فى الماضى القريب، كان العمدة يمثل دورًا محوريًا فى ضبط وحل مشاكل المواطنين، وكانت الدراما والسينما تجسد العمدة فى عدة أدوار منها ما يلعب دور المصلح الاجتماعى الساعى لحل مشاكل المواطنين، وآخرين يفرضون سطوتهم على الغلابة من المواطن، فالعمدة هو صمام الأمان للقرية، فدوره الأساسي هو خدمة المواطنين، والعمل على قضاء مطالبهم وليس تكديرهم، والتقى "اليوم السابع" بعمدة قرية الطحاوية.
وقال "طارق الطحاوى" 44 عاما حاصل على بكالوريوس حقوق، عمدة قرية الجعفرية التابعة لمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، منذ 3 سنوات، إن مقعد العمودية متواجد بعائلته منذ سنوات عديدة فجده الأكبر "الطحاوى" كان عمدة القبائل العربية بمصر، وتوارثها بعده شقيقه "عامر" ومن بعده شقيقه "سليمان" حتى عام 1952، وكان العمدة يتولى زمام مجموعة من المراكز، وبعد الثورة تغير الوضع وأصبحت لكل قرية عمدة، وأسرة ثانية بالقرية تقلد أبنائها مقعد العمودية لفترة، وظلت مضيفة القرية التى يزيد عمرها عن أكثر من 100 عام، مفتوحة أمام الجميع يتوافد عليها من يسعى لحل مشاكله، قاصدًا جدى وعمى الأكبر، الذى كان يقوم بدور القاضى العرفى لسنوات عديدة وتوارثت منه العمل العام ودور القاضى العرفى، لكوني الابن الأكبر للعائلة.
وتابع: شاركت فى العديد من الجلسات منذ كنت طالبا جامعيا وكان دورى مقصورا على الاستماع والتعلم وبعد حصولى على ليسانس الحقوق، بدأت أشارك فى الجلسات وتعدى حدود القرية والمحافظة للمشاركة فى جلسات عرفية بمحافظات أخرى وكله عمل تطوعي لوجه الله لحل مشاكل المواطنين، وأهم ما يميز القاضى العرفى، أن يكون واسع الصدر، أمين يرضى الله، ويكون متمرسا فى القضاء العرفي حتى لا يتفوق عليه قاضى الخصم فيتسبب فى ضياع حقه الشخص الذي لجأ إليه لإنصافه.
وأردف: منذ عام 2008 توفي عمدة القرية، وتم فتح باب الترشح لمقعد العمودية عام 2015، ولم أسع للترشح، وفي عام 2017 تم فتح باب الترشح مرة ثانية طبقا للقانون الجديد، وبحكم تواجدي بين الأهالى لحل مشاكلهم والقيام بالدور الاجتماعي نحوهم، طلب منى العديد من الأهالى والشباب بالترشح لمقعد العمودية، وكانت الاستجابة لهم بالتقدم بورق ترشحى وتم اختياري من بين عدد من المرشحين لمقعد العمودية جميعهم من الشخصيات المشهود لها بالاحترام وحب العمل العام، وصدر قرار من وزير الداخلية بتعيينى عمدة عام 2019.
وأكد عمدة الجعفرية: أن تعدادها السكانى أكثر من 20 ألف نسمة ويتبعها رسميا 56 تابعا، وأهم ما يميز القرية النشاط الزراعى، وبحكم تواجدها على طريق "بلبيس – العاشر"، بها مشاريع صغيرة تجارية.
وعن أهم المشكلات التى تواجه العمد بالقرى قال " الطحاوى" إن هذه المشاكل تكمن فى الميراث ومشاكل فاصل الحد على الأراضى الزراعية، وهذه المشاكل تتطلب خبرة واسعة من العمدة بمعنى أن العمدة يجب أن يكون ملما وبشكل كبير بالحدود الخاصة وممتلكات كل عائلة بالقرية وأن يقف على مسافة متساوية من طرفى النزاع وأن يشرك فى تلك الأمور بالذات أهل الدين من رجال الدين لأن دورهم مؤثر بشكل كبير فى تلك المنازعات بالتحديد، مؤكدا: نجحنا فى حل 1800 نزاع بالقرية على مدار 3 سنوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة