شكرى سرحان بكى وقال: ليه رشوان توفيق أحسن منى..وكاريوكا من أولياء الله الصالحات
شهدت معجزات فى الحج ومبخافش إلا من المرض وبكيت يوم تكريمى
كنت شاهداً على فشل العندليب فى أول حفلاته وهذه حكاياتى مع رشدى أباظة وأحمد مظهر وكمال الشناوى
يستكمل الفنان الكبير رشوان توفيق فى الجزء الثانى من حواره الذى أجراه مع تلفزيون اليوم السابع تفاصيل وأسرار مشواره الفنى والإنسانى وذكرياته مع عمالقة الفن ومع الشيخ الشعراوى وأكبر الصدمات التى مرت عليه ومنها وفاة ابنه الوحيد، كما يتحدث عن مشوار حبه الكبير ووفائه لزوجته الراحلة وحديثه الذى لا ينقطع معها رغم وفاتها،و يكشف سرهجوم أحد المتطرفين عليه واتهامه بإبعاد الناس عن الدين.
ذكريات كبار النجوم
يعود الفنان الكبير بالذاكرة للوراء ويتحدث عن رفاق مشواره من عمالقة الفن:" كلهم كان ليا معاهم مواقف وحكايات"
يتذكر الفنان الكبير شكرى سرحان ويقول: " كان شخص جاد جداً ومتدين وصريح وجمعتنا أعمال ومواقف كثيرة"
يبتسم وهو يتذكر هذا الشاب الوسيم الذى كان يراه يمر أمامه وهو طفل:" كنت أراه وأنا طفل ألعب مع رفاقى، وكان شاباً وسيماً ممشوقاً وشعره كثيف وأسود، فلفت نظرى بجماله، ولما كبرت واشتغلت معاه رأى رؤية أزعجته وأحزنته، حيث رأى أننا في سيدنا الحسين ووجدنى لابس جلابية بيضاء وشايل قربة ماء، واستيقظ من النوم وهو يبكى ويردد :" ليه رشوان توفيق أحسن منى"
وتابع الفنان الكبير :"كان له هيبة و محدش يقدر يواجهه، وكنا بنمثل في استديو الأهرام، فقلت له يا أستاذ شكرى أنت ليه بتصبغ شعرك ربنا عمل التجاعيد دى علشان يكون معاها الشعر أبيض، ومن وقتها لم يصبغ شعره و تركه أبيض، ليصبح أكثر هيبة".
ويستكمل حديثه عن كبار نجوم الفن :"أما كمال الشناوى فكان صاحب ذكاء خرافى ومن أروع الشخصيات وموضوعى جدا وبسيط وله علاقات كثيرة ويفهم في الفن والرسم ويتحدث في كل المجالات، وأحمد مظهر فارس فعلا بأخلاقه وتصرفاته لدرجة أننا عندما سافرنا اليونان أثناء تصوير فيلم نادية، حلمى رفلة حجز لنا أوضة واحدة فكان يستيقظ مبكراً ولا يتحرك من مكانه حتى لا يزعجنى وأنا نائم"
وتابع متحدثاً عن رشدى أباظة :" طفل كبير مثل فريد شوقى واشتغلت معه جريمة في الحى الهادى وهو كريم جدا، وفي المطار كان يعزم كل العمال على حسابه ويضحك ويقول هاتوا كوكتيل اسباتس لرشوان توفيق، وروحنا نصور في عمارة ليبون لقيناه حاطط لعب غريبة وكثيرة ووقتها كان متزوج سامية جمال قالت بيجيب اللعب لبنته وهو اللى يلعب بيها"
كاريوكا الكريمة العابدة
وباحترام وحب كبير يتحدث عن الفنانة تحية كاريوكا قائلاً :"كانت ساكنة جبنى، الحيطة فى الحيطة ، والبيت قديم وفيه دفايات، وكنت أمى عندما تأتينى تنام فى الغرفة المجاورة لشقة تحية، وعندما أضع لها الأكل بجوارها قبل أن أنام ، أجد أمى تفزع وتنادينى: يارشوان إلحق العيش بقى سخن لوحده، فأضحك وأقول لها دى دفاية الحاجة تحية ياأمى"
يضحك الفنان الكبير ويتنهد قائلاً:"كاريوكا كانت كريمة جدا وفعالة للخير وكانت تتصدق بكل ما معها، في موالد الأولياء تشترى عجول وترتدى الجلابية وتوزع اللحوم، اشتغلت معاها أكتر من عمل وكانت لا تتأخر عن مساعدة أحد، حتى لو كانت مريضة، ودائماً كنت أزورها فأجدها ممسكة بالمصحف وتقرأ القرآن، وقابلتها فى العمرة وكانت تقول بقالى 15 يوم أمام القبة الخضراء، فكانت تحب سيدنا الرسول حباً شديداً، ودائما أقول أن ربنا أكرمها وأعطاها درجة عالية، ولأن الأرواح بتسمعنا قلت فى نفسى ذات مرة: أنا عمال أتكلم عليكى ياست تحية وأقول إنك من الأولياء والصالحات، ورينى رؤية"
ويستكمل الفنان رشوان توفيق حديثه عن الفنانة تحية كاريوكا:" رأيتها فى رؤية ترتدى فستان أسود وتاج كبير مثل تاج العروسة، وتيقنت أن مكانتها عالية فى الجنة"
ويتذكر موقف بينها وبين العندليب عبدالحليم حافظ رآه وهو طفل عام 1951:" سمعت وأنا صبى عن مطرب جديد اسمه عبدالحليم شبانة وكانوا بيعملوا حفلات في الصيف بيحضرها كبار الفنانين، وذهبت أنا ووالدى وكانت كاريوكا تشارك فى الحفل وهى فى عز نجوميتها، وكان عبدالحليم لسه مطرب جديد، وطلعت كاريوكا معاه ومعرفتش ترقص على أغانيه ، فخرج حزينا وجلس على كرسى في الكواليس وكنت صغيرا أتتبع الفنانين ورأيته يجلس حزينا فأشفقت عليه، فخرجت كاريوكا وطبطبت على كتفه وقالت له: ياحبيبى الأغانى دى مترقصش، إحنا عاوزين أغانى ترقص، وكلمته برقة شديدة، ولكن كراوية الرقاق قال له: أنا قلت لهم إنك متنفعش وهى مش هتعرف ترقص إلا مع كارم أو عبدالعزيز"
ملاك الفن وإمام الدعاة
وكشف الفنان الكبير رشوان توفيق تفاصيل علاقته بالشيخ الشعراوى قائلاً: طول النهار أقرأ له الفاتحة كلما سمعت أدعيته التى تذاع باستمرار، وقدمت سيرته فى الإذاعة، وزمان كنت أراه فى سيدنا الحسين و أحضر بعض الدروس معه ولكن لم أتحدث معه، حتى عرض مسلسل عمر بن عبدالعزيز، وأعجب به الوزير أحمد عبدالله طعيمة الذى تواصل معى وكان صديقاً للشيخ الشعراوى"
وتابع :"فى أحد الأيام وكان يذاع مسلسل الأبطال الذى قمت فيه بدور محمد كريم، رأيت حواراً للشيخ الشعراوى أجراه الكاتب الصحفى محمود صلاح فى الأخبار وكان المانشيت:" برافو رشوان توفيق" ، فذهبت إلى منزله ووجدته فى البلكونة يجلس وأمامه كتب عديدة ويقرأ معانى الكلمات"
وتحدث الفنان الكبير عن تفاصيل حواره مع الشيخ الشعراوى قائلاً:" لما شافنى قال لى بطبيعته البسيطة: لما كانوا هيعدموك غمضت عينى، ومقدرتش اشوفهم وهما بيعدموك، وبنتى قالت لى : يابابا ده تمثيل يابابا"
يضحك وهو يتذكر مواقفه وحديثه مع إمام الدعاة :"كنت أرى كبار القوم يخدمون ويطعمون الناس من أجل الشعراوى، وأهدانى عباءة ومصحف، كان وسطى وجميل، وواسع الثقافة يقرأ شعر جاهلى لامرأة توصى ابنتها ماذا تفعل أمام زوجها، وكان يضحك ويهزر"
يشير الفنان الكبير إلى صورة يعتز بها تجمعه مع الشيخ الشعراوى والدكتور أحمد عبدالله طعيمة:" كنت أنتهز أى فرصة للتواجد جنب مولانا الشعراوى، والصورة دى كانت فى عيد ميلاد الوزير طعيمة، وحضره الشيخ الشعراوى وكان كبر فى السن وبيسندوه"
تتعالى ضحكات الفنان رشوان توفيق : قالوا مولانا بيحب الجيلاتى وجابوا كاس شيكولاتة وكريمة وتذوقه، فقالوا مولانا مبيحبش الشيكولاتة، هاتوا كريمة بس، فمددت يدى وسحبت منه الملعقة وكوب الجيلاتى، وقلت له خلاص هاته يامولانا أنا هاكل الجيلاتى ده علشان أجرى وراك، فضحك وقال لى : تجرى ورايا هو أنا قادر أمشى"
وفى المقابل يتذكر الفنان الكبير موقفاً مع أحد المتطرفين قائلا:" فى المقابل شوفى المتطرفين بيعملوا إيه، أنا مرة كنت خارج من المسجد ولقيت واحد طوله مترين وشكله مجرم، هجم عليا وقال لى: انت مسلسلاتك بتعطل الناس عن الصلاة، فقلت له: ياابنى أنا معملتش حاجة فيها خروج أخلاقى وكل شغلى محترم، ولسه باقوله الشيخ الشعراوى، قال لى بعنف: شعراوى مين وبتاع مين، وتركته ومشيت بسرعة"
وتابع قائلاً :" ربنا يحفظنا من التطرف والتشدد، ده ربنا قال للرسول ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، وقال لموسى وهارون اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا"، ربنا يغفر لنا أخطائنا ويعفو عنا"
حب العمر الخالد
انتقلنا مع الفنان الكبير رشوان توفيق ليتحدث عن الجانب الشخصى فى حياته وعن حبه الخالد لزوجته الراحلة والذى أصبح رمزاً للوفاء، فأسند رأسه للوراء وتنهد تنهيدة عميقة وقال :" هى حياتى وعمرى هدية ربنا بعتهالى"
وتابع:" كنا جيران وكانت صديقة ابنة أخى ورأيتها وأنا طالب وأشارك فى إحدى المسرحيات، وتزوجنا وتحملت معى مشوار كفاح طويل، مرت علينا أيام صعبة لم يكن معنا فيها أى شيء لكن ربنا سترنى وكرمنى وكان دايما بيقف معايا، وعمرها ما قالت بكرة هنعمل ايه، وكنت دايما أقولها انتى فولاذ، ده المرتب ميكفيش غير إيجار الشقة، وألاقى ربنا يبعت لى رزق من حيث لا أحتسب"
وذكر الفنان الكبير العديد من المواقف التى لم يكن معه أى أموال فيفاجئ بأوردر تصوير سريع أو صرف مبالغ مستحقة له من عمل أو أموال نسيها.
يتذكر لحظات الرومانسية بينه وبين زوجته قائلاً:" كانت لا تفارقنى وكنا كتير نيجى مشى لمسافات طويلة ونقف جنب شجرة ياسمين كانت جنب البيت ونجمع الياسمين مع بعض ونحلم، صحيح كنا زى أى زوجين بنتخانق ساعات لكن لما كنت أختلف معاها أروح السلطان أبو العلا أو أى من الأولياء، وأعود ونتحدث ونتجاوز المشكلة"
ويتنهد قائلاً:" كان لها آيات فى الله، و فى سنة من السنوات وقبل العيد بحوالى 4 أيام ، وقفت أمامها وهى تعمل فى المطبخ وقلت لها مكنش ربنا كتب لنا الحج السنة دى ياحاجة، فرفعت يدها للسماء وقالت يارب تكون هدية منك يارب، وبعد 5 دقايق رن التليفون ولقيت عبدالسلام أمين بيقوللى مش عاوز تحج السنة دى، احنا هنعمل مناسك الحج "لأيه أر تى" ، وربنا سهل الإجراءات بشكل لا يصدق وسافرت معها وحجينا"
وعن فترة مرضها قال :" لم أتركها ورفضت أعمال كتير علشان مسيبهاش للشغالين، كنت أطعمها بيدى وأجهز لها الطعام ، ومهما عملت مش هسدد اللى عملته وتحملته معايا"
يبتسم قائلاً:" رغم كل هذا الحب مكانتش تقوللى بحبك، لكن كانت بتحسسنى بالحب فى كل تصرفاتها، وأنا كنت أقول لها دايما بحبك بحبك بحبك، وفى مرة ضحكت وسألتها قبل وفاتها بأيام وهى فى السرير الطبى : يعنى ياماما أفضل 60 سنة أقولك بحبك بحبك وانتى مفيش مرة تقوليهالى، فردت وقالت أنا اللى طول عمرى بحبك"
يبكى الفنان الكبير ولا يتمالك دموعه وهو يتحدث عن حبيبته ورفيقة عمره الراحلة: "صورتها على الموبايل، أول ماأفتحه أقول ربنا ينور قبرك ياأميمة، وأزور قبرها كل خميس، وروحها معايا دايما وبأكلمها باستمرار"
وتابع :" بسمعها بتكلمنى وتقوللى بتوحشنى، ولما أكون تعبان باسمعها تقوللى قوم نام، روحها معايا، وكتير بنسى إنها ماتت و لما بدعى باقول يارب ادينى الصحة وادى أميمة الصحة، وأنا خارج الاقى نفسى باقول أنا خارج ياحاجة، وانتبه فأقول أنا خارج ياهبة"
يرتعش صوت الفنان الكبير ويستمر فى البكاء بعد أن غلبه الحنين لزوجته الراحلة ويقول:" هى عمرى وحبيبتى عشرة 60 سنة،عمر طويل عشته معاها أكتر من اللى عشته مع أبويا وأمى، وشالتنى طول عمرها، وشالت أمى، وسترتنى وهى عايشة وهى ميتة "
