السؤال أول طريق المعرفة والملاحظة والتدبر بداية الابتكار سمات اجتمعت فى الطفل "يس هيثم" الذى يدرس فى المرحلة الإعداية بإحدى المدارس التابعة لمحافظة القاهرة، والذى تمكن من ابتكار برنامجين متعلقين بالفضاء، الأول شارك فى مسابقة عالمية تم تنظيمها فى الصين وتحديدا فى هونج كونج وحصل به على المركز الخامس، والآخر شارك به فى مسابقة وكالة ناسا وتم تكريمه من خلالها لحصوله على مركز متقدم، كما تمت دعوته من قبل الجامعة لحضور دورة تدريبية متقدمة خاصة بعلوم الفضاء.
"يس" الطفل الذى لم يتجاوز عمره 16 عاما، وأصبح ضيفا دائما على المنتديات العالمية الخاصة بعلوم الفضاء وهى علوم بالغة الدقة والتعقيد، بدأ مشواره مع ذلك العلم من خلال ملاحظة تقليدية وسؤال مكرر لوالديه عن السماء وسبب تعاقب الليل والنهار والأشكال التى تظهر فى السماء خلال الليل ومدى بعدها عن الأرض، أسئلة قد يضيق بها بعض الأسر أو لا يبدون بها الاهتمام الكافى، ولكن كان من حسن حظ "يس" أن وجد ما يهتم بملاحظاته وتم توجيهه إلى ضرورة البحث فى الكتب والمراجع لإيجاد إجابات مفصلة عن كل أسئلته التى لا تنتهى.
ويقول "يس": "كنت دائم السؤال فى صغرى لوالدى عن السماء وتعاقب الليل النهار وظهور الشمس وبعدها القمر والنجوم وتم تعريفى بإجابات تقليدية، وبسبب اسئلتى التى لا تنقطع عن مقدار بعدها عن الأرض وهل كل النجوم متاشبهة من حيث الشكل والحجم ومدى ارتباط القمر بالأرض وما مدى تأثيره على سكان الأرض، أسئلة اجتمعت فى رأسى ولم أجد لها إجابات مفصلة عنده، لذلك وجهنى والدى إلى ضرورة البحث فى الكتب والمراجع المتخصصة فى علوم الفضاء للحصول على إجابات، وبالفعل بدأت البحث فى المكتبات عن بعض الكتب وبدأت بالكتب الصغيرة التى تتحدث عن المجموعات الشمسية والتى تدرسنا بعضها فى مرحلة دراسية لاحقة ومعرفة أسماء الكواكب وأحجامها المتباينة واختلاف المسافات بينها وبين الشمس، ثم بدأت البحث عن كتب أكثر تخصصا فى ذلك المجال والتى وجدت صعوبة كبرى فى الحصول عليها نظرا لندرتها بسبب ارتفاع ثمنها وعدم الإقبال عليها، بجانب أن أغلبها نسخ إنجليزية، ومن خلال هذه الكتب بدأت فى التعرف أكثر عن عالم السماء.
لم يكتف "يس" بالقراءة فقط وإنما سعى إلى مشاهدة ما يقرأه من خلال شراء تليسكوب يتمكن من خلاله بمشاهدة بعض الأجسام السماوية وذلك فى الأماكن التى تتيح له ذلك حيث يتطلب البعد عن التكدس العمرانى بجانب سماء صافية وهو ما يشرحه بقوله:"كنت متشوقا لمعرفة أكثر عن ذلك العالم ومشاهدة تلك الأجسام البعيدة عن قرب من خلال التليسكوب الذى سيتيح لى رؤية أفضل من العين المجردة، ووجدت ترحيبا من والدى بشراء التليسكوب ومن خلاله تمكنت من بعض مشاهدة الجسام والكواكب التى تظهر ويظنها البعض أنها نجوم، ومنها كوكب المشترى وعطارد، كما رأيت ما يعرف البقع الشمسية وغيرها .
وأضاف: "ثم بدأت مرحلة الاشتراك فى مجموعات خاصة على الانترنت خاصة بعلوم الفضاء تضم جنسيات مختلفة وبسبب هذه المجموعات كانت بداية تصميم ابليكيشن خاص بوضع خريطة للفضاء، وذلك بعد سؤال توجه به أحد الأعضاء، وهو لماذا لا يكون لدينا برنامج معرب عن خريطة للفضاء؟" فشعرت بأن ذلك السؤال موجه لى وفرصة لوجود علوم عربية ومصرية فى ذلك المجال، وتكون بداية لظهور جيل جديد من المصريين الذين برعوا فى مجال علوم الفضاء، لذلك عملت على تعلم البرمجة وغيرها من العوم الأخرى بشكل تطوعى إلا أن تمكنت من ابتكار برنامج وتطبيق خاص عن خريطة للفضاء يضم ما تحتويه من أشكال ومساحتها وكل تفاصيلها، وشاركت به فى مسابقة عالمية تم تنظيمها فى هونج كونج بالصين، وحصلت على المركز الخامس، وبرنامج آخر عن الأقمار الصناعية من خلال فريق بحثى والذى تم تكريمى بسببه من وكالة ناسا.