فى بدايات نجوم الفن تحدث لهم الكثير من المفارقات والمواقف ، ويقبلون بالعديد من الأدوار الصغيرة حتى يصعدون سلم المجد ، ومن بين هؤلاء النجوم موسيقارالأجيال محمد عبدالوهاب الذى عمل فى بداية حياته دوبلاج لابن الموسيقار سلامة حجازى.
وتعود تفاصيل هذه القصة عندما فكرعدد من الفنانين والأدباء فى العشرينيات من القرن الماضى فى تكوين فرقة مسرحية غنائية أطلقوا عليها اسم " الكلوب المصرى"، وفكروا فى نجم لامع يضموه للفرقة، وبعد بحث فكروا أن يستغلوا شهرة الموسيقار الراحل سلامة حجازى وأن يستعينوا بابنه عبدالقادر فى هذه الفرقة.
وكان عبدالقادرابن سلامة حجازى أجش الصوت ولا يصلح أن يكون مطرباً، ولكن قامت الفرقة بعمل حملة دعاية واسعة وأطلقوا عليه العديد من الصفات والألقاب حتى يجتذبوا الجمهور.
واختارأعضاء الفرقة مدينة منيا القمح ليكون فيها الافتتاح تحسباً لأى طارئ خاصة إذا فشلت الفرقة فيكون هذا الفشل بعيداً عن القاهرة، وقبل الافتتاح اقترح البعض أن يستعينوا بمطرب عذب الصوت ليقوم بعمل دوبلاج ويغنى فى الكمبوشة دون أن يراه الجمهور بينما يقوم ابن سلامة حجازى بتحريك شفتاه أمام الجمهور وكأنه هو الذى يغنى.
ووقع اختيار الفرقة على هذا الفتى الصغير صاحب الصوت الجميل الذى كان يغنى فى شارع سيدى الشعرانى، وكان هذا الفتى ذو الحنجرة الذهبية محمد عبدالوهاب الذى أصبح فيما بعد موسيقاراً للأجيال، وبالفعل اتفقت معه الفرقة على أن يغنى كدوبلاج فى الكمبوشة ، ووافق عبدالوهاب الذى كان يتحسس خطواته الأولى فى طريق الفن.
وفى ليلة الافتتاح وقف عبدالقادر ابن سلامة حجازى على المسرح أمام الجمهور يحرك شفتيه بكلمات الأغنية ، بينما جلس عبدالوهاب يغنى فى الكمبوشة، وانتهت الوصلة الأولى بنجاح ، وفى منتصف الوصلة الثانية لاحظ أحد المتفرجين أن حركات شفتى عبدالقادرلا تتماشى مع كلمات الأغنية، فهمس فى أذن جاره ليقول له ذلك ، وفى أقل من 5 دقائق انتقل الخبر بين جميع المستمعين، وتدافع الجمهور إلى الكمبوشة ليجدوا عبدالوهاب وقد ارتعد من الخوف من المفاجأة، وانهال عدد من الجمهور ضرباً على عبدالقادر، بينما ارتفع صيت وشهرة عبدالوهاب الفتى صاحب الصوت الجميل الذى كان يغنى فى الكمبوشة كدوبلاج لابن سلامة حجازى، ليبدأ موسيقارالأجيال أول خطواته نحوالمجد والشهرة.
