قال الفنان محمد صبحى، إن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، الرجل والإنسان والأديب المثقف والكاتب، يعى منذ زمن بعيد أهمية الثقافة والفن كونهما من أبرز الروافد لبناء الشعوب والإنسان.
وأكد محمد صبحى أن أهم الروافد التى تساهم فى بناء الإنسان، وبالتالى بناء المجتمعات، تتمثل فى منظومة متكاملة، تجمع بين التعليم، والثقافة والفن، والإعلام، والأسرة، لافتاً إلى أن الفن والثقافة تعد تماماً طوق نجاة، الذى يمكنه بناء بيت أو هدمه، فالفن بإمكانه بناء أمة أو هدمها، وإن بناء الإنسان منذ الطفولة عبر هذه المنظومة يعد أمراً فى غاية الأهمية، لما له من تأثير بعد سنوات طويلة على مساهمته الفاعلة من عدمها، فى بناء مجتمعه وأمته.
وأوضح "صبحى"، أن بناء الإنسان ينطلق أساساً من التعليم، وبإمكانى أن أهدم أعظم تعليم أو تربية عبر مسرحية أو مسلسل أو فيلم، وهناك أعمال توصف على أنها فنية، هدمت ودمرت بالفعل أجيالاً، لذلك، لا بد من الاهتمام الكبير بالتعليم، وتحديداً تعليم الأسرة نفسها، عبر التنمية البشرية للوالدين أولاً، ليسهموا فيما بعد بتربية جيل واعٍ ومثقف، فالمجتمعات التى تنهار، أو المعرضة للانهيار، هى تلك التى تغلب فيها السلبية، فالسلبية تهدم كل الإنجازات والنجاحات.
وتطرق الفنان محمد صبحى إلى تجربته فى مسلسله الشهير "يوميات ونيس"، قائلاً: فكرة المسلسل جاءت عندما شعرت أن الأسرة المصرية والعربية بشكل عام فيها بعض التجاوزات والهفوات، فانطلقت لمعالجة هذه الهفوات عبر الفن، ولكن عند النظر إلى جيل اليوم فإن مسلسل ونيس أصبح يعد من المثاليات أمام ما وصلت إليه الأسر والأجيال الجديدة، وهذا السبب منعنى من الاستمرار فى تقديم هذا المسلسل فى أيامنا الحالية، لأن الأجيال الجديدة لا يمكنها استيعاب ما بنيت عليه قواعد هذا المسلسل، والجدية فى الطرح آنذاك.
وأشار الفنان الكبير محمد صبحى، إن الزيادة السكانية نقعة على المجتمعات، وكارثية إذا كان لا يوجد إنتاج، لأنها تهدم المجتمع، وقالوا عنى أننى ضد الفقراء ولكن هذا خطأ ولكننى ذكرت فى حديث من قبل أن العامل البسيط يفضل شحن تليفونه على أن يأكل.
وأوضح الفنان محمد صبحى أنه لبناء إنسان يجب أن يكون المنهج هو الإيمان بالله، والإنتماء للوطن أولاً، ثم الانتماء للأسرة، فهى ثلاثة معايير مجتمعة، لا يمكن أن تنفصل عن بعضها، وأن الفن لابد أن يحقق المتعة البصرية والوجدانية ويحدث الدهشة حتى تصل الرسالة والثقافة المحافظة على الاصول والتراث، ومصر استطاعىت فى القضاء على العشوائيات وهى تحتاج لقرون من الزمن فما حدث أعجاز.