أصاب عطل واسع النطاق موقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك"، وتسبب فى عدم قدرة المستخدمين على النفاذ للشبكة، واختلفت مشكلات المستخدمين فالبعض لم يكن فى وسعه النفاذ إلى الشبكة بشكل تام أو جزئى، فى حين تعذر على البعض الآخر نشر المحتويات، أو التعليقات عبر "فيس بوك"، أو "إنستجرام".
وتحول العالم فى عدة ساعات إلى حالة "الأوف لاين" بسبب العطل الذى أصاب الموقع العالمى، فيما وصف البعض انهيار التطبيق العالمى بأنها "قيامة العالم الافتراضى"، ويبدو أن تلك المقولة تتفق مع ما جاء في رواية الروائى والقاص شريف صالح "حارس الفيس بوك" والتي تنبأ فيها بعطل وانهيار موقع التواصل الاجتماعى الشهير، وذلك قبل 4 سنوات من الحدث، حيث صدرت عن الدار المصرية اللبنانية عام 2017.
وتناقش رواية "حارس الفيس بوك" ما يحدث مع مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى الشهير، أو على الأدق مدمنيه، وتحول عالمهم الافتراضى إلى واقعى، والواقعى إلى افتراضى، وما يحدث وراء ذلك من انهيارات فى حياتهم وأخلاقهم، ويربط الكاتب تلك الأحداث بطريقة مثيرة يمزج فيها بين انهيار الواقع الحقيقى والواقع الافتراضى والتداخل الكبير بينهما حتى إنك تشعر أنهما جزءان لا ينفصلان عن بعضهما البعض.
وتدور أحداث رواية "حارس الفيس بوك" فى العالم الافتراضى، حيث مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى هذا ومصطلحاتهم ولغتهم، وذلك بموازاة الواقع الحقيقي وما شابه من تفكك علاقات كانت قائمة، وتشابك وتعقد علاقات جديدة.
يضع صالح لفصول روايته ترتيباً عكسياً، فنجد في البداية الفصل 36 وعنوانه "تقرير موقع فيروس" وفي الختام الفصل الرقم واحد وعنوانه "يوم القيامة الافتراضي".
والنقطة صفر هى الساعة التاسعة مساء، عندما أعلن "فيس بوك" تمرده، وانفجر فى لحظة مفاجئة معلنًا "الفضيحة الكبرى" تعليقات وجمل وعلاقات سرية يقرأها الجميع، إنه "البعث" فقد خرجنا من "قبورنا" التى هى "صفحاتنا" غير مصدقين أن إله الفيس بوك "مارك زوكربرج" يفعل بنا ذلك لكنه فعلها وفضحنا جميعًا وصرنا عراة أمام أنفسنا.
هذا ما حدث لـ"الفيس بوك".. ففي التاسعة مساء أمس انهارت الأيقونات والبروفايلات وألبومات الصور، "يوم القيامة الافتراضي" كما أطلق عليه المستخدمون، فجأة اختفى كل شيء تحت سيل الإعلانات. نقاط زرقاء كثيرة راحت تتحرّك فوقها أيقونة بحجم فراشة، تشبه امرأة عارية، وقد حذّر خبراء أمن المعلومات من أيقونة تلك المرأة الزرقاء، لأنها تحمل فيروسًا بالغ الخطورة.
