تمر اليوم الذكرى الـ152، على افتتاح دار الأوبرا الخديوى، وذلك فى 1 نوفمبر عام 1869، اعتبرت الأوبرا القديمة هى الأولى فى قارة أفريقيا واعتبر مسرحها واحدا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادا وفخامة.
وبحسب كتاب " تاريخ المسرح فى العالم العربي: القرن التاسع عشر" تأليف على سيد إسماعيل، بداية بناء الأوبرا من خلال أمر من قِبل الخديو إسماعيل إلى المهندس أفوسكانى مسئول بناء الأوبرا فى 9 /5 / 1869، هذا نصه: «أمر كريم منطوقه: قد أمرنا الخواجة أبوسكانى بأن كامل طلباته وأشغاله التى تلزم فيما يتعلق ببناء محل التياترو الجارى إنشاؤه بمعرفته بالأزبكية يطلبها ويحرر عنها إلى على رضا بك فى ياوراتنا؛ حيث إنه صار إحالة تأدية تلك الطلبات لعهدته، كما وأمرنا المُومَأ إليه بذلك وبإجراء باقى الأشغال اللازمة هناك الغير داخلة مقاولة الخواجة أبوسكانى المذكور وبهذا صارت تلك الأشغال جميعها منوطة بالبيك المومأ إليه ولا يكن إلى المقاول طلب شيء فى جهتكم كما عرفناه بذلك، وعلى هذا ينبنى أن ترتبوا مع البيك الموما إليه الكُتاب والمخزنجى اللازمين لمأمورية هذه وواحد كاتب أفرنكى أيضًا، وتكون إقامته هو والكُتَّاب المحكى عنهم فى الأود الموجودة بجهة سراى القبة الخضرة لقربها فى محل العمل وملاحظة الأشغال. وأصدرنا أمرنا هذا لكم بما ذكر للإجراء بموجبه كما هو مطلوبنا (فى الإسكندرية)".
وتتوالى بعد ذلك الأوامر من أجل سرعة إنجاز العمل، كأمر الخديو فى 14/ 5 / 1869 بسرعة إحضار الأخشاب اللازمة لبناء الأوبرا من خلال إيصالات تؤخذ من محمد بك الفتابلي، وفى 8 / 6 / 1869 أصدر الخديو أوامره من عابدين بضم المبالغ الخاصة بإضاءة الأوبرا بالغاز٤ إلى أمره السابق ببنود صرف إضاءة الكوميدى الفرنسي، والسيرك والأبيودروم وسراى الأزبكية بميزانية المالية.
وانتهى البناء الهيكلى للأوبرا فى أول سبتمبر 1869، وبقيت لوازم التحضير والتجهيزات الأخيرة. ففى 19 / 9 / 1869 وصلت باخرة إنجليزية من مرسيليا تحمل 117 صندوقًا من الموبيليا، وصندوق ورق، و14 صندوقًا للنباتات، و13 صندوقًا لبعض المَركبات وعجلاتها، وخمسة صناديق لأدوات تركيب الغاز، و25 للشموع. وتم إرسال هذه الصناديق فى قطار من ميناء الإسكندرية إلى القاهرة فى 21/ 9 / 1869. وفى 24 / 9 / 1869 قال مأمور أشغال الخاصة الخديوية بالإسكندرية، لرياض باشا بأنه استلم طرودًا أخرى خاصة بتجهيزات الأوبرا من باخرة فرنسية تابعة لشركة بازين. وفى 27 / 9 / 1869 وصل إلى الأوبرا 76 طردًا جديدًا. وفى 4 / 10/ 1869 وصلت تجهيزات جديدة للأوبرا من فرنسا، هي: 33 صندوقًا للموبيليا والنجف، وخمسة صناديق للنباتات، و30 للشمع، وثمانية لعجل المركبات.
وكان العمل يسير على قدم وساق من أجل إنهاء تجهيز الأوبرا، ليتم افتتاحها أثناء الاحتفال بفتح قناة السويس. وبالفعل تم العمل وافتُتحت الأوبرا فى أول نوفمبر 1869. وبعد الانتهاء من احتفالات قناة السويس وعودة الملوك والأمراء إلى بلادهم، عاد الخديو مرة أخرى إلى الأوبرا ليتمم ما كان ناقصًا بها؛ لأن من المؤكد أن إنهاء الأوبرا فى هذه المدة القصيرة، التى لم تتجاوز ستة أشهر، لم يكن على المستوى المطلوب.
ففى 23/ 11/ 1870 أصدر الخديو أوامره إلى نظارة المالية بصرف 219 كيسًا من حسابه الخاص لإنهاء الأعمال المتبقية بالأوبرا. وفى 22/ 7/ 18171 وافق محافظ مصر على قيام ذوكارللى بالقيام بأعمال النقوش والزخرفة بالأوبرا. وفى 11/ 3/ 1872 تم صرف 377 فرنكًا للخواجا بنتالى ثمن حديد لستائر الأوبرا، وصرف أموال أخرى لتوريد أصناف جديدة من الخشب والحديد، وفى 22/ 5 / 1872 أحضر المسيو فينول أقمشة هندية للأوبرا بعشرة آلاف فرنك. وفى اليوم التالى تم صرف 1396 فرنكًا ثمن فوانيس الغاز لإضاءة الأوبرا من قبل الخواجا قرنفيل. وفى 19 / 6/ 1872 قدم المسيو جران تقريرًا للخديو إسماعيل بإنهاء جميع الأعمال السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة