قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا من أعلى نقطة فوق طريق الكباش الفرعونى، لهطول زخات الأمطار لأول مرة منذ شهور، عقب تجمع كثيف للسحب والغيوم فى السماء منذ الصباح الباكر.
وفى هذا الصدد شهدت محافظة الأقصر، اليوم الأحد، تقلبات فى الطقس وغيوم تكسو سماء المحافظة، وظهور بعض السحب المنخفضة التى غطت قرص الشمس بالكامل.
وأعلنت محافظة الأقصر، رفع درجة الاستعداد القصوى، على مستوى المراكز والمدن، بسبب حالة عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية، ومتابعة أى آثار سلبية محتملة لحالة التقلبات الجوية ومواجهة أى طوارئ، وأوضح مدير إدارة الأزمات والكوارث بديوان عام محافظة الأقصر محسن الشامى، أنه بناء على تعليمات محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، تم اخطار رؤساء المدن وكافة الأجهزة المختصة لرفع درجة الاستعدادات على مستوى مراكز ومدن المحافظة، تحسبا لأى آثار سلبية محتملة لحالة التقلبات الجوية ومواجهة أى طوارئ، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة.
امطار فى الأقصر
وأوضح محسن الشامى، مدير الإدارة العامة للأزمات والكوارث بالمحافظة، أن المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر قرر تشكيل لجنة للمرور على مخرات السيول فى جميع المراكز والمدن، والتى تضم أعضاء من مديريات الرى والتضامن الاجتماعى والزراعة والطب البيطرى، حيث أن اللجنة اتخذت حزمة من الإجراءات الاحترازية منها: (المرور مخرات السيول - التأكد من تطهير المخرات للسيول - إزالة كافة المعوقات بمخرات السيول - تنظيف الترع والمصارف من الحشائش)، وكذلك متابعة يومية لمدى صلاحية معدات التعامل مع الأمطار والسيول وكفاية مهمات الإغاثة، مؤكدًا أنه يجرى المرور على جميع مخرات السيول بجميع المراكز والمدن فى المحافظة.
وأضاف محسن الشامى لـ"اليوم السابع"، أنه فى مدينة إسنا تم العمل على تطهير كافة المخرات فى مناطق وقرى "الشغب والحلة والدبابية وأبو سعيد الهنادى"، وتم الإنتهاء من أعمال تبطين مخر سيل الكلابية، وفى مركز الطود تم التأكد من تطهير مخرات نجع مكى والحسينات والعشر وبربخ ووادى عنان والندافين، وفى مركز أرمنت تم تطهير مخرات حاجر أبو دغار والرزيقات والمحاميد، وفى مركز القرنة تم تطهير مخرات القرنة والملاحة وحاجر الضبعية، وفى مركز الزينية والذى يضم مدينتى الزينية وطيبة الجديدة تم إنشاء 5 سدود و5 بحيرات جديدة العام الماضى لحجز وتخزين المياه، وتم التأكيد على كافة رؤساء المدن باتخاذ عدة إجراءات لمواجهة احتمالات سقوط السيول والأمطار الغزيرة، وتوفير كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهتها.
وفى نفس السياق تبدأ منطقة معابد الكرنك ومعبد الأقصر، بوسط مدينة الأقصر، البروفات النهائية بوضع المراكب المقدسة فى قلب طريق الكباش الفرعونى، عقب نهاية التجهيزات ووضع اللمسات النهائية لتجهيز عدد من تصميمات لمراكب تضاهى صور المراكب على جدران المعابد فى "عيد الأوبت" الفرعونى الذى كان يتم بمشاهد بديعة فى العصور المصرية القديمة، وذلك لخروجها فى يوم الحفل العالمى لإحياء طريق الكباش الفرعونى الأيام المقبلة.
ورصد "اليوم السابع" تلك المراكب المقدسة وتصميماتها البديعة والتى تم وضعها داخل منطقة طريق الكباش الفرعونى بمعبد الأقصر ومعابد الكرنك، حيث تتجهز تلك المراكب ليحملها الشباب المتطوعين والمشاركين بالحفل العالمى فى رحلة بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر، بطول 2700 متر لإحياء طريق الكباش وإعادة ذكريات عيد الأوبت الفرعونى للتاريخ من جديد أمام العالم أجمع، لدعم وتنشيط حركة السياحة بمصر.
ويعد طريق الكباش الفرعونى، سحر من تاريخ الحضارة الفرعونية المتواجد فى قلب مدينة الأقصر حتى يومنا هذا منذ آلاف السنين، عبارة عن طريق إحتفالات تاريخى يضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2750 متر من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان فى العصور الفرعونية عدد الكباش فى الصفين 1300 كبش ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالى 2.50 متر.
وكان فى العصور الفرعونية "طريق الكباش الفرعوني" عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة منها "عيد الأوبت" وعيد تتويج الملك ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديمًا سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة (الأسرة 18) والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية، موضحًا أن طريق الكباش أو طريق الإله، هو الذى كان ممتدا فى العصور الفرعونية القديمة من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك بطول 2750 متر وعرض 76م، ويضم على جانبيه حوالى 1300 تمثال جميعها متراصة على شكل أبو الهول برأس كبش.
امطار فى الأقصر
ومن جانبه قال الطيب غريب، مدير بمعابد الكرنك بالأقصر، إن الكبش فى الطريق يرمز للإله آمون، ربما لحماية المعبد وإبراز محوره، والذى كان قد أطلق المصرى القديم عليه "وات نثر WAt-nTr" بمعنى طريق الإله، وكانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملى ذات كورنيش نقش عليه اسم اللمك وألقابه ومقام على قاعدة من الحجر مكونة من 4 مداميك من الحجر المستخدم، نظرًا لوجود بعض النقوش، وتقام على هيئتين، الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش كرمز من رموز الآلة "آمون رع".
وأضاف الطيب غريب، لـ"اليوم السابع"، أن طريق الكباش من أعظم الأعمال التاريخية، فهو ممر عالمى لم يسبق له مثيل، ولكنه تدمر حاليًا بفعل عوامل الزمن ومرور آلاف السنين عليه، وبناء المواطنين منازلهم على الطريق عقب سرقة تماثيله الشامخة على مر العصور المختلفة، مؤكدًا أنه يتيح للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علمًا أن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيرًا.