مفاجآت جديدة ظهرت بأيادٍ مصرية لرجال الآثار فى الأقصر، للتأكيد على أن الأرض المصرية لم تبح بكل أسرارها من العصور القديمة بالكامل حتى الآن، حيث كانت أبرز تلك المفاجآت اكتشاف عدد من رؤوس الكباش وهى فى حالة مميزة خلال الحفائر التى تتم ببداية طريق الكباش الفرعونى أمام بوابة بطليموس الثانى فى مواجهة معبد خونسو بالكرنك، كما ظهرت مفاجآت جديدة فى العمل بالحفائر فى موقع أنقاض قصر أندراوس الذى تم هدمه وبدأت الحفائر أسفله مطلع سبتمبر الماضى.
وفى هذا الصدد رافق "اليوم السابع" الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى جولة داخل طريق الكباش الفرعونى ومعابد الكرنك، والتى تابع خلالها نتائج وأعمال الحفائر التى تتم بأيادى فرق الترميم ورجال الآثار المصريين لتجميل طريق الكباش قبل الحفل العالمى المنتظر خلال الأسابيع المقبلة، حيث كشف الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، من أمام منطقة الحفائر بطريق الكباش بالأقصر، عن العثور على رؤوس كباش جديدة خلال الساعات الماضية.
وقال وزيرى، إنه خلال العمل فى الحفائر ظهرت خلال الساعات الماضية عدد من رؤوس الكباش التى تدعم مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى المنتظر افتتاحه خلال الأسابيع المقبلة، وكذلك العثور على بعض أجزاء لتماثيل الكباش والتى يتم العمل على تركيبها حاليًا ليظهر الطريق بأجمل صوره أمام الضيوف خلال الإفتتاح العالمى بالأسابيع المقبلة.
كما قاد الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، جولات لمتابعة العمل فى مدخل طريق الكباش بمنطقة معبد خونسو بالكرنك، وذلك تمهيدًا للاحتفالية التاريخية التى تنتظر الأقصر خلال الأسابيع المقبلة فى افتتاح طريق الكباش الفرعونى.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لـ"اليوم السابع"، أنه تم الانتهاء من العمل بنسبة 98% من طريق الكباش الفرعونى، ويجرى وضع اللمسات النهائية خلال الأسابيع المقبلة تمهيدًا لحفل افتتاح عالمى له يليق بالأقصر ومصر أمام العام، مؤكدًا أنه سيكون كرنفالا تاريخيا يضاهى احتفالية موكب المومياوات الفرعونية، حيث إن أعمال الحفائر فى طريق الكباش مستمرة، وتم الانتهاء من الطريق بنسبة 98%، وكل زائرى المنطقة سيستمتعون بالمرور والمشى والتجول داخل هذا الطريق.
واستطرد أمين الأعلى للآثار: "هيخلى الأقصر جنة، فهو بمثابة متحف مفتوح، وجار العمل على تنظيف وترميم المعابد، وبالفعل ظهرت النقوش والألوان لأول مرة من بعد بنائها من قبل المصرى القديم"، مشددًا على أنه سيكون الاحتفال بافتتاح مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى بمحافظة الأقصر كرنفالا حقيقيا، حيث يتم خلاله العمل على إبراز جمال وآثار وعراقة ومواطنى الأقصر ومقوماتها السياحية والأثرية لإرسال رسالة للعالم كله لزيارة الأقصر، والتى يتم التجهيز لها منذ بضعة أشهر، حيث إنه من المقرر أن تكون الفعالية إبرازا لجمال الأقصر بأكملها، فسيتم تنظيم فعاليات بالحنطور والتى تحمل أعلام مصر وسيتم تطويرها بالكامل قبل الافتتاح لتكون واجهة حضارية للأقصر، وكذلك سيتم الاحتفال بالمراكب النيلية والدهبيات فى قلب نهر النيل وهى تحمل لافتات مميزة تحتفى بطريق الكباش والحضارة المصرية، وكذلك ستخرج فجر يوم الاحتفال رحلات البالون الطائر وتحمل أعلام مصر وصور لطريق الكباش والمسئولين عن المشروع الأضخم فى الأقصر.
أما المفاجأة الثانية فقد ظهرت خلال أعمال الحفائر بموقع هدم وإزالة قصر أندراوس التاريخى بكورنيش النيل بالأقصر، بعد قرار من لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بمحافظة الأقصر بإزالة القصر لتعرضه للضرر نتيجة الحفر والتنقيب أسفله خلال الفترة الماضية، حيث قال الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه تم البدء فى الحفائر بتلك المنطقة عقب هدم قصر توفيق أندراوس بكورنيش النيل فى منطقة معبد الأقصر مطلع سبتمبر الماضى، حيث أن الحفائر التى بدأت فى عام 2009 فى القصر السابق ليسى أندراوس تمتد بجدار من الطوب اللبن وبقايا من الطوب الأحمر، ومنها منازل تبين منازل طيبة القديمة، وظهرت بطبقات للقرن الـ18 والمستوى الأسفل للعصر الرومانى المتأخر، حيث ظهرت اليوم فى الحفائر الجديدة جدار رومانى متأخر به طوب أحمر على مستوى حوالى متر ونصف أسفل مستوى المنزل.
وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لـ"اليوم السابع"، أنه تم إرسال صور من بعض الأوانى الفخارية المعثور عليها للدكتور محمد نجيب المتخصص فى الفخار، والذى أكد أنها لعصور رومانية متأخرة، وظهرت بعض الأوانى الفخارية بالمنطقة لذلك العصر عبارة عن طبق كان يستخدم فى تلك الفترة، واستمرت أعمال الحفائر وتم رفع مئات الأمتار من الرديم من منطقة العمل، وظهر فى جزء آخر بجوار أحد الجدران بالمنطقة عملات رومانية سيتم إرسالها للمعمل لكى تنظف وتظهر نقوشها كاملةً، والتى كانت أسفل منزل أندراوس مباشرةً، والتى تعود للعصر الرومانى المتأخر.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري، أن الحفائر مستمرة وظهرت بلوكات من الحجر الجيرى عليها نقوش تدل على أنه أسفل جدران العصر الرومانى كان يوجد بقايا تدل على العصر المتأخر، وأسفلها متوقع أن تظهر بقايا ومفاجآت آخرى للعصر الحديث، مشدداً على أن الاكتشافات تدل على وجود جدران للعصور الرومانية كما ذكر قبل بدء الحفائر كما أنه منتظر أن تظهر المفاجآت الجديدة خلال الفترة المقبلة.
ومن المقرر أن يواصل رجال الآثار بمعبد الأقصر تحت إشراف الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، والدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أعمال الحفائر عقب إزالة الركام وحطام القصر عقب إزالته، وذلك بعد تسليمه لرجال الآثار لبدء الحفائر بمنطقته للكشف عن شواهد رومانية كان أسفل القصر، وذلك تحت إشراف الدكتور فتحى ياسين مدير آثار مصر العليا.
أما المشروع الثالث الذى ظهرت فيه السحر والجمال، وهو العمل فى فناء رمسيس الثانى لترميمه وتطويره، حيث كشف الدكتور مصطفى وزيرى رئيس المجلس الأعلى للآثار أعمال ترميم تماثيل الفناء الأول حيث كانت رؤوس التماثيل محطمة منذ قرون طويلة ونجح الاثريون المصريون فى إعادة ترميمها بعد أن كانت ملقاه فى الأرض.
وأكد وزيرى أن التمثال الثالث تعرض لفقد فى منطقة الذقن والذقن المستعارة ورغم ذلك نجحت جهود الترميم موكدًا أن العمل يتم بأيدى فريق العمل المدرب والقادر على تحقيق إنجازات آثرية جديدة، وأضاف أمين المجلس الأعلى للآثار أن العمل فى صالة الملك رمسيس الثانى فى بعض التيجان ورؤس التماثيل لتركيب الذى يصلح منها وتم الحصول على موافقة اللجنة الدائمة بوزارة الآثار، وتم البدء فى المشروع لتركيب تيجان التماثيل ورؤسها وتم تركيب 2 وجارى تركيب تماثيل آخري، والتى تم العثور عليها بمعرفة عالم الآثار الفرنسى ماسبيرو حيث كانت من نتائج الحفائر الخاصة به وموجودة على مصاطب بالصالة .
ويقول أحمد عربى مدير معبد الأقصر، أنه يعتبر معبد الأقصر من أشهر الآثار التى تم تشييدها فى عصور الدولة الوسطى، فقد بناه الملك أمنحتب الثالث لعبادة الإله آمون رع، علاوة على تأكيد نسبه للإله آمون، فقد أشار عليه رجاله وأتباعه المخلصين بإنشاء معبد ضخم لتمجيد وعبادة الإله آمون رع، سعيًا لتأكيد نسبه إليه حتى يتسنى له حكم مصر، وبالفعل فقد تحقق لأمنحتب الثالث ما أراد تمامًا وتمكن من حكم مصر، وبمجرد دخولك لمعبد الأقصر ستجد المسلة التى بناها رمسيس الثانى لتصوير إنجازاته الحربية وانتصاره على الأعداء فيها، وهى عبارة عن البرج الأول بارتفاع 24 مترًا (79 قدمًا)، بناه رمسيس الثانى وزين البرج بمشاهد انتصارات رمسيس العسكرية فى "معركة قادش".
كما سجلت انتصارات الفراعنة فى وقت لاحق، وانتصارات الأسرة 25 (السلالة النوبية)، أما فى الداخل فستجد غرفة تسمى غرفة الولادة، وفيها ستجد على جدرانها نقوشًا تسجل الولادة المقدسة لأمنحتب الثالث باعتباره أحد أبناء آمون، وسعيًا لإرضاء كهنة آمون فقد قام أمنحتب الثالث بتدوين نقوش ورسومات تقدس أمون رع، وتبين فضله على الأحياء والحياة بوجه عام، وقد شارك رمسيس الثانى فى بناء هذا المعبد فقد أضاف فناءً مفتوحًا وصرحًا بغرض إقامة الاحتفالات الدينية.
ويضيف أحمد عربى لـ"اليوم السابع"، أن معبد الأقصر الفرعونى شيده الإله "رع"، الذى كان يحتفل بعيد زفافه إلى زوجته مرة كل عام، فينتقل موكب الإله من معبد الكرنك بطريق النيل إلى معبد الأقصر، كما يعود بناؤه إلى الفرعونين "أمنحتب الثالث، ورمسيس الثانى"، ويضم معبد الأقصر 4 صالات مختلفة بها 184 عمودًا، مضيفًا أن الصالة الأولى للمعبد بها 74 عمودًا وهى الفناء الأول لهذا المعبد العملاق، والصالة الثانية للمعبد بها 14 عمودًا، وهى يطلق عليها اسم صالة الأعمدة الكبرى، وهى تعتبر الفناء الثانى مباشرة فى مدخل معبد الأقصر، كما أن الفناء الثالث بالمعبد وهو صالة الاحتفالات، وتحتوى على 64 عمودًا، كانت مخصصة عند الفراعنة لإقامة الاحتفالات بها، أما الصالة الرابعة، فيسمى صالة التجلى، وهى تحتوى على 32 عمودًا، ليصبح عدد أعمدة معبد الأقصر 184 عمودً فرعونيًا من طراز خاص.