فور ذكر كلمة مقبرة، أول ما يأتى فى الذهن، هى مقابر دفن الموتى، إلا أن فى الحقيقة، يوجد عدة مقابر حول العالم، وهى ليست لدفن الموتى، فمنها على سبيل المثال، مقبرة ضخمة لطائرات بوينج، 737 ماكس والتى تم ركنها وقبعت ساكنة، على خلفية عدة حوادث وقعت لطائرات ركاب من نفس الموديل.
إذ خلال عام 2019 أثار الكثير من الجدل واللغط حول شركة بوينج، والطراز الذى كانت تنتجه من طائرات بوينج 737 ماكس، والذى تسبب فى حادثتين فى وقت قليل، وهو ما جعل القرار بالتحقيق فى عيوب تصنيع هذا الطراز، وعدم تحليقه فى السماء، لحين انتهاء التحقيق، لكن ماذا حدث لأسطول طائرات بوينج فى خطوط "ساوثيست أيرلاينز" من طراز 737 ماكس.
وكأنها مقبرة، لكن للطائرات، إذ تتواجد أكثر من 30 طائرة من طراز بوينج 737 ماكس، الطراز الذى تسبب فى حادثتين مميتين أوديا بحياة 346 شخصًا، الفترة الماضية وهو ما جعل طائرات قيمتها ملايين الدولارات مركونة على مدرج مهمل بمطار فى كاليفورنيا.
الطائرات
مقبرة الطائرات
مقبرة طائرات بوينج
وبقى أسطول الطائرات المكون من أكثر من 30 طائرة على مدرج مطار جنوب كاليفورنيا للوجستيات فى فيكتورفيل حتى نوفمبر من عام 2019، وفقا لما أكدته صحيفة ديلى ميل البريطانية.
إذ قامت كل من الخطوط الجوية الأمريكية والخطوط الجوية الجنوبية الغربية بإخراج أساطيل 737 Max من الخدمة، لحين انتهاء التحقيق بشأن عيوب فى الصناعة والتى أدت لسقوط الطائرتين.
ومن جهة أخرى كشفت لقطات صادمة لبى بى سى عن إحدى "مقابر الموضة " الجبلية فى غانا، والتى تتكون من ملابس مستعملة رديئة الجودة من جميع أنحاء العالم، تم التبرع بها للمحلات الخيرية أو تم وضعها فى بنوك إعادة تدوير الملابس مع الاعتقاد بأنه سيتم بيعها لجمع الأموال لأسباب جيدة.
ولكن وفقًا للخبراء، فإن علاقة الحب بين شعب المملكة المتحدة و"الموضة السريعة" تخلق فائضًا هائلًا من الملابس ذات الجودة الرديئة التى يتم إرسالها إلى الخارج عن طريق التجار، وفى بعض الحالات، ينتهى بها الأمر إلى تلويث البلدان الفقيرة فى العالم.
تلال من الملابس الرديئة
مقبرة الموضة
فى تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية فى إفريقيا، زار الصحفى توماس نادى، أحد مكبات النفايات الفائضة فى غانا، حيث ينتهى الأمر بنحو 40 فى المائة من الملابس المستعملة. يقول:" كنت محاطًا بتلال متموجة من الملابس المتعفنة والتى تكونت على مدار سنوات من التخلص من النفايات الغربية والمواد البلاستيكية لتخلق هذا الكابوس البيئي".
يذكر أن غانا هى المستفيدة الرئيسية من الملابس المستعملة فى المملكة المتحدة، حيث تحصل على 15 مليون قطعة من الملابس المستعملة كل أسبوع، وعلى مدار عقود من الزمان، تم منح هذه الملابس حياة جديدة فى سوق الملابس المستعملة المزدهر هناك، لكن تدفق الملابس البالية أصبح ساحقًا وأصبحت الأزياء السريعة سيئة الصنع الأمر الذى يشكل أزمة بيئية فى غانا.
تصل الملابس المصنوعة رديئة الصنع تالفة أو متصدعة ولا يمكن إعادة بيعها، الأمر الذى اضطر بعض تجار السوق إلى الإغلاق بسبب نقص العناصر عالية الجودة، وهذا يعنى أيضًا أنه يتم إرسال المزيد من مكبات النفايات فى البلاد، ومع شراء المستهلكين الغربيين للملابس بنسبة 60 فى المائة أكثر مما كانوا عليه قبل 15 عامًا، فإن الوضع سيتزداد سوءا.
