أثار إطلاق اسم ميتا على شركة فيس بوك، ردود فعل واسعة، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست إن هذا إعلان تغيير الاسم لـ ميتا هو إشارة إلى تطلعاتها الكبيرة التى تتجاوز منصاتها على السوشيال ميديا. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن إعادة تسمية الشركة قد يكون بداية عصر جديد من التوسع للشركة أو يفاقم المشكلات المتعلقة بسمعتها.
وكان مارك زكربيرج، الرئيس التنفيذى لفيس بوك قد قال فى وقت سابق هذا الشهر إن الشركة ستكرس خبرتها نحو الميتافيرس، وهو توسع قائم على الخيال العلمى فى الإنترنت من خلال الواقع الافتراضى.
ميتا.. ردود فعل واسعة على تغيير فيس بوك
ورأت الصحيفة أن تغيير الاسم إلى جانب العمل الجديد يظهر أن مسئولى الشركة يحاولون توحيد ممتلكاتها تطبيقات فيس بوك وماسنجر وواتساب وانستجرام وأوكولاس، فى عرض أكثر تماسكا، بحسب ما يقول الخبراء، فى محاولة لجذب المستثمرين والمهارات والمواهب الجديدة.
وقال زكربيرج خلال إعلانه عن تغيير اسم الجديد إنهم لديهما الآن نجم شمال جديد، فمن الآن وصاعدا، سيكون الميتافيرس أولا وليس فيس بوك.
إلا أن الخبراء يقولون إنه قد يكون الصعب تغيير علامة فيس بوك وزكربيرج، وذلك بعدما قدمت الموظفة السابقة بالشركة للجهات التنظيمية الآلاف من الوثائق الداخلية التى أظهرت أن الشركة ومؤسسها قد جعلوا الأولوية للربع والتواصل على حساب سلامة المستخدم.
لوجو ميتافيرس
ويوضح ألن أدمسون، مؤسس شركة ميتافورس إن الشركات عادة ما تغير أسمائها لأنه تتوسع بنشاط فى خط جديد ومحدد بشكل واضح من الأعمال. وأضاف أن عملية إعادة التسمية تشمل كميات هائلة من الموارد المالية والقانونية، وستكون ناجحة على الأرجح عندنا يتحرك العمل سريعا وبشكل فعال عن المنتجات القديمة إلى أخرى جديدة.
والآن، فإن ميتا تواجه هذا التحدى، وهو إقناع المستثمرين والموظفين والمستهلكين أنها تعنى حقا عمل غير السوشيال ميديا، وأن علامتها التجارية الجديد ستتصرف بشكل مختلف، وأن الأمر أكثر من مجرد إصلاح شكلى بسبب المخاوف التى تدور حول سمعتها.
من جانبه، قال مانفريدى ريكا، مسئول الإستراتيجية الرئيسى بشركة المشور إنتربراند غن الفرصة الكبيرة لهم هى ترتيد الأوضاع وإظهار أنهم يتخذون اتجاها جديدا. فى حين أن الخطر الاكبر هو ألا يتغير شىء حقا.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن إعلان مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لفيس بوك أن شركته للتواصل الاجتماعى ستغير اسمها إلى "ميتا" فى إعادة تسمية للواقع الافتراضى، قد أثار حالة من الاستياء والذهول.
وكان زوكربيرج قد قال، أمس الخميس، إن ميتا ستمثل فيس بوك وأيضا التطبيقات الأخرى مثل إنستجرام وواتس آب، والعلامة التجارية للواقع الافتراضى "أوكولاس".
وقال عملاق التكنولوجيا فى تغريدة: "إعلان عن ميتا، الاسم الجديد لشركة فيس بوك. ميتا تساعد فى بناء الميتافيرس، وهو مكان سنلعب ونتواصل فيه بتقنية ثلاثية الأبعاد. مرحبا بكم فى الفصل التالى من التواصل الاجتماعى".
وقالت الجارديان إن إعادة التسمية تأتى فى ظل ما تواجهه الشركة من سلسلة من الأزمات الدعائية، وقد كشفت سلسلة من الوثائق تم نشرها مؤخرا، وعرفت باسم أوراق فيس بوك، عن العمل الداخلى للشركة، فى ظل مزاعم من موظفة سابقة بأن فيس بوك وضعت الأرباح قبل تخليص منصتها من خطاب الكراهية والتضليل المعلوماتى.
وفى رد فعل على إعلان زوكربيرج، قام البرنامج الساخر ذا دايلى شو بتعديل فيديو العرض التقديمى لميتا الخاص بزوكربيرج، من خلال تركيب صوت الأخير على لقطات أعمال شغب وقت اقتحام الكونجرس، ومسيرة القوميين البيض فى شارلوتسفيل عام 2017، وفى الفيديو المعدل، ظهر زوكربيرج وهو يقول: تخيل أنك ترتدى نظارتك أو تستخدم سماعات الأذن وأنت فى ساحة منزلك ولديك رؤية ملهمة بشكل مذهل عما تجده جميلا، مصحوبا بصور مقتحمى الكونجرس والقوميين البيض.
بينما علقت النائبة الديمقراطية التقدمية الكسندريا أوكازيو كورتز قائلة إن ميتا هى سرطان الديمقراطية، وقال السيناتور ريتشارد بلومنثال إن تغيير الاسم ليس أكثر من محاولة للارتباك والإلهاء لكنها فى النهاية لن تمحو سنوات من الممارسات التضليلية وعدم الاهتمام بالخصوصية ورفاهية الأطفال ونشر الكراهية والإبادة.
فيما رفض السيناتور إد ماركى الاعتراف بتغيير الاسم، وقال إن فيس بوك يريدنا أن نبدأ فى منادته بميتا، لكننا سنواصل مناداته كما هو، تهديد للخصوصية والديمقراطية والأطفال.