يجسد الروائى التنزانى الفائز بجائزة نوبل عبدالرزاق جرنه فى رواية "الهجر" الحياة الأفريقية عبر راشد وهو الراوى الذى يحكى القصة مستعينا بدفاتر أخيه أمين، وراشد هو أصغر أبناء والديه فهو أصغر بسنتين من أمين، الذي هو بدوره أصغر بسنتين من شقيقتهما فريدة، وقد نشأ الأطفال في زنجبار في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، خلال فترة انتقال سريع من الاستعمار إلى الاستقلال.
يروي رشيد قصة ما جرى على بعد حوالى خمسين عامًا على مشارف بلدة صغيرة في كينيا على طول الساحل الشرقي لأفريقيا شمال مومباسا ففي وقت مبكر من صباح أحد الأيام في عام 1899 يتعثر رجل إنجليزى بالصحراء وينهار أمام صاحب متجر محلى خارج مسجده، هذا الأخير المدعو الحسنلى يأخذ الرجل الإنجليزى إلى منزله ووسط شجار كبير مع بعض المساعدة من الأسرة والمهنيين المحليين، يبدأ فى رعاية الرجل حتى يستعيد صحته.
رواية الهجر لعبد الرزاق جرنة
الحسنلى رجل عصبى، مؤمن بالخرافات، جبان، وعندما يلتقى "بيرس" الذى لا حياة له فى البداية، يخطئ فى اعتقاده أن الجنى الفظيع يأتى لروحه، يصل ضابط الإنجليزى فريدريك تورنر، إلى مكان الحادث ليتهم الحسنلى بسرقة بضائع أحضرها الرجل الإنجليزى الذى يدعى مارتن بيرس وهو رجل صاحب فكر ليبرالى ومعرفة لغوية الواسعة ويمكن اعتباره من "المستشرقين".
يبدأ تيرنر سريعًا فى الشعور بالذنب بشأن المعاملة القاسية والاتهامات الكاذبة التي وجهها إلى الحسنلى لدى اكتشافه أن المستشرق الانجليزى لم يأت إلى الأراضى الأفريقية سوى بحقيبة ودفتر ملاحظات وعند زيارة تيرنر الحسنلى للاعتذار يرى ريحانة أخت الحسنلي، ويقع في حبها على الفور.
ويتعرض أيضا لقصة والد ريحانة الذى كان تاجرًا هنديًا استقر في مومباسا وتزوج من امرأة محلية ، لكن العائلة أصبحت جزءًا من "الأقلية العربية" في بلدة لا تزال حية بذكرى سنوات العبودية التي مرت بها في عهد السلطان.