وقد أشار التقرير أن سلسلة التلوث تبدأ حتى بمجرد وصول الملابس إلى مكب النفايات، مع غسل الأشياء إلى الشاطئ وفى البحر.
أوضحت روبرتا أنان، سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، أن "بعض هذه الملابس من البوليستر والأقمشة الاصطناعية"، وبمجرد غسلها فى المجرى المائى فإنها تؤذى الأسماك والحياة البحرية.
ومن جهة أخرى، فإن اللون الأخضر هو اللون المميز للغابات، حيث تكثر معها الأشجار والحشائش لتكسوا الأرض خضرة مميزة، إلا أن أحدًا لا يتوقع أن يصبح هذا اللون الأخضر مقبرة جماعية لمجموعة من السيارات الكلاسيكية القديمة.
ومقبرة أخرى تقع داخل إحدى الغابات بالسويد، حيث توجد ساحة كبيرة لخردة السيارات تقبع بداخلها أكثر من 1000 سيارة قديمة كلاسيكية، يعود عمرها إلى عام 1950، اعتلاها الصدأ بعد أن كان يعتليها علية القوم فى ذلك الوقت، ووفقا لما نشرته صحيفة الديلى ميل، أنشأت تلك الساحة من قبل اثنين من الإخوة لتخزين وتحطيم السيارات التى تركها الجنود الأمريكيون خلال الحرب العالمية الثانية عام 1950، ثم قاموا ببيع بعض قطعها لإجراء الإصلاحات، وكان للإخوة منزل فى الغابة بالقرب من السيارة المحطمة، واستمروا فى التجارة حتى عام 1980، ثم هجروا الموقع فى عام 1990 ليتركوا السيارات للأشجار.
مقبرة السيارات
أصبحت الأشجار حاليا تكتسى بلون الأشجار الأخضر، حيث نمت الأشجار حول هياكل السيارات، كما غطت الطحالب المقاعد وعجلات القيادة، إلا أنه رغم كل هذا فإن القيمة التقديرية لهذه السيارات تبلغ ما يقارب 100 ألف جنيه استرلينى كخردة.
المصور "ستيفن نوردورم" صاحب 54 عاما، غادر إلى الغابات الكثيفة بمقاطعة "باستنس" بالسويد، لتصوير السيارات المهجورة، يقول: "إن المكان هناك هادئ جدا، إلا أنه شعور غريب عندما تكون هناك، حيث تشعر كأنك على حافة العالم، فالغابات هناك كثيفة جدا، فقط يمكنك أن ترى بضعة سيارات فى وقت واحد أما البقية تختفى فى الغابة".
ويضيف نوردورم: "إن السيارات هى الآن جزء من الطبيعة فى الطريق، فالأشجار تنمو خلال السيارات، ولها فروع تتسلل عبر النوافذ وعلى الأغطية، كما أن هناك بعض الأشخاص يريدون إزالة هذه السيارات، إلا أن دعاة حماية البيئة قاموا بإيقافهم، بالرغم من أن هذه الـ 1000 سيارة المتآكلة تقدر بقيمة تقديرية تصل إلى 100 ألف جنيه استرلينى وهى خردة.
من جهته قال متحدث باسم شركة "ASM" المحدودة بالمملكة المتحدة لتدوير السيارات: "إن السعر القياسى للخردة المعدنية حوالى 100 جنيه استرلينى للطن، لذلك سوف يكون سعر 1000 سيارة بحوالى 100 ألف جنيه استرلينى للخردة".
ومن جهة أخرى شهدت شوارع مدينة دبى خلال السنوات القليلة الماضية انتشارا للسيارات الفاخرة البهظة الثمن المهملة، فلايمر يوم دون أن تترك سيارة فيرارى أو بورش فى العراء تعلوها طبقات من الأتربة والرمال والرطوبة، وزادت مقابر السيارات الفارهة فى المدينة، وفقا لموقع RT.
هذه القصة الغريبة جعلت العديد يتساءلون عن سبب رمى أصحاب السيارات الفارهة سيارتهم فى الشوارع لحال سبيلها؟ والعجيب أن هذه السيارات المهملة تصل قيمة بعضها إلى أكثر من مليون دولار.
والسبب فى ترك هذه السيارات الفاخرة مهملة فى الشوارع يعود إلى التهرب من دفع أقساطها! فطبقا لقوانين دولة الإمارات إذا لم يدفع الشخص أقساط السيارة يقبض عليه ويزج فى السجن، لهذا يختار أصحاب السيارات تركها ومغادرة البلاد للهروب من هذه المسئولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة