طالما كانت الحضارة المصرية القديمة، مصدر إلهام للعديد من الكتاب والباحثين فى التاريخ من الأجانب، للكتابة عن أوجه تقدم تلك الحضارة، ولمدن المحروسة وعلى رأسها القاهرة مدينة الألف مئذنة والإسكندرية عروس البحر المتوسط، تراث أدبى مشهود، ومثلت في مصر عبر حقباها التاريخية المختلفة، ملهمة للأدباء والمستشرقين في العرب، والذى ارتبطت بالعديد من أهم الأعمال الأدبية الخالدة، من أهمها:
فجر الضمير
جيمس هنرى برستيد، يرى في كتابه كيف أدرك المصري القديم أن حضارة بلا قيم هي بناء أجوف لا قيمة له، فكم من حضارات انهارت وأصبحت نسيًا منسيًّا؛ لذا سعى إلى وضع مجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم إطار حياته، تلك القيم التي سبقت «الوصايا العشر» بنحو ألف عام. وقد تجلى حرص المصري القديم على إبراز أهمية القيم في المظاهر الحياتية؛ فكان أهم ما في وصية الأب قبل وفاته الجانب الأخلاقي، حيث نجد الكثير من الحكماء والفراعنة يوصون أبناءهم بالعدل والتقوى. كذلك كانوا يحرصون على توضيح خلود تلك القيم في عالم الموت. لذا؛ نحتوا على جدران مقابرهم رمز إلهة العدل "ماعت" ليتذكروا أن العمل باقٍ معهم. لقد سبق المصريون العالم أجمع في بزوغ فجر الضمير الإنساني، وقد وضح «هنري برستيد» عالم المصريات العبقري ذلك بجلاء في هذا الكتاب الفذ.
رباعية الإسكندرية
رواية "جوستين" لداريل والمعروفة بـ"رباعية الإسكندرية" التى صنفت فى العديد من المحاكى الأدبية كواحدة من أهم الروايات التى كتبت فى هذا القرن، كانت لها أبعاد خاصة على المصريين وغيرهم من متذوقى الأدب، لذا اعتبرت محط إلهام لكتابة عشرات الروايات الأخرى التى صنفت أيضًا ضمن أفضل الكتب المهمة فى تاريخ الأدب وتحدثت عن الإسكندرية.
القاهرة في منتصف القرن التاسع عشر
الإنجليزي الشهير إدوارد وليم لين، الذي أفرد هذا الوصف الفريد للقاهرة، بعين خبيرة دأبت على التمييز والوصف والتحليل، فنقل لنا من خلال فوتوغرافيا الكلمات ملامح قاهرة منتصف القرن التاسع عشر، حيث مفترق الطرق بين الأصالة والحداثة، راصدًا شوارعها وحواريها، أبوابها وأسوارها، مساكنها ومساجدها وأسواقها، وحتى حصونها ومقابرها. جاعلاً من هذا العمل الفريد مرجعًا مهمًا لكل مطلع وباحث. أما الترجمة فكانت هي الأولى لهذا الكتاب إلى العربية، وقد عمل المترجم على تحقيقها والتعليق عليها بما يتفق مع دقة المؤلف ودأبه، فضلًا عن تطعيمها بعشرات اللوحات والصور النادرة التي يُنشر الكثير منها لأول مرة، مما يساعد القارئ على الغوص في ثنايا الكتاب واستخراج ما به من دُرّ، وليصبح العمل في النهاية بمثابة وثيقة تؤرخ لفترة فاصلة من تاريخ مدينة القاهرة.
رحلة إلى مصر.. الوادي وسيناء
هو حصاد رحلة طويلة قام بها الكاتب اليوناني الكبير نيكوس كزانتزاكيس (صاحب زوربا اليوناني والمسيح يصلب من جديد) مبعوثا كمراسل صحفي لإحدى الصحف اليونانية عام 1927، إلى مجموعة من بلاد المشرق: تركيا، سوريا، فلسطين، قبرص، مصر وسيناء. وجمع كازنتزاكيس حصاد رحلته في كتب. وقد ترجم الجزء الخاص برحلته إلى فلسطين، وصدر بالأردن، وقام بالترجمة نفس المترجمين اللذين يقدمان لنا هذا الكتاب عن مصر وسيناء: الشاعر الأردني محمد الظاهر والكاتبة منية سمارة.
"رحلة إلى مصر" تجوال شيق ممتع، تمتزج في الثقافة بالتاريخ، والأسطورة بالروى، والواقع بالشعر، والخبرة بالحلم. كل ذلك في استبصار مرهف بمستقبل المنطقة ودراماها الكبيرة.
إدريس أفندي في مصر - مذكرات الفنان و المستشرق الفرنسي بريس دافين في مصر
المهندس والفنان والمستشرق الفرنسي بريس دافين الذي وفد علي مصر في أواخر عهد محمد علي، ومكث بها الي أواخر عهد الخديو إسماعيل، وخلال مقامة شهر إسلامه وسمي نفسه إدريس افندي وعايش الشعب المصري، ودرس التاريخ المصري القديم واتقن الهيروغليفية، غير أن عمله الخالد يتمثل في لوحاته الرائعة للعمارة الاسلامية والفنون المختلفة والتي قدم فيها الي العالم ماخفي من جماليات الفن الاسلامي العظيم، وذلك في مذكراته التي ترجمها الدكتور انور لوقا لتنشر أول مرة فيكتب فيها إدريس أفندي عن مصر بعين فنان ومحب ومتعاطف مع الناس، يرسم صورة للحياة اليومية، للمجتمع للتقاليد، للعادات، للأسواق، إنها لوحة فريدة من أعظم ماكتب إدريس أفندي (بريس دافين).