بخطى ثابتة تتجه الدولة التونسية لاستكمال خطوات إعادة البناء وتطهير مؤسسات الدولة من كافة أشكال الفساد التي تعيق التنمية والنهوض بالدولة بما يلبى طموحات شعب تونس، كما أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، رفضه كل أشكال الوصاية الخارجية أو التدخل في شؤون بلاده.
في الوقت الذى تجدد جامعة الدول العربية مواقفها الثابتة من دعم مبادئ الدولة الوطنية والقيادة التونسية في معركة بناء دولة قوية، هذا تأكد خلال أكثر من لقاء جمع الرئيس التونسى وأحمد أبو الغيط عقب القرارات التي اتخذها قيس سعيد في 25 يوليو الماضى للخروج من الانسداد السياسي الذي كبل الحكومة والبرلمان، وجاء تدخل الرئيس في أعقاب حالة الركود الاقتصادي والشلل السياسي وتفاقم الوضع بفعل إغلاق باهظ الثمن في العام الماضي لاحتواء جائحة كورونا وبطء حملة التطعيم واحتجاجات في الشوارع.
دور الجامعة العربية
لم تتخل جامعة الدول العربية يوما عن دورها في دعم مبادئ الدولة الوطنية لأى بلد، وقد قامت بهذا الدور تجاه تونس وهو ما أكده أحمد أبو الغيط في لقاءات جمعته بالرئيس التونسى آخرها لقائهما في قصر قرطاج الأربعاء، يرافقه السفير حسام زكى.
وفى هذا الإطار ثمن الرئيس قيس سعيد بقصر قرطاج مواقف الجامعة العربية ودورها في الانتصار لمبادئ الدولة الوطنية بما يُسهم في المحافظة على سيادة الدول العربية ويُعزّز وحدتها ويُرسّخ الأمن والاستقرار فيها، وذلك خلال استقباله أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوفد المرافق له في قصر قرطاج.
وثمن أيضا جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية على مواقفه الداعمة لتونس في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به تونس
تونس منفتحة
وعلى صعيد متصل، شدد قيس سعيد على انفتاح تونس على التشاور والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في أطار الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ورفضها لكل أشكال الوصاية أو التدخل في شؤونها الداخلية أو التربّص بمصالحها. وذكّر، أيضا، بتشبثه بمبادئ الديمقراطية واحترام الحريات وضمان حقوق الإنسان.
وأكد خلال لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في القصر الرئاسي انفتاح بلاده على التشاور والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في كنف الاحترام المتبادل للسيادة ورفضها لكل أشكال التدخل في شؤونها الداخلية أو التربص بمصالحها، بحب ما أوضح بيان صادر عن الرئاسة، وشدد على تشبثه بمبادئ الديمقراطية واحترام الحريات وضمان حقوق الإنسان".
كان شدد، خلال اتصال أجراه في وقت سابق مع الممثل الأعلى للخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أن الدولة التونسية كانت على وشك الانهيار، في إشارة إلى المرحلة التي سبقت القرارات التي اضطر لاتخاذها لاحقاً.
ومن جانبه، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية الإعراب عن ثقته في المسار الديمقراطي في بلادنا وفي وجاهة التدابير والإجراءات التي تم اتخاذها، متمنيّا للقيادة التونسية النجاح في معركة بناء دولة وطنية قوية تلبي إرادة الشعب التونسي وتُحقق تطلّعاته نحو الاستقرار والنماء.
وأعرب أبو الغيط عن ثقته في المسار الديمقراطي التونسي وفي وجاهة التدابير والإجراءات التي تم اتخاذها"، كما تمنى للسلطات النجاح في معركة بناء دولة قوية تلبي وتُحقق تطلّعات الشعب التونسي.
وقال أبو الغيط، إنه لمس تصميما وإنجازا ورغبة قوية فى استعادة الدولة الوطنية وإعطاء الشعب التونسى فرصة كاملة من أجل حياة كريمة، مضيفا أن الشعب التونسى يتمتع بالوعى، بالإضافة إلى كونه لديه قدر كبير من التعليم، معربا عن أطيب تمنياته للتونسيين، ولقيادتهم، لتحقيق ما يتطلعون إليه فى المستقبل القريب.
إجراءات تبث الطمأنينة
ومن جهة ثانية، أبلغ وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي الولايات المتحدة بأن الرئيس قيس سعيد سيتخذ خطوات جديدة من شأنها طمأنة شركاء تونس، وذلك بعد سيطرة الرئيس على كل السلطات بشكل شبه كامل في خطوة وصفها معارضوه بأنها انقلاب.
وخلال لقاء مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى أكد الجرندي أهمية استمرار الولايات المتحدة في دعم تونس لمواصلة «المسار التصحيحي».
وكانت الولايات المتحدة مهمة لتونس منذ ثورة 2011 في تقديم مساعدة أمنية ومساعدات مالية والعمل مع مانحين رئيسيين آخرين لدعم المالية العامة.