"العمر مجرد رقم.. فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس".. حقيقة سطرها العم " محمد عبد الله" صاحب السبعين عاما ابن محافظة الشرقية، ليؤكد للجميع أنه قادر على تحدى الصعاب وإتمام مهامه على أكمل وجه، ليبدع فى الشعر العامى على الرغم من أميته، وعدم تعلمه القراءة والكتابة، أو اكتسابه مهارات الإلقاء الشعرى، إلا أن الله حباه بموهبة تأليف الشعر من وحى الطبيعة والأحداث المحيطة به، ليدونها داخل عقله ويبدأ فى سردها بعد إتمامها بذهنه الكبير.
العم "محمد عبد الله أحمد" 70 عاما مقيم الكرايمة التابعة كفر عياد مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، نشأ فى أسرة ريفية وعشق الأرض والزرع وحبه لمصر والوطن هو الذى فجر لديه موهبة الشعر منذ طفولته، لم ينال حظه من التعليم بسبب الظروف الاقتصادية التى عاشتها أسرته، حرص على تعليم أولاده فنجله الأكبر طبيب عظام والثانى مهندس زراعى، ورغم بلوغه من الكبر عتيا إلا أنه يفخر بعمله جناينى فى مزرعة موالح ليعتمد على نفسه، لأنه يحب العمل والكفاح، ويرى أن العمل الحلال يرفع من شأن صاحبه.
وسرد العم محمد لـ"اليوم السابع" حكايته مع الشعر العامى، وكيفية حفظه وتدوينه فى عقله، قائلا : فى الخامسة عشر من العمر كنت أعشق الأرض والفلاحة وأثناء عملى فى الأرض كنت ألف مواقف ارتجالية من الطبيعة والأرض وحياة الفلاحين، وكانت بدايته الحقيقية فى حب الشعر قبل نصر أكتوبر، فى عام 1969 ألفت قصيدة تنبأت فيها بالنصر العظيم لإيمانى بشجاعة وبسالة الجندى المصرى وكلمتها "يانصرنا ياللى هتم قرب علينا وهل قرب علينا فى أراضينا فى حتة حلوة من جبل سيناء عشان نبنى مصانع ودشم لينا مصانع لأولادنا اللى طالعين تجيب خير لينا ودشم للطيران فى الجو يحمينا ونبنى جنبها ماكن يروى الأرض ويروينا وننشئ فيها النشاء ونكيد أعادينا ونجمع منها التمر والسادات حبينا وهو فى وسطينا ربنا يوفقك يا سادات وينصرك ".
وبعد النصر العظيم فى أكتوبر 1973 ألفت قصيدة للجندى الذى عبر قناة السويس وخط بارليف الحصين،" يا جندى يا مصرى يا أصيل ياللى عبرت القناة فى وقت قصير ولا حد حس بيك الا وانت بتدفع دفاعك ونيرانك التقيل، فديت مصر والله وسينا الغالية حطمت خط بارليف وعرفت العالم مين هم المصريين رجعت لمصر كرامتها وكل الناس احترامها بفضل ولادها المصريين ".
اختتم العم "محمد "حديثه برسالة للشباب وحثهم فيها على حب مصر وجعلها نصب أعينهم لأن ترابها غالى يستحق كل عزيز من أجله، وأن نقف خلف قيادتنا السياسية وخاصة أن مصر عادت لمكانتها بين دول العالم.