فى الساعات الـ 48 الأخيرة من إجلاء الولايات المتحدة من أفغانستان فى أغسطس الماضى، كان لا يزال هناك العديد من الأفغان الضعفاء غير القادرين على تجاوز نقاط تفتيش طالبان للدخول إلى مطار كابول، لكنهم استطاعوا الهروب من البلاد عندما فتح "CIA" بابا خلفيا على بعد حوالى 3.5 كيلومترا من البوابات الرئيسية للمطار.
كان المدخل سريا للغاية، وفقا للتفاصيل التى كشفت عنها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حتى أن طالبان لم تكن على علم بوجوده، وكان يستخدم فى البداية لإخراج الأصول ذات الأولوية لوكالة الاستخبارات المركزية مثل الأصول الاستخباراتية أو العملاء المحليين، إلا أن دوره اتسع مع نفاد الوقت.
وكان سام أرونسون، الضابط السياسى بوزارة الخارجية يؤدى عمله على بوابة "المجد" فى أواخر أغسطس، حيث كان يطلق على البوابات أسماء رمزية مثل بوابة المجد وبوابة الحرية، عندما وصلت عدة حافلات تحمل الأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة دون وقوع حوادث، لذلك سأل عما إذا كان بإمكانهم أيضا البدء فى الوصول إلى العائلات فى الشارع التى كانت مدرجة فى قائمة انتظار الإجلاء، بحسب ما ذكرت الصحيفة، وحصل على الموافقة، ومع عدم تفجير البوابة، تم إنجاز المهمة بنجاح.
وبحسب ما ذكرت وول ستريت، كانت البوابة السرية تقع قبالة محطة وقود ويديرها عملاء وكالة المخابرات المركزية وقوة "دلتا" وتحرسها وحدة شبه عسكرية أفغانية مدربة من قبل وكالة المخابرات المركزية تُعرف باسم "02"، والتي تم إجلاؤها جنبًا إلى جنب مع الأمريكيين في الرحلات الأخيرة.
وقال عميل سابق في وكالة المخابرات المركزية: "كانت محطة الوقود هي المكان الذي سيذهب إليه رجالنا لانقاذ الأفغان الذين كانوا يسعون للمغادرة".
وكان يتم تفتيش الأفغان الذين يمرون من أبوابه سواء على أقدامهم أو فى حافلات، خلف الجدران ثم نقلهم لمسافة عدة مئات من الأمتار بطول مسار خرسانى وفوق جسر إلى قاعدة أمريكية كانت تعرف سابقا باسم معسكر ألفارادو، والتى كانت جزءا من مجمع المطار. وفتح سى أى إيه فيما بعد بوابة ثانية بجوار "نورثن اوشين". ورفضت الوكالة التعلق على الأمر.
وتحدث جون باس، السفير الأمريكى السابق فى أفغانستان، والذى تم اختياره لقيادة جهود الإجلاء، عن صعوبة العمل مع طالبان ومواجهة حشود هائلة من الأفغان البائسين الساعين لمحاولة الوصول إلى المطار..وقال إنهم فى كل يوم لم يعرفوا إذا كانوا سيستطيعون تمرير 100 شخص أم 5 آلاف شخص.
وقد أصبحت بوابة المجد أكثر نشاطا فى يوم الخميس 26 أغسطس، بعد أكثر من أسبوع من سيطرة طالبان على كابول، وبعدما تفاوض فريق من وزارة الخارجية على اتفاق مع السى أى إيه لاستخدام المرور لإجلاء الأفراد من السفارة الأمريكية وعائلاتهم فى الساعات الـ 48 الأخيرة.
وطُلب من موظفى السفارة الأمريكية وأسرهم التجمع فى أماكن سرية فى المدينة والصعود على متن حافلات تأخذهم إلى المطار، وهى الخطة التى نجحت فى إخراجهم من أفغانستان.
وكانت القوات الأمريكية قد دمرت آخر قاعدة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آي إيه" في أفغانستان خارج مطار كابول، وذلك عن طريق تفجير متحكم فى الأيام الأخيرة لوجود القوات الأمريكية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسئولين أمريكيين، كان الهدف من تفجير قاعدة "إيجل" هو ضمان عدم وقوع أى معدات أو معلومات متروكة هناك في أيدى طالبان.
وكانت قاعدة "إيجل" قد بدأت عملها في وقت مبكر من الحرب في أفغانستان في مقر مصنع سابق للطوب، واستخدمت طوال فترة الصراع، وقد نمت من موقع صغير إلى مركز مترامي الأطراف استُخدم لتدريب قوات مكافحة الإرهاب التابعة لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.