أعلن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عن خطته لإطلاق منصته الخاصة للتواصل الاجتماعى، والتى أطلق عليهم اسم Truth، أو الحقيقة، وذلك لمواجهة ما وصفه بطغيان شركات التكنولوجيا الكبرى.
ومن المقرر أن يتم الإطلاق التجريبى للموقع فى نوفمبر قبل أن يتم تداوله على نطاق أوسع فى عام 2020. ويمكن للمستخدمين المهتمين التسجيل بالمنصة من خلال truthsocial. وجاء هذا بعدما قامت مواقع التواصل فيس بوك وتويتر ويوتيوب بحظر ترامب على منصاتها فى أعقاب أحداث اقتحام الكونجرس.
وقالت شبكة سى أن إن أن مشروع ترامب الجديد لتدشين شركة للتواصل الاجتماعى سيفشل بالتأكيد، وسردت الشبكة ثلاث أسباب لذلك.
السبب الأول أن موقع تويتر موجود بالفعل، ولديه مئات الملايين من المستخدمين. كما أن ترامب أطلق تغريدته الأولى على تويتر فى الرابع من مايو عام 2009، واستغرق ست سنوات لبناء وجوده على منصة السوشيال ميديا قبل أن يبدأ فى استخدامها بقوة للترشح للرئاسة عام 2015. وكان شخصية معروفة ولديه الكثير من المتابعين، ولم يبدأ من السفر، وبمنصته الجديدة Truth سيكون الأمر نفسه أيضا.
السبب الثانى الذى تذكره CNN، هو أن الفضاء الاجتماعى المحافظ مزدحم بالفعل، فهناك موقع بارلر الذرى كان بمثابة تويتر جديد للمحافظين، لكنه اختفى بعد زيادة مختصرة للغاية فى التنزيلات فى أعقاب اقتحام الكونجرس فى السادس من يناير. وهناك موقع جيتر الذى أطلقه مساعد ترامب جاسون ميلر، وبعد أيام من إطلاقه تمكن قراصنة من أخذ إيميلات تخص 85 ألف من مستخدميه. وفى حين أن "تروث"، سيكون لديها شيئا لم يملكه بارلر أوجيتر، وهو ترامب، إلا أنه ليس من الواضح من إذا كان مجال السوشيال ميديا المحافظ كبير بما يكفى لدعم واحدا من هذه المنتجات. أما السبب الثالث فهو أن ترامب لم يعد رئيسا، وإن كان لا يزال أكبر شخصية فى الحزب الجمهورى. لكن منذ حظره من على تويتر وفيسبوك يوتيوب، أصبحت قدرته على جذب التغطية محدودة للغاية.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الرئيس السابق دونالد ترامب، وبعد عقود من حالات الإفلاس والتخلف عن سداد القروض والنزاعات التجارية والفشل التجارى، ناهيك عن الرئاسة المثيرة للاستقطاب التى انتهت باقتحام حشود عنيفة لمبنى الكابيتول، أصبح منبوذا من الشركات الأمريكية.
لكن الآن، وبفضل واحدة من أشهر البدع فى وول ستريت، تمكن من تجنب تلك السمعة الملوثة، واستطاع الوصول إلى مئات الملايين من الدولارات لإطلاق شركة سوشيال ميديا.
وتوضح الصحيفة أن هذه البدعة تسمى SPACs وهى اختصار للشركات التى يتم الاستحواذ عليها لهدف خاص، وهى النقيض للاكتتاب الأولى العام، وتسمى سباكس فى بعض الأحيان بشركات "الشيك على بياض"، حيث تطرح أولا فى البرؤصة وتجمع أموالا من المستثمرين بهدف إيجاد شركة خاصة للاندماج معها، وهؤلاء المستثمرين ليس لديهم أدنى فكرة عما سيصبح عليه شريك الاندماج.
وقد أدى هذا إلى أن بعض المستثمرين البارزين فى إحدى هذه الشركات، وهى شركة العالم الرقمى، إلى إدراك مفاجئ بأنها كانت تدعم أحدث شركات ترامب.
وكانت شركة ترامب الجديدة، مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، قد تأسست فى ولاية ديلاوير فى فبراير دون ضجة كبيرة، وبدون إيرادات أو خطة عمل مجربة، وتوصلت إلى اتفاق للاندماج مع شركة ديجيتال ورلد يوم الأربعاء. وتأسست شركة ديجيتال ورلد بعد فترة قصيرة من خسارة ترامب الانتخابات الرئاسية عام 2020، وجعت الشهر الماضى 300 مليون دولار، قادمة أغلبها من مستثمرين كبار. وعلى افتراض أن الاندماج اكتمل، فإن هذه الأموال ستمول قريبا مشروع ترامب الإعلامى، حيث يخطط لطرح تطبيق سوشيال ميديا أوائل العام المقبل يشبه تويتر.
وقد ارتفعت أسهم الشركة المندمجة حديثا يوم الخميس، لأكثر من 300% ليغلق عند 45.5 دولار للسهم، مما يعكس جزئيا التوقعات بأن الشركة الإعلامية للرئيس السابق يمكن أن تكون مربحة للغاية.