"أم محمد".. شخصية العام ببورسعيد.. تلك المُسنة الثمانينية التى ربت أجيال تلو أجيال بمحافظة بورسعيد، حتى أصبحت أشهر عاملة بمدارس المدينة الباسلة، كما تحملت مسئولية المدرسة التى خدمت بها 55 عام دون أن تغيب يوم واحد، فهى تعمل منذ فترة الحرب قبل انتصار أكتوبر 1973، ليأتى تكريمها من بعد كل هذه السنوات الطويلة برحلة حج مقدمة من المحافظ، وكل ما تتمناه بعد ذلك هى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى.
التقى "تلفزيون اليوم السابع"، بالحاجة عوضة مسعد الكتبى الملقبة بـ"أم محمد"، فهى أم لبنت تعمل معلمة وولد يعمل جزار، وذلك داخل إحدى المدارس الخاصة والتى تخدم فيها منذ 55 عاما.
وقالت "أم محمد"، إنها عاشت فى محافظة بورسعيد، ومع قرب اكتمال عقدها الثالث تقدمت للعمل فى مدرسة سانت مارى ومع مرور الأيام تسلمت العاملة مفاتيح المدرسة كاملة لتقوم بكل الأعمال الإدارية، خاصة وأن هذه الفترة تم تهجير كل مديرى المدارس الخاصة لمدينة رأس البر بمحافظة دمياط وذلك قبل انتصار 1973، ومع العودة، عاد كل أعضاء هيئة التدريس، ووجدوا المدرسة كما هى دون إهمال، لترجع الحياة لطبيعتها.
وأشارت، إلى أنها تحب عملها على مدار الـ55 سنة الماضية، موضحة أن كل أولياء الأمور والمعلمين يتعاملوا معها بشكل جيد داخل المدرسة وخارجها ويكنون لها احترام وتقدير كبير، معلقة: "أنا بحب المدرسة ولو فيه حاجة اتكسرت فيها أعيط عشانها".
ولفتت "أم محمد"، إلى أن المدرسة هى حياتها وتحزن يوم الجمعة كونه إجازة قائلة : "لو قعدت من الشغل بحس أن ممكن يحصلى حاجة واتعب".
فى البداية انتشرت صورة "أم محمد" مع أحد أولياء الأمور يدعى عمرو الحريرى، والذى أراد أن يسلط عليها الضوء نظرا لجهودها الكبيرة مع أبنائه، حتى أنه قام بتكريمها وصديق له يدعى طارق الغنام، ضمن مبادرة أطلقوا عليها اسم" البورسعيدية الجدعان ".
وتطور الأمر وانتشرت تلك الصورة كالنار فى الهشيم، إلى أن أصبحت "أم محمد" أيقونة للعطاء والاجتهاد بمحافظة بورسعيد، وذاعت سيرتها فى المحافظة وعلى كل منصات مواقع التواصل الاجتماعى، لتستضيفها إحدى الفضائيات، ويعلن حينها اللواء عادل الغضبان بتقديم رحلة حج لها تقديرا لجهودها.
وخصص محافظ بورسعيد رحلة حج لها، ورافقها فى جولة تفقدية داخل المدرسة، رافقه خلالها الدكتور نبوى باهى، وكيل وزارة التربية والتعليم ببورسعيد، وعدد من القيادات التعليمية بالمحافظة والمدرسة أيضًا.
وطالبت السيدة المُسنة "أم محمد"، بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورؤيته قائلة: "أنا جالى الحج وهزور النبي.. عايزه بقى أشوف السيسي.. مش كتير عليا".
وأوضحت "عوضة الكتبي"، أنها تحتفظ بصور الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أن كان ضابطًا بالقوات المسلحة حتى أصبح رئيسًا لمصر، وتتمنى أن تقابله وتراه.