حظيت المجموعة القصصية الأولى للأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى بإشادة النقاد وقت إصدارها عام 1969، وجاءت تحت عنوان أوراق شاب عاش منذ ألف عام والذى ضم خمس قصص قصيرة، واعتبرها بعض النقاد "بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة".
كما وصفت المجموعة القصصية الأولى للغيطانى "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، بأنها "بروفة أولى على هيئة ماكيت لجميع النصوص السردية التي أتت بعد ذلك"، وخصوصا رواية "الزينى بركات".
وقد كان جمال الغيطاني من خبراء العمارة المعدودين ليس بالمعنى الأثري أو التاريخي ولكن بالمعنى الفلسفي والصوفي، وقام بجولات وشارك في برامج تلفزيونية وقراءات ثقافية عميقة في شارع المعز والجوامع "والبيمارستانات"، والمدارس القديمة، واعتبر الغيطاني أن "العمارة أقرب الفنون للرواية".
ولد جمال الغيطاني عام 1945 وقد وصف بأنه "صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا"، وقد تأثر كثيرا بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ، ولعب ذلك دورا أساسيًا لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم، وساهم الغيطاني في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة. كما وصف الغيطاني بأنه "قامة أدبية كبيرة وأحد رواد الرواية والسرد في مصر والعالم العربي"، و"أحد أبرز الأصوات الروائية العربية في نصف القرن العشرين الأخير".
من أبرز أعماله أوراق شاب عاش منذ ألف عام والزينى بركات وحكايات الغريب، وغيرها من الأعمال التي صارت علامات فى تاريخ الكتابة والسرد المصرى.
وقد توفي جمال الغيطاني في 18 أكتوبر 2015 عن عمر ناهز السبعين عاما في مستشفى الجلاء العسكري في القاهرة، بعد صراع مع المرض إثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر.
وسمي أحد شوارع القاهرة الفاطمية باسمه، وهو شارع متفرع من شارع المعز لدين الله الفاطمي، كما تم إطلاق اسمه على إحدى المدارس بمسقط رأسه في محافظة سوهاج.