"إبراهيم" واجه الشلل والإعاقة الكاملة بتحفيظ القرآن لأطفال قريته بالمنيا

السبت، 09 أكتوبر 2021 09:00 م
"إبراهيم" واجه الشلل والإعاقة الكاملة بتحفيظ القرآن لأطفال قريته بالمنيا ابراهيم وسط تلاميذه
سما سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شعر بالألم المفاجئ في قدمه اليمنى، لم يكترث له في البداية، انتهى بأن يصاب إبراهيم مروان وهو في المرحلة الابتدائية بالشلل التام فى كل أطرافه، وما جعله طريح كرسيه المتحرك باقي شبابه، لم ييأس إبراهيم ابن قرية "البرطباط" بمحافظة المنيا وواجه الإعاقة بنور قلبه من خلال تحفيظ أطفال قريته للقرآن الكريم على مدار ما يقرب من 20 عاماً.

الشيخ ابراهيم مروان
الشيخ ابراهيم مروان

قال إبراهيم  لـ"اليوم السابع" إنه عمل طوال حياته على تكريس وقته لتعليم أطفال قريته، وتحفيظهم القرآن الكريم، خاصة أنه كان من المتفوقين في المرحلة الابتدائية، وبعد إصابته بالشلل الذي جعله ملازمًا لكرسيه المتحرك، لم يتوانَ والديه في إنفاق كل ما لديهما لمحاولة علاجه، إلى أن رضي بقضاء الله وأمره وتعايش مع مرضه.

ابراهيم وسط تلاميذه
ابراهيم وسط تلاميذه
 
وكان إبراهيم حفظ القرآن في كتاب قريته، وانتقل إلى الابتدائية حافظًا لكتاب الله، لكن في المرحلة الابتدائية، وتحديدًا في الصف السادس الابتدائي هاجمه المرض الذي منعه من ممارسة الكرة، في البداية اعتقد والداه أنه نتيجة لعب الكرة يوميًا، لكن القدر كان له رأي آخر، حيث كانت بداية رحلة الشيخ مروان مع المرض، وفي المرحلة الإعدادية بدأت رحلة المرض تهاجمه بشكل بسيط، إلى أن انتصرت الأعراض عليه بآلام مبرحة في كل مفاصل وأجزاء الجسم، وكثرت زيارات الأطباء وكثرت الأدوية، لكن للأسف دون فائدة.
 
لم يمنعه ذلك من الحصول على الشهادة الإعدادية بتفوق كبير أهله للالتحاق بالثانوية العامة بمغاغة، وهي أقرب المدن إلى قريته ومركزها، وبسبب بُعد المسافة، حصل على الثانوية بشاهدات مرضية، ومع تملك المرض منه، لم يقوَ على الحركة وشخصت حالته بتيبس تام في أجزاء الجسم.
 
الشيخ ابراهيم
الشيخ ابراهيم

لم تسمح له الظروف باستكمال مشواره التعليمي، فاكتفى "إبراهيم" بالمرحلة الثانوية، ثم خرج من التعليم بعد أن داهم المرض أطرافه كلها، وأخذ يسترجع عشقه للقرآن الذي ظل في قلبه منذ حفظه له منذ أن كان طفلاً صغيرًا.

وقال لـ"اليوم السابع" إنه  أراد أن يخطو بنفسه إلى أمان قلبه بتعليم جيل جديد ما تعلمه من حفظ القرآن الكريم، والذي كان طوق النجاة بالنسبه له حتى تعلق به وبدأ بتعليم نفسه التجويد والإلقاء واحكام التلاوة.

وختم حديثه متمنيًا أن يظل يصنع المعروف والخير ويعلم جيلاً بعد جيل حتى يأذن الله له بالشفاء ويجد الدواء بعد سنوات عجاف أكل فيها المرض سنوات شبابه.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة