دعم على المستويين العربى والدولى تلقاه تونس فى مسيرتها نحو تصحيح مسار عمل المؤسسات وتطهيرها من الفساد، وهو ما رسخ له الرئيس التونسى قيس سعيد بإطلاقه القرارات التاريخى فى الخامس والعشرين من يوليو الماضى.
وجدد الرئيس التأكيد على ثقة فى قدرة الدولة ومؤسساتها على النهوض ومكافحة الفساد، مشددا على ضرورة العمل على تطهير الإدارات من كل مظاهر الاختراق وعلى أن يعمل الجميع فيها فى إطار القانون لا أن يحولوها إلى مركز للمخابرات كما حصل فى السنوات الماضية.
أضاف، أن "الكثير من الإدارات وليس فقط وزارة تكنولوجيا الاتصال تحولت إلى بؤر من بُؤر التجسس".
مصر والجامعة العربية
تأتى مصر وجامعة الدول العربية فى مقدمة الداعمين لمسيرة نهضة تونس، وأكدت مصر أنها تدعم قرارات الرئيس وخطواته لمكافحة الفساد وإعلاء شأن بلاده، وأبدت الخارجية المصرية ترحيبا بتشكيل الحكومة مثمنة الجهود الوطنية المخلصة التى تقوم بها تونس من أجل الاستجابة لتطلعات شعبها نحو النماء والازدهار، مشددة على مواصلة دعمها لجهود القيادة التونسية فى مساعيها نحو ترسيخ ركائز الاستقرار فى تونس، وتحقيق التنمية والتقدم، بما يضمن مقدرات شعبها ويحفظ المؤسسات الوطنية لتونس.
قيس سعيد وأبو الغيط وحسام زكى فى قرطاج
وعلى صعيد متصل، جدد الأمين العام للجامعة السيد أحمد أبو الغيط، خلال لقاء جمعه بالرئيس التونسى فى قصر قرطاج الأسبوع الماضى يرافقه السفير حسام زكى، مواقف الجامعة الثابتة من دعم مبادئ الدولة الوطنية والقيادة التونسية فى معركة بناء دولة قوية، وهو الموقف ذاته الذى عبرت عنه عقب القرارات التى اتخذها قيس سعيد فى 25 يوليو الماضى للخروج من الانسداد السياسى الذى كبل الحكومة والبرلمان.
وفى هذا الإطار ثمن الرئيس قيس سعيد بقصر قرطاج مواقف الجامعة العربية ودورها فى الانتصار لمبادئ الدولة الوطنية بما يُسهم فى المحافظة على سيادة الدول العربية ويُعزّز وحدتها ويُرسّخ الأمن والاستقرار فيها، وذلك خلال استقباله أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والوفد المرافق له فى قصر قرطاج.
وثمن أيضا جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية على مواقفه الداعمة لتونس فى هذا الظرف التاريخى الذى تمر به تونس.
دعم كويتى
فى أحدث مواقف التعبير عن هذا الدعم جاءت زيارة الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بدولة الكويت إلى قصر قرطاج والتى أكد خلالها على مساندة القيادة الكويتية لخيارات رئيس الجمهورية وثقتها فى قدرته على تجاوز الصعوبات وتحقيق آمال الشعب التونسي. جاء ذلك خلال لقائه مع رئيس تونس قيس سعيد، اليوم الجمعة، بقصر قرطاج، وفق إذاعة شمس التونسية.
وجدد الشيخ الصباح الإعراب عن تطلع بلاده إلى تلبية رئيس الدولة للدعوة الموجهة إليه لزيارة الكويت.
وأكد وزير الخارجية مباركة بلاده لتشكيل الحكومة التونسية الجديدة، وشدّد على استعدادها لتوفير كل أشكال الدعم لفائدة تونس.
كما أبدى حرص الكويت على تعزيز حجم الاستثمار في تونس وتنويعه في الفترة القادمة والترفيع في حجم التبادل التجاري، مضيفا بأن الظروف صارت ملائمة لإرساء برامج ثنائية لدعم التعاون الاقتصادي وفي مجالات التعليم والصحة والتكنولوجيات الحديثة لا سيّما في أفق انعقاد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة والاحتفال بمرور 60 سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ومن جانبه ، جدد رئيس تونس قيس سعيد، الترحيب بالدعوة لزيارة الكويت ووعد بتلبيتها فى أقرب الآجال الممكنة، كما وجّه دعوة للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لزيارة تونس، وفق إذاعة شمس التونسية.
نجلاء بودن
جاء ذلك خلال استقباله اليوم بقصر قرطاج الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بدولة الكويت، وقد نوه رئيس تونس بما تتقاسمه تونس والكويت من قيم ومبادئ ورؤى مشتركة بخصوص العلاقات الثنائية والملفات الاقليمية والدولية، وأثنى على روابط الأخوة والتعاون والشراكة المتينة القائمة بين البلدين في عدّة مجالات وعلى الرغبة المتبادلة في تطويرها مستقبلا خاصة في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية. وجدد، الإعراب عن جزيل الشكر للقيادة الكويتية على هبتتها التضامنية النبيلة لمساعدة تونس على مواجهة جائحة كوفيد-19.
وذكر قيس سعيد، من جهة أخرى، بالأسباب التي دفعت لاتخاذ تدابير استثنائية لإنقاذ الدولة من الإنهيار وتحقيق إرادة الشعب في احترام تام للقانون وللحريات وحقوق الإنسان.
وأوضح، في هذا السياق، أن تونس تعول، بالأساس، على قدراتها الوطنية لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها، كما تتطلّع، أيضا، إلى الدعم الاقتصادي والمالي للأشقاء والأصدقاء، ومن بينهم دولة الكويت، من أجل تجاوز هذا الظرف الدقيق.
ألمانيا تساند
توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، برسالة تهنئة لرئيسة الحكومة نجلاء بودن بمناسبة تقلدها للمنصب رئيسة الحكومة، واعتبرت ميركل أن تعيين نجلاء بودن كأول أول امرأة في تونس والعالم العربي في منصب رئيسة حكومة هو إشارة مشجعة.. وفق ما نقلت إذاعة شمس التونسية.
ميركل وبودن
وقالت المستشارة الألمانية لبودن: "أمامك أنت وحكومتك تحديات كبيرة منذ ثورة 2010 ، حققت تونس إنجازات ديمقراطية مهمة تربط بلدك بشكل وثيق بألمانيا وأوروبا".
وعبرت عن أملها في أن تنجح تونس أكثر في ترسيخ وتعزيز هذه الإنجازات واحترام الحقوق والحريات الأساسية والتعددية في المجتمع.
وشددت ميركل على أن محاربة الفساد ودعم سيادة القانون والإصلاحات الجوهرية الاقتصادية والاجتماعية، تعد مهامًا تتطلب الصبر والمثابرة وكذلك الشفافية والحوار والتعاون.
وأعلنت استعداد الحكومة الألمانية لمواصلة دعم تونس الديمقراطية كشريك وثيق في طريقها، معربة عن تمنياتها لها بالقوة والثقة والنجاح في المهام التي تنتظرها.
وكان عثمان الجرندي وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج قد أشاد بأواصر الصداقة والتعاون والشراكة الاستراتيجية التي تربط بلاده بألمانيا والتي تشهد تطورا، وهو ما يعكس الأهمية التي يوليها البلدان لتعزيز العلاقات الثنائية وقد ظهر ذلك من خلال المشاورات السياسية المكثفة ورفيعة المستوى بين مسئولي البلدين والتي تترجم حرصهما المشترك على الحوار البناء والاحترام المتبادل.
وأشار الجرندي إلى الدعم الكبير الذي تقدمه ألمانيا لمسيرة التنمية في تونس سواء ضمن التعاون الثنائي أو من خلال الاتحاد الأوروبي، وكذلك بوقوفها إلى جانب تونس في جهودها للتصدي لجائحة كورونا واحتواء تداعياتها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، معربا عن أمله في أن تواصل ألمانيا مساندتها لتونس على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد وأن يستمر الحوار بين الجانبين لبحث السبل الكفيلة لتوطيد التعاون بين البلدين.