على الرغم من الدمار والمعاناة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ، فإن السنوات ما بين 1940 و 1944 أسفرت عن واحدة من أغنى فترات رسم الحياة الساكنة لبيكاسو، مع تباينات ألوانها الجريئة والتعبير التعبيرى بشكل استثنائى.
في 23 أغسطس 1940، غادر بيكاسو مدينة رويان الساحلية في فرنسا حيث كان يعمل ويعيش مع دورا مار إلى باريس، وبينما أتيحت له فرصة الفرار من فرنسا في بداية الحرب، اختار الفنان البقاء في وطنه الذي تبناه.
خلال السنوات القليلة الأولى من الاحتلال ، قسم بيكاسو وقته بين استوديوهاته في شارع La Boétie و rue des Grands-Augustins. بحلول عام 1942، ومع ذلك أجبرته الصعوبات المتزايدة للسفر في المدينة على نقل عمله بالكامل إلى Grands-Augustins.
ووفقا لموقع"sothby" فإن هذا الاستوديو كان مكانًا لإنجاز تحفة بيكاسو الرائعة عام 1937 جيرينكا ، ثم ظهر الرسام الأسبانى لاحقًا لإعلان إنتاجه في زمن الحرب بينما كان الفنانون والمصورون والصحفيون وحتى الجنود يتدفقون بعد التحرير ليشهدوا ما سيقوله الفنان الكبير التي صمد في سنوات الحرب في باريس.
رغم أنه لم يكن مشاركًا نشطًا في حركة المقاومة ، إلا أن بيكاسو كان متحديًا إرادته للعمل والبقاء في باريس على الرغم من حكومة فيشي، وبفضل إبداعه المستمر، أعطى بيكاسو الأمل للآخرين في المجتمعات الفنية والفكرية من حوله، كتب الكاتب وعضو المقاومة لويس باروت عن بيكاسو: "فقط بحضوره بيننا ، أعطى الأمل لأولئك الذين انتهى بهم الأمر إلى الشك في فرصنا في البقاء".
وقد خضع بيكاسو لفحص دقيق من قبل الألمان، لم يتم البحث في استوديوهاته بشكل روتيني فحسب ، بل أُجبر الفنان أيضًا على الكشف عن محتويات قبو المرسم الخاص به والتسجيل في خدمة العمل الإلزامي ، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى العمل القسري والانتقال إلى ألمانيا.
وعلى الرغم من هذا كان بيكاسو محميًا من أشد الاضطهاد بسبب شهرته العالمية. كما أتاحت صلاته المؤثرة في أوروبا للفنان وصولاً استثنائيًا إلى الإمدادات، وقد ناقش بيكاسو معاملته من قبل المسؤولين خلال الحرب فيما بعد، وقال وفقا لما جاء في كتاب" Picasso 1940-1944: A Digest with Notes": "لقد تركوني وشأني في الغالب ، وبالطبع ، واصلت العمل".