سيدات إيران لا يعلمن إذا كان باستطاعتهن حضور مباريات كرة القدم

يستعد منتخب إيران لمواجهة نظيره الكوري الجنوبي الأسبوع المقبل ضمن تصفيات قارة آسيا المؤهلة لمونديال قطر 2022، ولا تعلم المشجعات الإيرانيات حتى الآن إذا كان باستطاعتهن الذهاب إلى الملعب لمؤازرة منتخب بلادهم من عدمه، وذلك بعد نحو عامين من سماح السلطات لهن بدخول الملاعب لأول مرة منذ أربعة عقود.

وقالت إحدى مسؤولي الاتصال بالاتحاد الإيراني لكرة القدم لـ(إفي) "لم يتقرر أي شيء في هذا الصدد بعد".

وبعد تلك الجملة المقتضبة أغلقت المسؤولة الهاتف دون تقديم مزيد من المعلومات، بعدما أثيرت القضية خلال الأيام الماضية وبعد تأكيد إحدى وكالات الأنباء الإيرانية بأنه سيتم السماح للسيدات بحضور مواجهة كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء المقبل في ملعب أزادي في طهران.

وكانت وكالة أنباء نادي شباب الصحفيين، التابعة للتلفزيون الحكومي في البلاد، قد أكدت أول أمس "السيدات سيتمكن من مشاهدة المباراة من الملعب"، وذلك في بيان ناقش الحد من الحضور الجماهيري بسبب وباء فيروس كورونا.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام المحلية هذا النبأ مع تعليقها بدهشتها على اتخاذه، خاصة مع التوجه المتشدد والمحافظ للرئيس الجديد، إبراهيم رئيسي، الذي تولى السلطة في أغسطس الماضي.

ورغم ذلك فقد صرح الأمين العام للاتحاد الإيراني لكرة القدم، حسن قمرانيفار، هذا الأسبوع أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد في هذا الأمر.

ونقلت وكالة (إسنا) الإيرانية للأنباء عن قمرانيفار قوله "جرى الحديث عن مسألة حضور النساء للملاعب، لكن فلتسمحوا لنا بأن نقول كلمتنا في هذا الأمر بعد اتخاذ قرار نهائي بشأنه".

وبهذا الشكل وقبل ستة أيام من إقامة المباراة، لا تعلم الإيرانيات حتى الآن إذا كان باستطاعتهن الذهاب إلى الملعب لمشاهدة المباراة من عدمه.

وكانت الإيرانيات قد حققن انتصارا تاريخيا في العاشر من أكتوبر/تشرين أول 2019 بحضورهن مباراة لمنتخب بلادهم على ملعب أزادي في طهران أمام كمبوديا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر وكأس آسيا 2023، للمرة الأولى منذ 40 عاما.

وحضرت نحو 3500 سيدة إيرانية ملعب المباراة دون قيود، في سابقة من نوعها، وتواجدن في منطقة مخصصة لهن بحماية من عناصر الشرطة النسوية.

وأبدت الإيرانيات سعادتهن وقتها بأول مباراة يتابعنها بهذا الشكل منذ انتصار الثورة الإسلامية في 1979، وقامت العديد منهن بالتقاط صور "سيلفي" لتخليد هذه اللحظة، حيث فازت إيران بهذه المباراة بنتيجة عريضة 14-0.

وتسبب انتشار جائحة كورونا في منع المشجعين من الذهاب للمدرجات ولهذا لم يتكرر ذهاب السيدات إلى الملاعب منذ ذلك الوقت. وكان منع السيدات الإيرانيات من الذهاب إلى الملاعب يجبرهن على التخفي في ملابس رجال من أجل الدخول، وكن يتعرضن للاعتقال في العديد من المرات.

وكانت نقطة التحول في هذا القرار التاريخي بدخول السيدات للملاعب، مصرع الشابة الإيرانية سحر خداياري التي أضرمت النيران في نفسها في عام 2019 لدى معرفتها بإمكانية تعرضها للحبس لستة أشهر في السجن بسبب دخولها الاستاد، لحضور مباراة لفريقها الذي تؤازره، استقلال أمام العين الإمارات، لتلقى حتفها عن عمر 29 عاما، لتصبح رمزا للصراع من أجل المساواة.

وتسببت وفاة الشابة الإيرانية في ضغوط من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على طهران لكي تسمح للسيدات بدخول الملاعب في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 وهددتها بتطبيق عقوبات عليها حال رفضها السماح بذلك.