"نفسنا نفتح عشان نشوف ماما وبابا تانى ونعرف نلعب مع أصحابنا".. بهذه الكلمات العفوية الممزوجة بالأسى يمكن اختصار مأساة الطفلتين شهد وسما أحمد خطاب اللتين أصيبتا بسرطان فى العين مما أدى إلى استئصالهما.
"اليوم السابع" حاول الاقتراب من هذا المشهد الإنسانى لمعرفة تفاصيله المختلفة.
ويروى أحمد محمود خطاب المقيم بقرية نفرة التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة معاناة نجلتيه اللتين أصيبتا بورم فى العين فى سن مبكرة لتتحول معها حياة الأسرة إلى بؤس وظلام دامس.
ويقول: "فوجئت أن ابنتى شهد التى تبلغ من العمر 14 سنة وسما التى تبلغ 7 سنوات، مصابتان بورم خبيث فى العين من عدة سنوات، وذهبت بهما إلى مستشفى سرطان الأطفال وتم استئصال عينى شهد بالكامل وتركيب عين صناعية لها وكذلك استئصال إحدى عينى ابنتى الصغيرة مع علاجهما بالحقن الكيماوى مما أثر على حالتهما الصحية بشكل كبير".
وأضاف، أن علاج ابنتيه أصبح لا يقدر على توفيره ويرهق ميزانية أسرته المكونة من 8 أفراد، موضحًا أنه عامل بسيط ويعمل بنظام اليومية، وهو ما يعنى أنه لا يعرف ما إذا كان يومه بلا عمل.
وعقب: "علاج البنات بقى غالى جدا لدرجة أنه يكلفنى أكتر من 1500 جنيه فى الشهر.. بس الحمد لله على كل يجيبه ربنا".
وناشد والد شهد وسما، بإنقاذ أسرته وإجراء عمليات زرع لعينى ابنتهما حتى يعود بصرهن مرة أخرى مع قيام وزارة الصحة بتحمل نفقات علاجهما لعدم مقدرته المالية.
وقالت الطفلة شهد خطاب التى تدرس فى الصف الثانى الإعدادى بمدرسة النور للمكفوفين بدمنهور، أن أملها الوحيد لإعادة بصرها هو إجراء عملية زرع للعين.
وأضافت: "أنا بسمع كتير عن عمليات زرع القرنية والعين ونفسى أعمل عملية عشان نظرى يرجعلى.. نفسى أشوف بابا وماما وأعرف ألعب مع صحابى زى الأول".
وعن طموحاتها الدراسية أكدت شهد خطاب أنها تتمنى أن تكمل تعليمها حتى المرحلة الجامعية وتلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
وواصلت: "عليه لما أكبر أدخل كلية سياسة واقتصاد عشان اشتغل وأكون صاحبة قرار عشان اساعد المحتاج لأنى اكتر واحده بشعر بيهم".
وقالت الطفلة سما خطاب البالغة من العمر 7 سنوات، إن أمنية حياتها أن تجرى عملية زرع بعينها المعتمة وعلاج عينها الأخرى حتى لا يتم استئصالها.
وأضافت أن طموحها لا يتعدى أن تكون معلمه لحبها الشديد للأطفال وموهبتها فى تعليمهم بشكل واضح.