعد إلى سفينة الطوفان
وحيدا ً
بدون أحلامى
والمياة تمور وترتفع
ولا طائر معى
ليحمل غصن الزيتون
عندما أعثر على الأرض الجديدة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة