في عالم الطاقة الجديدة والمتجددة، تظهر يوميا سبل جديدة على المستوى العالمى والعربى والمحلى، للإنتاج النظيف بهدف حماية البيئة ومكافحة الاحتباس الحرارى، لكونه يعتمد على إزالة الكربون وتقليص نسبته في الهواء.
خلال الفترة الماضية ظهرت بقوة بعد المبادرات والحوارات حول أهمية هذا المسمى "الهيدروجين الأخضر" حيث تبنت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدنى المحلية والعربية فكرة إنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، كمادة وسيطة لإنتاج الأمونيا الخضراء.
ومن المتوقع أنه ستتولى إحدى الشركات النرويجية إقامة وتشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح بين 50 – 100 ميجاوات، وسيتم توريد الإنتاج إلى شركة مصرية للصناعات الأساسية مملوكة لأحد رجال الاعمال المصريين، وتقوم باستخدام الهيدروجين الأخضر كمادة وسيطة تكميلية لإنتاج أكثر من 45 طنا متريا من الأمونيا الخضراء سنويًا بموجب عقد شراء طويل الأجل، وسيقام المشروع بالقرب من منشآت الشركة المصرية في المنطقة الصناعية الواقعة بالعين السخنة.
يسهم المشروع في توفير منتج استثماري فريد من نوعه يحقق عوائد مالية، ويدعم تنمية الاقتصاد الأخضر بشكل عام، ويمثل هذا المشروع نقطة انطلاق نحو بناء محفظته الاستثمارية الخضراء، وبداية للعديد من الاستثمارات المستقبلية المماثلة، خاصة وأن مشروع الهيدروجين الأخضر يحظى باهتمام عالمي، ومصر ليست أول دولة عربية تعمل على توفيره، لكن سبقتها الممكلة العربية السعودية، باعتباره أحد المصادر الواعدة للطاقة في المستقبل القريب.
والهيدروجين الأخضر عبارة عن وقود خالٍ من الكربون، ومصدر إنتاجه الماء، حيث تشهد عمليات الإنتاج فصل جزيئات الهيدروجين عن جزئيات الأكسجين بالماء بواسطة الكهرباء، ويتم توليدها من مصادر طاقة متجددة.
وكشف تقرير عالمى عن أهم الصناعات المرشحة للاستفادة من هذا الوقود، وهى الطائرات، والسفن، والشاحنات، التي تقطع مسافات طويلة، والصناعات الثقيلة، وفى أحد تقارير لمجلة فوربس، خلال شهر ديسمبر الماضي، قيل إن المستقبل قد وصل بمحاولة توسيع استخدام الهيدروجين الأخضر، بعد اجتماع سبعة من أكبر مطوري مشاريع الهيدروجين الأخضر لإطلاق مبادرة Green Hydrogen Catapult ، لزيادة إنتاجه بمقدار 50 ضِعفًا في السنوات الست المقبلة.
ويساعد الهيدروجين الاخضر على خفض الانبعاثات من الصناعات الأكثر كثافة في الكربون في العالم بما في ذلك صناعة الصلب والشحن وإنتاج المواد الكيميائية وتوليد الطاقة.
وفى السياق ذاته، قالت ريتشيل فخري محللة متخصصة في شؤون الطاقة في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهى إحدى المنظمات غير الهادفة للربح بنيويورك، إن هذا النوع من الوقود واعد للغاية برغم أنه بمقدورنا الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء اللازمة للمنازل والسيارات الكهربائية، ومن الممكن أن يكون مصدر طاقة مثالياً، لتشغيل قطاعات صناعية كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل تصنيع الصلب والخرسانة.