التقى الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، ممثلي السفارة الفرنسية بالقاهرة لوضع الخطوات التنفيذية لإقامة أكبر سوق جملة بمنطقة برج العرب بخبرات فرنسية على غرار سوق رانجيس بفرنسا بحضور الدكتور إبراهيم عمشاوى مساعد أول الوزير ورئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية.
يأتي هذا الاجتماع تتويجًا لزيارة وزير التموين الأخيرة الى فرنسا حيث التقي بالعاصمة الفرنسية باريس على مدار ثلاثة أيام عدداً من الوزراء وكبار المسئولين في الحكومة الفرنسية، للتباحث وتبادل الرؤى والأفكار، وتنفيذ عدد من المشروعات ونقل الخبرات الفرنسية الى مصر في العديد من المجالات، ولا سيما التجارة الداخلية وإنشاء الاسواق الحديثة، وكذا التعاون فى مجال استيراد الأقماح، كما التقى وزير الزراعة الفرنسي، ووزير التجارة الخارجية وكذلك الوزير المعني بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الاقتصاد والمالية.
وقال المصيلحى، إن هذا اللقاء وتلك الزيارة التي تمت مؤخراً تُمثل تتويجاً لعمل جاد تم بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية، مشيداً بمهنية الدراسة التى قام بها الجانب الفرنسى عن احتياجات مصر من أسواق الجملة والتي تعد دراسة مرجعية، الأمر الذى أدى إلى الموافقة على التمويل المُقدم من الوكالة الفرنسية للتنمية بنحو 100 مليون يورو لإنشاء وإدارة سوق الجملة في منطقة "برج العرب" ليكون بمثابة مشروع رائد ومتميز لتطوير الأسواق على مستوى الجمهورية، على أن يلى ذلك إقامة 14 سوق جملة مماثل فى محافظات مختلفة بما يسهم فى تحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.
وأكد المصيلحى أنه من الأهمية في هذه المرحلة الإسراع بدراسة الجدوى الاقتصادية الخاصة بالمشروع حتى يتسنى تكوين الشركة المصرية الفرنسية المشتركة التى ستتولى إدارته بحلول مطلع العام المقبل، مشيرا إلي أن هناك تقدما أحرزته الوكالة الفرنسية للتنمية فى اختيار المكتب الاستشاري الذى سيقوم بالدراسة، وأن عملية اختيار الخبير فى مرحلتها الأخيرة ومن المنتظر أن يتم قبل نهاية هذا الشهر، مؤكداً على التزام الوكالة بإنهاء كافة الاجراءات حتى يتسنى بدء التشغيل الفعلي للمشروع خلال 18-24 شهراً.
وأشار المصيلحى إلى تطلع مصر الدائم للمحافظة على العلاقات الاستراتيجية والشراكة الدائمة مع فرنسا وذلك تتويجًا للزيارات التي تمت مؤخراً بين القيادتين السياسيتين في البلدين، لافتا إلى أن وزارة التموين والتجارة الداخلية لديها خطة استراتيجية طموحة لتنمية وتطوير التجارة الداخلية في مصر، بما يساهم فى خلق كيانات تجارية تشكل بنية أساسية للتجارة الداخلية ومنها إنشاء المناطق التجارية واللوجستية فى المحافظات، وإنشاء أسواق تجارة الجملة والتجزئة المنظمة لخفض حلقات التداول الوسيطة بما ينعكس على سعر السلعة للمستهلك النهائي وضمان انتظام سلاسل الإمداد والتوريد من خلال شبكة توزيع منتظمة ومنضبطة.
حضر اللقاء كل من، بينوا جوستير المدير التنفيذي لأسواق رانجيس، وايروان جومبير المدير التنفيذي لمشروع أسواق الجملة فى مصر، وفابيو جرازى مدير الوكالة الفرنسية للتنمية فى مصر، وعتيقة بن معيد مدير المشروعات فى الوكالة الفرنسية للتنمية فى مصر، بالإضافة الى كبار المسئولين بالسفارة الفرنسية بالقاهرة، واللواء شريف باسيلي رئيس الشركة القابضة للصوامع، وهبة السيد مساعد رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، و أحمد كمال المتحدث الرسمي للوزارة، وكذلك ممثلي وزراة التعاون الدولي الدكتور محمد عبد الجواد مستشار الوزيرة، و ميرا غالى معاون وزيرة التعاون الدولى.
وأشار المصيلحى إلي النموذج الفرنسي فى توفير كافة السلع بالأسواق والذى تُعد مؤسسة Rungis أحد ركائزه منذ عام 1969، موضحاً أن الجائحة الصحية الأخيرة "كورونا" أثبتت أن هذا النموذج نجح فى تأمين الأمن الغذائي الفرنسي دون حدوث أى اضطراب فى سلاسل التوريد والتوزيع على المستوى الوطني، موضحاً أن كافة المناطق الفرنسية استطاعت أن تحصل على منتج بذات المواصفات حتى فى أشد أوقات الأزمة، و أن فرنسا لديها خبرات متميزة في المجال التشغيلي من خلال شركات متخصصة وترحب بنقل هذه الخبرات إلى مصر.
فيما أعرب المسئولون بالسفارة الفرنسية ومسئولي شركة رانجيس عن ارتياحهم لنجاح هذا النموذج والترحيب الشديد بالتعاون الذى يساهم في انتظام سلاسل الإمداد الغذائية مؤكدين على ضرورة تعزيز عملية الانتاج بالتوازي مع الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية، مع الإشادة بالدور الهام للدراسات التى تقوم بها الوكالة الفرنسية للتنمية، فضلاً عن الخبرات التى تتيحها الشركات الفرنسية الكبرى مثل Semmaris وCarrefour والتى يًمكن أن تساهم فى إيجاد سلاسل إمداد ذات كفاءة، مكرراً التزامه بالتدخل لتذليل أية عقبات.