تعد نانسى بيلوسى أحد القيادات البارزة للديمقراطيين فى الولايات المتحدة، والتى استطاعت من خلال دورها القيادى على مدار 19 عاما أن تكتب اسمها فى كتاب التاريخ الأمريكى كأحد أقوى السياسيات فى الولايات المتحدة.
ورغم أن بيلوسى اعتادت على مواجهة انتقادات شرسة من خصومها، إلا انها تتعرض الآن لنيران صديقة فى ظل موجة هجوم من أعضاء حزبها الديمقراطى، ولاسيما من الجناح المعتدل، حيث يتهمها البعض بخيانة ثقة الشعب الأمريكى، والسبب مشروع قانون البنية التحتية، أحد أعمدة أجندة بايدن الرئيسة.
حيث هاجم عدد من الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب الأمريكى رئيسة المجلس نانسى بيلوسى، واتهموها بالخيانة، بحسب ما قالت مجلة نيوزويك، وذلك بعد أوضح الرئيس جو بايدن أن مشروع قانون البنية التحتية بقيمة 1.2 تريليون دولار لم يتم تمريره ما لم يتوصل الديمقراطيون إلى اتفاق حول حزمة الإنفاق الأوسع بقيمة 3.5 تريليون دولار.
وكانت بيلوسى قد وعدت المعتدلين بأنها ستجرى تصويتا على مشروع قانون البنية التحتية فى مجلس النواب فى 27 سبتمبر، قبل أن تمد الموعد النهائى إلى 30 سبتمبر. لكنها أجلت التصويت مرة أخرى، بعدما رفض الأعضاء التقدميون التصويت على مشروع القانون ما لم يتم تمرير مشروع قانون الإنفاق الأكبر جنبا إلى جنب.
وقالت النائبة ستيفانى مرفى إنه فى حين أنها تكن احتراما كبير لبيلوسى، فإنها تعتقد أن قرارها تأجيل التصويت مجددا على مشروع قانون البنية التحتية غير الحزبى هو قرار خاطئ. بينما اتهم النائب الديمقراطى المعتدل جوش جوتثيمير بيلوسى بانتهاك التزامها القوى والعلنى لأعضاء الكونجرس والشعب الأمريكى بإجراء تصويت وتمرير مشروع قانون البنية التحتية غير الحزبى، الذى يأتى مرة كل قرن.
وأوضح: لا يمكننا السماح لهذه الجزء الضئيل من أقصى اليسار بتدمير أجندة الرئيس ووقف توفير مليونى فرصة عمل سنويا، بما فى ذلك تلك الوظائف لملايين من العمال والعاملات الأمريكيين المجدين.
من جانبها، اتهمت السيناتور كريستين سينيما، واحدة من اثنين من المعتدلين الذين يعرقلون تمرير حزمة الأنفاق الأوسع، بيلوسى بخيانة ثقة الشعب الأمريكى بالتراجع عن وعدها.
وقالت فى بيان إنه على مدار هذا العام، قطع قادة الديمقراطيون وعودا متضاربة لم يكن بالإمكان الوفاء بها جميعا، وإلغاء التصويت على البنية التحتية يقضى بشكل أكبر على هذه الثقة، والأكثر أهمية أنه يخون ثقة الشعب الأمريكى فى قادته المنتخبين.
علقت صحيفة واشنطن بوست على الضغوط التى تواجهها بيلوسى، وقالت إن رئيسة مجلس النواب الأمريكى على وشك تعزيز إرثها كأحد أقوى أعضاء الكونجرس على الإطلاق، أو إنهاء مسيرتها المهنية بشكل سيئ.
وأشارت الصحيفة إلى بيلوسى كانت قد قالت الأسبوع الماضى إن الأجندة الهائلة التى يدفع بها الديمقراطيون هى ثمرة خدمتها فى الكونجرس، وكررت الأمر مرة أخرى فى مؤتمرها الصحفى الأسبوعى يوم الخميس، مما ترك لدى بعض الديمقراطيين انطباعا بأنها تقدما التماسا شخصيا كقائدة لهم فى الـ 19 عاما الأخيرة وهى تبحث نهاية مسيرتها السياسية.
وسواء ستتقاعد العام المقبل أم لا، فإن الأسابيع والأشهر القليلة القادمة ستكون بمثابة نقطة انعكاس هامة لإرث بيلوسى. فلو استطاعت أن تحول أجندة بايدن الطموحة إلى قانون، فإن بيلوسى ستعزز مكانها كواحدة من أقوى أعضاء الكونجرس فى التاريخ.
لكن بيلوسى قد تشرف أيضا على انهيار محاولة الحزب لتحقيق أهداف طال انتظارها فى مجال التعليم والرعاية الصحية والمناخ إذا لم تستطع التخفيف من الانقسام الأيديولوجى المرير بين الديمقراطيين فى الكونجرس. ومثل هذه النتيجة يمكن ان تؤثر على فرص الديمقراطيين فى الانتخابات النصفية العام المقبل، وربما تنهة حياتها المهنية بشكل سيئ، مما يضر بسمعتها كمشرعة أساسية تجد دوما طريقا لتحقيق الأهداف.
وبعد 19 عاما من قيادة الديمقراطيين بمجلس النواب، تواجه بيلوسى أيضا سؤلا حتميا عما إذا كانت قد خسرت خطوة ان تحافظ على الفطنة والعزم التشريعيين اللذين حددتهما حياتها المهنية.