تتجه أنظار العالم إلى مؤتمر جلاسكو في بريطانيا، حيث يجتمع قادة دوليون، للمشاركة في قمة المناخ التي تستمر على مدار أسبوعين وتناقش الاستجابة الدولية حول المناخ أملا في الحد من الاحتباس الحراري.
وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض من أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا.
وتشارك مصر في قمة المناخ التي انطلقت بإسكتلندا بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، في ظل التداعيات الخطيرة للتغيرات المناخية على العالم ومعاناة الدول النامية والفقيرة من تلك التداعيات، بما يتطلب دعمها من الدول الصناعية الكبرى.
ويشارك ممثلو أكثر من 190 دولة في القمة التي تنظمها الأمم المتحدة، ويطلق عليها "كوب 26"، وتأتي وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021.
وذكرت صحيفة التلجراف البريطانية، أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيتعهد بتقديم مليار جنيه إسترليني إضافية؛ لمعالجة أزمة الاحتباس الحراري إلى جانب مناشدة قادة العالم بـ"أن يكونوا واقعين" بشأن معالجة هذه القضية.
وقال، إن القمة ستكون "لحظة اختبار مصداقية" العالم، وقالت الصحيفة إن جونسون سيحذر، اليوم الإثنين، وفق مقتطفات من خطابه الذي من المقرر أن يلقيه في قمة المناخ، من أن الوقت قد حان وبات "قاب قوسين أو أدنى" في السباق لتجنب كارثة مناخية توجب التحرك الآن.
ويفتتح رئيس الوزراء البريطاني، الذي تستضيف حكومته المحادثات، قمة (كوب 26) لتغير المناخ في جلاسكو، بخطاب رئيسي يدعو إلى "الانتقال من الحديث والنقاش والمناقشة إلى العمل المتضافر الواقعي"، ويحث البلدان على وضع خطط أكثر صرامة لخفض انبعاثات الكربون.
وأمِل مراقبون بأن يعطي اجتماع قادة مجموعة العشرين، وهي الدول التي تمثل 80 بالمئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، زخما قويا لقمة "كوب26".
وأعربت كبرى اقتصادات مجموعة العشرين عن التزامها بحصر الاحترار المناخي بحدود 1.5 درجة مئوية، الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقيّة باريس المبرمة عام 2015.
كما اتفقت على وقف تمويل محطات جديدة تعمل بالفحم في مختلف أنحاء العالم بحلول أواخر العام 2021.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على تويتر "فيما أرحّب بتأكيد مجموعة العشرين التزامها بحلول عالمية، أغادر روما بآمال لم تتحقق وإن كانت لم تُدفن على الأقل".
ويأتي مؤتمر جلاسكو الذي يستمر حتى 12 نوفمبر في وقت تعكس ظروف الطقس الصعبة في مختلف أنحاء العالم التداعيات المدمّرة لتغيّر المناخ الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري على مدى 150 عاما.
وتفيد الأمم المتحدة بأنه حتى وإن تم الإيفاء بالالتزامات الحالية للموقعين على اتفاقية باريس للمناخ، فسيؤدي ذلك إلى احترار "كارثي" بـ2.7 درجة مئوية.
وقال رئيس القمة ألوك شارما لدى افتتاحها الأحد إنّ مؤتمر كوب 26 يمثّل "الأمل الأخير والأفضل لإبقاء (هدف) 1.5 درجة مئوية ممكنا".
وأضاف "إذا تحرّكنا الآن وتحرّكنا معا، فسيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الغالي"، وشددت ليا نيكولسن بالنيابة عن "تحالف الدول الجزرية الصغيرة" الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ، على أن "التمويل المرتبط بالمناخ ليس عملا خيريا. إنها قضية عدالة"، فيما نددت كذلك برفض الاقتصادات الكبرى التخلي عن الفحم.
وقالت إن التوقعات الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة بأنه يمكن أن يصل العالم إلى عتبة 1.5 درجة مئوية قبل عشر سنوات من الموعد المتوقع، أي بحلول 2030، "مرعبة"، خصوصا بالنسبة للأشخاص الأكثر تأثرا بأزمة المناخ والذين يعانون أساسا من التداعيات في عالم ارتفعت درجة حرارته بحوالى 1.1 درجة مئوية.
ولفتت إلى أنه رغم كل ذلك، يبدو أن البعض لا يشعرون بالخوف، بل إنهم حتى غير آبهين، ويرجّح بأن تلقى تصريحاتها صدى في خطابات قادة الدول الإفريقية وتلك المطلة على الهادئ الاثنين والثلاثاء.