أفادت تقارير إعلامية روسية بأن جماعة طاجيكية متشددة فى أفغانستان قد تكون خارجة عن سيطرة حركة طالبان تخطط للتوغل فى طاجيكستان، وأن هناك بالفعل معلومات تفيد بأن طالبان لا تستطيع السيطرة على الوضع في شمال أفغانستان.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو - في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء "مع ذلك لا يزال هناك أمل أن يفي نظام طالبان بالوعود التي قطعها بشأن عدم مهاجمة الجيران".
وأكد أن روسيا مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة لطاجيكستان؛ إذا لزم الأمر سواء في إطار "منظمة معاهدة الأمن الجماعي" بقيادة موسكو أو على المستوى الثنائي، مضيفا أن روسيا لديها قاعدة عسكرية في طاجيكستان ومستعدة لحماية حليفها في حالة وقوع أي هجوم عبر الحدود من أفغانستان المجاورة.
وبحسب شبكة البلطيق الإخبارية، المتخصصة في شؤون البلقان ووسط وشرق أوروبا، فإنه منذ سيطرة طالبان على أفغانستان تُجري روسيا مناورات عسكرية شبه مستمرة مع قوات جمهوريات آسيا الوسطى في شمال أفغانستان؛ حيث أكدت تقارير إعلامية أن هناك تعزيزات للقوات العسكرية على جانبي الحدود الأفغانية الطاجيكية منذ أوائل أكتوبر الجاري.
وأشارت التقارير الإعلامية الروسية إلى أن المسلحين الطاجيك متحالفون بالفعل مع طالبان، ولكن ليسوا تحت سيطرة حركة طالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان في منتصف أغسطس الماضي وسط رحيل مفاجئ للقوات الأمريكية من أفغانستان التي مزقتها الحرب.
وأكدت شبكة البلطيق أن الآلاف من مقاتلي القوات الخاصة الأفغانية ينتشرون في إقليم تخار الأفغاني المتاخم لطاجيكستان، وفقا لما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية أليكسي زايتسيف ردا على التقارير الإعلامية، فيما أوضح المتحدث باسم طالبان بلال كريمي أن الحركة لم تحشد قواتها على الحدود الطاجيكية.
وكان الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن قد انتقد حركة طالبان في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر الماضي، محذرًا من أن "الجماعات الإرهابية المختلفة تستغل بنشاط الوضع العسكري والسياسي غير المستقر في أفغانستان من أجل تعزيز مواقفها".
وقال "نشعر بقلق بالغ ونأسف أن تعود أفغانستان مرة أخرى لتصبح منصة للإرهاب الدولي".
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، انخرطت طاجيكستان في مفاوضاتٍ مع حركة طالبان؛ من أجل حماية حدودها المشتركة مع أفغانستان من سيطرة الجماعة الإرهابية، وعزَّزت أيضا دعمها للطاجيك الأفغان؛ الجماعة الإثنية الرئيسة والمنافسة للباشتون الذين تتمتع حركة طالبان بنفوذ بينهم.
ويعتبر الطاجيك ثاني أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، حيث يشكلون أكثر من ربع السكان وغالبية السكان في بعض المناطق الشمالية من البلاد بالقرب من الحدود مع طاجيكستان، وتطالب طاجيكستان بتشكيل حكومة شاملة متعددة الأعراق في أفغانستان تشمل هؤلاء.