ذكرى ميلاد السيوطى الـ 576.. علماء ظلوا علامة مضيئة في التاريخ الإسلامي

الأحد، 03 أكتوبر 2021 09:00 م
ذكرى ميلاد السيوطى الـ 576.. علماء ظلوا علامة مضيئة في التاريخ الإسلامي مقام جلال الدين السيوطى
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علماء وشيوخ يأتون إلى الدنيا ويرحلون بجسدهم ولكنهم يظل تأثيرهم في المجتمعات وكأنهم ما زالوا بيننا، فقد دوا إلى التنيو والوسطية وعدم التشدد، كما قدموا أفكار كثيرة مجدده فى الفكر الإسلامى، واليوم تحل ذكرى ميلاد جلال الدين السيوطى الذى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 أكتوبر من عام من عام 1445م، وعاش فى مصر فى أيام الدولة المملوكية، وعرف بموسوعيته الكبرى، فأبدع وألف فى شتى صنوف العلم، وقال عنه ابن إياس فى "تاريخ مصر" إن مصنفات السيوطى بلغت ست مائة مصنف، وشملت مؤلفاته التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والتصوف والأدب وغيرها، ولهذا نستعرض مجموعة من العلماء ظلوا علامة مضيئة في التاريخ.

"أبو حامد الغزالى"

 

أبو حامد الغزالى
أبو حامد الغزالى

أبو حامد الغزالى "450 هـ - 505 هـ / 1058م - 1111م"، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الخامس الهجرى، كان فقيهاً وأصولياً وفيلسوفاً، وكان صوفى الطريقة، شافعيّ الفقه، وقد عرف كأحد مؤسسى المدرسة الأشعرية في علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبي الحسن الأشعرى، أشهرها لقب "حجة الإسلام"، وله أيضاً ألقاب مثل: زين الدين، ومحجة الدين، والعالم الأوحد، ومفتي الأمة، وبركة الأنام، وإمام أئمة الدين، وشرف الأئمة.

 

"جمال الدين الأفغانى"

شغل الشيخ جمال الدين الأفغانى الدنيا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، وتتلمذ على يديه عدد كبير من الشخصيات المصرية والعربية على رأسهم الإمام محمد عبده.

ولد جمال الدين الأفغانى فى أكتوبر 1838م) لأسرة أفغانية، ونشأ فى كابول عاصمة الأفغان، وتعلم فى بداية تلقيه العلم اللغتين العربية والفارسية، ودرس القرآن وشيئًا من العلوم الإسلامية، وعندما بلغ الثامنة عشرة أتم دراسته للعلوم، ثم سافر إلى الهند لدراسة بعض العلوم العصرية، وقصد الحجاز وهو فى التاسعة عشرة لأداء فريضة الحج سنة 1857م)، ثم رجع إلى أفغانستان حيث تقلد إحدى الوظائف الحكومية، وظل طوال حياته حريصًا على العلم والتعلم، فقد شرع فى تعلم الفرنسية وهو كبير، وبذل كثيرًا من الجهد والتصميم حتى خطا خطوات جيدة فى تعلمها.

 

"الإمام محمد عبده"

للإمام الشهير محمد عبده (1849- 1905)، والذى يعد واحدا من أبرز شخصيات مصر فى العصر الحديث، نظرا لما قدمه من أفكار مجدده فى الفكر الإسلامى.

 

ولد محمد بن عبده فى قرية (محلة نصر) إحدى قرى مديرية البحيرة بالريف المصرى، وكان أبوه صاحب مكانة ملحوظة فى القرية، وبعد إتمام حفظه للقرآن الكريم أرسله والده إلى طنطا لاستكمال تعليمه، فعجز عن استيعاب العلوم والمعارف نظرا لأسلوب التدريس القديم، لكن أبيه أصر على تعليمه ما أدى به إلى هروبه إلى خاله الذى أثر كثيرا فى حياته، فزرع الزهد والتقوى فى قلب محمد عبده وحبب إليه دراسة الدين.

وكان محمد عبده ينتمى لتيار حركة الإصلاح والمحافظين، والذين يرون أن الإصلاح يكون من خلال نشر التعليم بين أفراد الشعب، والتدرج فى الحكم النيابى.

وكان له العديد من المؤلفات فى الإصلاح الدينى تتمثل فى رسالة التوحيد، الإسلام والنصرانية مع العلم والمدنية، العروة الوثقى مع معلمه جمال الدين الأفغانى، بالإضافة إلى عدد من أعماله وهى تحديث الأزهر الشريف، وإصلاح المحاكم الشرعية، وتفسير القرآن الكريم بعيدا عن التقليد، وبما يوافق روح العصر، ولكنه لم يتم العمل فيه، حيث وافته المنيّة.

وعمل الإمام بعدما تخرج من الأزهر الشريف، مدرساً للتاريخ فى مدرسة دار العلوم، وعقب الثورة العرابية، وبالتحديد فى عام 1886م، عمل فى المدرسة السلطانية، وفى سنة 1889م عين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار فى محكمة الاستئناف عام 1891م، وفى 3 يونيو عام 1899م عين فى منصب المفتي، وفى 1890م عين عضواً فى مجلس شورى القوانين.

ورحل الإمام محمد عبده عن عالمنا يوم 11 يوليو من عام 1905م، بالإسكندرية بعد معاناة من مرض السرطان ودفن بالقاهرة.

 

"الشيخ محمد متولى الشعراوى"

الشيخ محمد متولى الشعراوى، يبقى علامة مضيئة فى تاريخ المفسرين، ومن أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية، مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاة.

ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.

كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة.

تزوج محمد متولي الشعراوي وهو في الثانوية بناءً على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين والمحبة بينهما.

وتوفى فى 17 يونيو 1998، بعد أن شغل مناصب كثيرة وسافر إلى بلاد متعددة منها المملكة العربية السعودية والجزائر، كما كتب الشعر، وكان له افتتان باللغة، وكان له نشاط سياسى فى مجلس الشورى كما عمل وزيرا للأوقاف، لكن يظل الوجه الأكثر بروزاً صورته على كرسى العلم فى المسجد وحوله طالبو العلم والمستمعون إليه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة