بقدر ما يكون العقاب مزعجًا للأطفال يكون مزعجًا أيضًا للأباء الذين يتمزقون بين الشدة واللين وطريقة التعامل الصحيحة مع الطفل التي تجعله ينشأ بشكل صحيح.
وتقول ماري رمسيس الباحثة في شؤون الطفل لـ"اليوم السابع" إن بعض الأباء يعتقدون أن كلمة عقاب ليست إلا اسلوب متبع "لمضايقة" الطفل كرد فعل على خطأ بدر منه، وهو خطأ كبير في التربية، فيما يلجأ آباء أخرون إلى العنف لعقاب الأطفال، وتوضح الطريقة الصحيحة لعقاب الأطفال بدون ضرب ولا حرمان.
طفل معاقب
أولاً تحديد الأخطاء التي فعلها:
قالت الباحثة فى شؤون الطفل إن العقاب يجب أن يهدف إلى تصحيح السلوك وليس مضايقة الطفل، وأوضحت: "طريقة المعاقبة العنيفة للطفل الصغير غير صحيحة تماما، لأنه لا يعي لما فعله ولا لسبب ضربه".
وتابعت أنه لا يجب الانفعال في تلك الأمور والاعتبار أن التحدث مع الأبناء بمثابة الوصول لنصف الطريق لهم، ومحاولة تقريب عقلنا لعقولهم، مما يجعلهم على قد أكبر لاستيعاب المعلومة مهما كانت صعبة، لكن عند فعله لخطأ ما يجب تحديد هذا الفعل أمامه بشكل واضح وتعريفه أنه كان لا يجب أن يفعل ذلك مع توضيح المخاطر التي سيتعرض لها عند فعل شيء خاطيء مثل "اللعب في النار".
طفلة صغيرة
ثانياً مخاطبته بشكل جاد:
كل طفل يختلف عن الأخر خاصة في الانفعالات، فإذا كان الطفل عصبياً لا يجب التحدث معه بعصبية ويصبح المنزل ساحة للصراخ، فيجب حينها الجلوس معه والتحدث معه في تلك الأخطاء حتى يعلم جيداً بحجم المشكلة التي وقع فيها وتوجيهه للفعل الصحيح، حتى نتجنب شعوره بأنه غير محبوب ومرفوض مما قد يسبب تعقيدات نفسية.
توجيهه للفعل الصحيح
ثالثاً مكان العقاب:
إذا أردت كولي أمر أن تطبق نظرية التحدث معه ومناقشته عن أسباب فعله الذي أدى لمعاقبته، دون ضرب حتى لا نجعل منه طفلا عنيفاً، فيجب أن يكون ذلك على انفراد معه، ليس أمام الأقارب أو حتى الأخوة، وأكدت ماري أنه لا يجب ترك الطفل وحيداً كنوع من أنواع العقاب لما يترتب عليه العزلة وعدم المشاركة وإحساسه بالنبذ حين يكبر.
عدم توبيخه أمام أخوته
رابعاً وقت الخصام:
حتى وإن اعتذر لا يفضل مسامحته في لحظتها إذا كان الخطأ كبيراً، ولكن على كل أم وأب أن يعطوا الأمان لأبنائهم بحيث لا يطيل فترة عدم التحدث معهم أو تجاهلهم لليوم التالي، مع التحدث بشكل جاد معهم دون مزاح لكي لا يستهينوا بالعقاب.
طفل
خامساً ممنوع الحرمان:
أكثر الأطفال الذين يتسببون في مشكلات أو يخرجون عن السيطرة هم الأطفال الذين يلبى لهم جميع طلباتهم رغبةً من الأباء توفير حياة مرفهة لهم، كما وضحت باحثة شؤون الطفل أن أسلوب التربية من الأساس هو ما يحدد طريقة العقاب المثالية ، وعدم اتباع نظرية حرمان الطفل من شيء يحبه لكي يعاقب، وذلك يسبب خللاً يجعل الطفل لا يشعر بذاته وقيمته، لكن من الأفضل هو تقليل ما يحبه، مثل حلوى اعتاد على تناولها، أو العاب ترفيهية، أو الخروج للتنزه والاكتفاء فقط بالقليل منه.
سادسًا: التقبل
وأختتمت الباحثة حديثها بأن الخطأ هو طبيعة بشرية وقالت: "لابد أن الأباء يعلمون أنهم لن ينجبون ملائكة، والخطأ وارد، وعلينا تقبلهم باخطائهم" وتابعت بأن الطفل الذي لا يخطئ هو طفل غير سوي، خائف، وليس لديه ثقة بنفسه وقدراته.
وأضافت أن علينا التأكيد على أبنائنا بأن "مش غلط أنك تغلط، العيب أنك تكرر الخطأ" مع تعليمهم الأستفادة من أخطائهم.