سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز.. ما يقوله التراث الإسلامى

الإثنين، 01 نوفمبر 2021 05:00 م
سيرة الخليفة عمر بن عبد العزيز.. ما يقوله التراث الإسلامى البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمر بن عبد العزيز من أشهر رجال التاريخ الإسلامي، يعده الكثيرون خامس الخلفاء الراشدين، كانت سيرته زهد وعدل وخوف من الله، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
 
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "وهذه ترجمة عمر بن عبد العزيز الإمام المشهور رحمه الله"
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو حفص القرشى الأموى المعروف أمير المؤمنين، وأمه أم عاصم ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، ويقال له: أشج بنى مروان.
 
وكان عمر تابعيا جليلا، روى عن أنس بن مالك والسائب بن يزيد، ويوسف بن عبد الله بن سلام.
 
وروى عن خلق من التابعين، وعنه جماعة من التابعين وغيرهم.
 
قال الإمام أحمد بن حنبل: لا أدرى قول أحد من التابعين حجة إلا قول عمر بن عبد العزيز.
 
بويع له بالخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك، عن عهد منه له بذلك كما تقدم، ويقال: كان مولده فى سنة إحدى وستين، وهى السنة التى قتل فيها الحسين بن على، ولد فى مصر قاله غير واحد.
 
وقال محمد بن سعد: ولد سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، فالله أعلم.
 
 وقال آدم بن إياس، ثنا أبو على ثروان مولى عمر بن عبد العزيز. قال: دخل عمر بن عبد العزيز إلى اصطبل أبيه فضربه فرس فشجه، فجعل أبوه يمسح الدم عنه ويقول: إن كنت أشج بنى أمية إنك إذا لسعيد، رواه الحافظ ابن عساكر من طريق هارون بن معروف، عن ضمرة، وقال نعيم بن حماد: ثنا ضمام بن إسماعيل، عن أبى قبيل أن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير، فبلع أمه فأرسلت إليه فقالت: ما يبكيك؟ قال: ذكرت الموت، فبكت أمه. وكان قد جمع القرآن وهو صغير، وقال الضحاك بن عثمان الخزامي. كان أبوه قد جعله عند صالح بن كيسان يؤدبه، فلما حج أبوه اجتاز به فى المدينة فسأله عنه فقال: ما خبرت أحدا الله أعظم فى صدره من هذا الغلام.
 
وروى يعقوب بن سفيان أن عمر بن عبد العزيز تأخر عن الصلاة مع الجماعة يوما، فقال صالح بن كيسان: ما شغلك؟ فقال: كانت مرجِّلتى تسكن شعري، فقال له: قدمت ذلك على الصلاة؟ وكتب إلى أبيه وهو على مصر يعلمه بذلك، فبعث أبوه رسولا فلم يكلمه حتى حلق رأسه.
 
وكان عمر بن عبد العزيز يختلف إلى عبيد الله بن عبد الله يسمع منه، فبلغ عبيد الله أن عمر ينتقص عليا، فلما أتاه عمر أعرض عبيد الله عنه وقام يصلي، فجلس عمر ينتظره، فلما سلم أقبل على عمر مغضبا وقال له: متى بلغك أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضى عنهم؟ قال: ففهمها عمر وقال: معذرة إلى الله ثم إليك، والله لا أعود، قال: فما سمع بعد ذلك يذكر عليا إلا بخير.
 
وقال الزبير بن بكار: حدثنى العتبى قال: إن أول ما استبين من رشد عمر بن عبد العزيز حرصه على العلم ورغبته فى الأدب، إن أباه ولى مصر وهو حديث السن يشك فى بلوغه، فأراد أبوه إخراجه معه إلى مصر من الشام، فقال: يا أبت أو غير ذلك لعله يكون أنفع لى ولك؟ قال: وما هو؟ قال: ترحِّلنى إلى المدينة فأقعد إلى فقهائها وأتأدب بآدابهم، فعند ذلك أرسله أبوه إلى المدينة، وأرسل معه الخدام، فقعد مع مشايخ قريش، وتجنب شبابهم، وما زال ذلك دأبه حتى اشتهر ذكره، فلما مات أبوه أخذه عمه أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فخلطه بولده، وقدمه على كثير منهم، وزوجه بابنته فاطمة، وهى التى يقول الشاعر فيها:
بنت الخليفة والخليفة جدها * أخت الخلائف والخليفة زوجها
قال: ولا نعرف امرأة بهذه الصفة إلى يومنا هذا سواها.
قال العتبي: ولم يكن حاسد عمر بن عبد العزيز ينقم عليه شيئا سوى متابعته فى النعمة، والاختيال فى المشية، وقد قال الأحنف بن قيس: الكامل من عدت هفواته ولا تعد إلا من قلة.
 
وقد ورث عمر من أبيه من الأموال والمتاع والدواب هو وإخوته ما لم يرثه غيره فيما نعلم، ودخل يوما على عمه عبد الملك وهو يتجانف فى مشيته، فقال: يا عمر مالك تمشى غير مشيتك؟ قال: إن فى جرحا، فقال: وأين هو من جسدك؟ قال: بين الرانقة والصفن - يعنى بين طرف الإلية وجلدة الخصية - فقال عبد الملك لروج بن زنباع: بالله لو رجل من قومك سئل عن هذا ما أجاب بمثل هذا الجواب، قالوا: ولما مات عمه عبد الملك حزن عليه ولبس المسوح تحت ثيابه سبعين يوما، ولما ولى الوليد عامله بما كان أبوه يعامله به، وولاه المدينة ومكة والطائف من سنة ست وثمانين إلى سنة ثلاث وتسعين، وأقام للناس الحج سنة تسع وثمانين، وسنة تسعين، وحج الوليد بالناس سنة إحدى وتسعين، ثم حج بالناس عمر سنة ثنتين أو ثلاث وتسعين.
 
وبنى فى مدة ولايته هذه مسجد النبى ﷺ ووسعه عن أمر الوليد له بذلك، فدخل فيه قبر النبى ﷺ، وقد كان فى هذه المدة من أحسن الناس معاشرة، وأعدلهم سيرة، كان إذا وقع له أمر مشكل جمع فقهاء المدينة عليه، وقد عين عشرة منهم، وكان لا يقطع أمرا بدونهم أو من حضر منهم، وهم عروة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو بكر بن سليمان بن خيثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن حزم، وسالم بن عبد الله، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد بن ثابت.
 
وكان لا يخرج عن قول سعيد بن المسيب، وقد كان سعيد بن المسيب لا يأتى أحدا من الخلفاء، وكان يأتى إلى عمر بن عبد العزيز وهو بالمدينة، وقال إبراهيم بن عبلة: قدمت المدينة وبها ابن المسيب وغيره، وقد ندبهم عمر يوما إلى رأي.
 
وقال ابن وهب: حدثنى الليث، حدثنى قادم البربرى أنه ذاكر ربيعة بن أبى عبد الرحمن يوما شيئا من قضايا عمر بن عبد العزيز إذ كان بالمدينة، فقال له الربيع: كأنك تقول: أخطأ، والذى نفسى بيده ما أخطأ قط.
 
وثبت من غير وجه عن أنس بن مالك. قال: ما صليت وراء إمام أشبه بصلاة رسول الله ﷺ من هذا الفتى - يعنى عمر بن عبد العزيز - حين كان على المدينة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة