"عاطف عبدالرحيم قناوى" أحد رجال الدفاع الجوى الشجعان من الجنود الذين حققوا نصر أكتوبر، وله ذكريات مع العبور واسترداد أرض سيناء، وبعد أن أحيل للتقاعد قرر أن ينتقل إليها ويمتلك منزلا فيها بحى الكرامة شرق العريش وقبل أيام قرر أن يخصص هذا المنزل لتعليم الأطفال أبناء الحى، ليكون " قناوى " نموذجا لجندى مصرى لم تغب سيناء عن ذهنه فى الحرب والسلام.
قال الحاج عاطف كما يلقب، انه اثناء اجتياح سيناء فى عام 1967 كان مجندا فى القوات المسلحة، ولم يمضى على زواجه 3 شهور، ولكنه استمر فى تجنيده فى سلاح الدفاع الجوى، وبدأت التدريبات الشديدة التى مروا بها على كل احتمال واستخدام أسلحة.
أضاف أن هذا التدريب تواصل حتى إشارة الاستعداد للحرب وصلتهم الساعة 12 ظهرا ودورهم كرجال دفاع جوى هو تأمين عبور القوات والتعامل مع أى هدف طائر موجه ضدهم وبالفعل تم تجهيز كل المعدات، وشاهدوا القوات وهى تتقدم وتعبر بأمان دون أى مقاومة ويتحقق النصر ونحن نردد الله أكبر الله أكبر.
أضاف انهم مع استمرار تقدم القوات بدأت وحداتهم فى التحرك من خلفها لتأمينها وخاضوا بطولات فى اسقاط طائرات العدو التى رصدوا كل تحرك لها وهم يتعاملون معها بالقاذفات الجوية.
أضاف انه لاينسى الحرب فى سيناء وكيف انهم عندما وصلوا قبلوا ترابها الطاهر، وبعد ذلك اتخذوا مواقعهم فى خنادق الدفاع الجوى وعاشوا فترات ليست بالسهلة وهم يؤدون مهامهم ببسالة ولاينسى أصدقاء وزملاء اه استشهدوا فى أيام القتال الصعبة.
كما انه لن ينسى حكاية الثعبان معه، عندما فوجئ بدخول ثعبان الخندق الذى يتواجد فيه، وفر منه هاربا وما هى إلا لحظات حتى تعرض الخندق لقصف من طيران العدو، وكأنها رسالة أن الثعبان حضر ليحمينى من الموت.
أضاف انه بعد انتهاء فترات الحرب عاد لبلدته شطوره بسوهاج وعمل موظفا فى احدى شركات قطاع الاعمال وبعد إحالته للتقاعد تقلد منصب شيخ بلد فى بلدته، وله من الأولاد 5 حصلوا على اعلى الشهادات ويعملوا فى أماكن مرموقة.
أضاف انه لعودته لسيناء ليشارك فى تعميرها قصة، حيث انه بعد احالته للتقاعد قرر أن يقوم بعمل مشروع زراعى على أرض سيناء وبالفعل حضر فى للعريش فى عام 2004 واشترى أرضا وبيتا، ولكن الظروف التى مرت بها شمال سيناء خلال الفترات الأخيرة لم تسعفه لتحقيق حلمه، ومن هنا قرر أن يحول البيت الذى يملكه فى حى الكرامة شرق العريش لمنزل تعليمى يفيد أطفال الحى وفيه يقوم الشباب أبناء الحى بجمع أبناء هذا الحى وإعطائهم حصص تعليمية وترفيهية مجانا.
الجندى-عاطف-يتذكر
عندما-كان-جنديا
فى بيته الذى خصصه بسيناء لتعليم الاطفال
مع زملائه الجنود