صدمات وأمنيات
يتحدث الفنان الكبير عن أكبر الصدمات فى حياته :" مرت عليا صدمات ومواقف صعبة كتير لكن ربنا دايما بيقف معايا ومغرقنى بنعمه وفضله"
يحكى عن أكبر الصدمات وهى وفاة ابنة الوحيد وأول فرحته حيث أنجب توفيق وهبة وآية :" أصعب المواقف وفاة توفيق ابنى، كان ملاك وتوفى فجأة وعمره 41 سنة وترك ابنته أميمة التى سماها باسم أمه وكان عمرها 10 سنوات وزوجته فى الثلاثينات لكنها عاشت حياتها كلها لبنتها"
يعود لذكرياته مع ابنه الراحل قائلاً :" سنة 1975 لما كان عمره 16 سنة كنت طالع أحج أنا وأمه، وقاللى عاوز أحج ، أمه اعترضت و قالت صغير على الحج، فقلت لها دى مش فلوسى دى فلوس الله وطالما طلب يحج يبقى يروح"
وتابع الفنان الكبير:" ربنا يسر الإجراءات بشكل مذهل وحصلت عجايب فى هذه الحجة"
وأوضح:" كنت بعمل مسلسل فى قطر وهما كانوا هيسافروا من القاهرة ومكنتش عارف هاقدر أروح لهم ولا لا، وفجأة لقيت الديكور كله جاهز ماعدا الديكور بتاعى وكان باقى على العيد الكبير 3 أيام ، فقلت للمخرج أروح أحج وأرجع طالما مش هنصور فى العيد، وربنا يسر لى الإجراءات بشكل كبير رغم ضيق الوقت، ولما سافرت مكة مكنتش عارف هاقابلهم إزاى فى وسط ملايين الحجاج ، لكن دعيت ربنا وأنا بعمل العمرة وقلت: اللهم اجمعنى بتوفيق والحاجة الليلة، وبمجرد خروجى من الحرم وأنا فى الطريق لعرفة بصيت لقيت توفيق وأمه قدامى"
ويكمل تفاصيل مأساة وفاة ابنه الوحيد: "كان ملاك وعنده شفافية بدرجة كبيرة، ووفاته من أكبر صدمات حياتى، كنت راجع من التصوير ووالدته قالت لى ابنك بيقول جدوده راحوا له النهردة، وكانت جدته توفت سنة 1947 وجده توفى عام 1956 ولم يرهم، واستغربت وجريت عليه لأن كان ساكن فى نفس الشارع، وسألته: ازاى ياتوفيق جدودك راحوا لك ازاى؟، فرد : قالوا لى تعالى علشان تشوف الناس الحلوة وتشوف حضرة النبى، ووصف جدته بكل أوصافها وعينيها الملونة"
يرتعش صوت الفنان الكبير وهو يتذكر هذه اللحظات القاسية:" تعب وأصيب بجلطة فى الشريان الرئوى وحاولنا ننزله للمستشفى قال: أنا بموت ، صدمتنا كانت كبيرة لكن لطف ربنا أكبر، ووفاته هو وأميمة كسرت قلبى، أمه من بعده نسيت الضحك كان روحه فيها وروحها فيه"
وبدموع عينينه قال :"بيجولى وأنا بصلى وأقرأ قرأن وروحى بتلتقى بيهم ،الحمد لله ربيت بنته وعلمتها وجوزتها"
سألنا الفنان الكبير عن أمنياته فى الحياة ومما يخاف فقال :"أتمنى الستر والصحة وربنا ميحوجنيش ولا حد من ذريتى لإنسان على وجه الأرض ، أمى الست البسيطة كانت بتدعى دايماً يارب لا تحوج شمالى ليمينى ولا يمينى لشمالى"
وتابع :" مبخافش من حاجة إلا المرض بعد تجربة أميمة زوجتى لأنها تعبت كتير وقاست مع المرض، أمى ماتت فى يومين وهى مسنة وأبويا مات دون معاناة مع المرض وكذلك توفيق ابنى، محدش طول فى المرض إلا أميمة"
سألناه بعد كل هذا العمر والعطاء الفنى ومحبة الملايين هل يرى أنه حصل على ما يستحق من تكريم يليق به وبتاريخه ومشواره فأجاب :" الحمد لله فى 2007 طلعت حصلت على جائزة أحسن فنان قدير من مهرجان التلفزيون ، كما كرمنى الوزير حلمى النمنم ونزل بنفسه يسلمنى التكريم وساعتها بكيت، وفردوس عبدالحميد لما شافتنى بكت، وحصلت على العديد من الجوائز والحمد لله محبة الناس أكبر تكريم.