النبى محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بالإسلام هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، لكنه أيضا قاد أمة، وصنع إمبراطورية عظيمة، فكما نبيا ورسولا من الله، كان رجلا عظيما وقائد أمة كبيرة، وقاد عرب شبه الجزيرة إلى أول إمبراطورية كبرى فى تاريخهم، لكن قبل مجئ الهدى، كيف كان وضع العرب، وهل كانوا أهل جاهلية حقا، أم أن النبى جاء ليعيد ثقافة وحضارة كانت موجودة بالفعل وصنع منها أمة موحدة عظمية، هذا ما يوضحه كتاب "التقوى الإسلامية" للمستشرق الألمانى ألفرد يرمياس، وترجمة محمود كبيتو.
المؤلف يقول فى المقدمة "الإسلام صعد فى زمن كانت فيه الإمبراطورية الرومانية الشرقية والإمبراطورية الفارسية على وشك السقوط وكانت فى الغرب الإمبراطورية الغربية الجديدة الفرانكن قد بدأت فى النهوض".
ويقول الكتاب: "قبل ظهور النبى محمد عليه السلام، كانت شبه الجزيرة العربية التى كانت قد شهدت فى الجنوب والشمال الغربى منذ ألف سنة على الأقل حضارات مزدهرة من الفكر السومرى قد دخلت فى مرحلة السقوط العالمى العام، وكانت مدينة مكة (أم القرى) فى شبه الجزيرة العربية فى الزمن القديم أحد المراكز العربية للحركة التجارية، النبى محمد لم يخرج العرب – كما افترض الغرب خطأ قبل الاكتشافات الأثرية الهائلة – من أوضاع بدائية متخلفة بل إنه مثل خلفائه من بعده قد بعثوا بالدين الإسلامى الفكر الشرقى القديم من جديد.
ويضيف الكتاب، لقد كان هناك فى مكة قبل الإسلام من يسمون "الأحناف" الذين يمثلون تقوى عربية عميقة ويرفضون عبادة الأصنام المتحجرة ويتبعون طريقة صوفية للتقرب من الله، وكلمة "حنيف" التى قد تكون كلمة سورية "سريانية" تعنى "منشق" ثم أصبحت بعد ذلك تستخدم بمعى "تقى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة