شهدت محافظة الأقصر، اليوم الأربعاء، الانطلاق الرسمى لفعاليات مولد دير الشهيد العظيم مارجرجس بجبل الرزيقات في مدينة أرمنت غربى المحافظة، وذلك بمشاركة المئات من أبناء الكنيسة.
وتستمر الفعاليات مدة 7 أيام وتختتم فى 16 نوفمبر الجارى، وذلك بناءاً على تعليمات قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، واللجنة البابوية المشرفة على احتفالات الدير، حيث تقرر اقتصار إحتفالات الدير لهذا العام 2021 على الزيارة فقط لمنع التجمعات وحماية المواطنين من العدوى.
وقال الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة والمشرف البابوي لدير مارجرجس بالرزيقات، إن زيارات الدير تبدأ يوميا من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساءاً طوال أيام الأسبوع، حيث أن القداس اليومى يبدأ من 6 صباحاً داخل كنيسة الدير الأثري، وكنيسة السمائيين فى تلك الأيام.
وأضاف الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة والمشرف البابوي لدير مارجرجس بالرزيقات، أنه بناءاً على تعليمات قداسة البابا تواضروس الثاني واللجنة المشرفة على أحتفالات الدير، تقرر عدم وجود إقامة خيام للمبيت داخل أو خارج الدير نهائياً، مع وجود أقامة قداسات يومية، وذلك خلال فترة الإحتفال التى تنتهي فى يوم 16 نوفمبر 2021 المقبل، حيث أنه يجب على جميع الزوار مراعاة الإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية المقررة من وزارة الصحة في هذا الشأن، وارتداء الكمامة - ماسك طبي، وعدم مصافحة الأباء الأساقفة والرهبان والإكتفاء بالسلام بالاشارة عن بعد، مع مراعاة التباعد الاجتماعى خلال آداء الطقوس الدينية وزيارة الدير، وذلك لمواجهة فيروس كورونا المستجد .
ونبه الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة والمشرف البابوي لدير مارجرجس بالرزيقات، جميع الزائرين ممن يرغبون في زيارة الدير والمزارات داخلها منع الأشخاص الذين يعانون من إرتفاع ولو طفيف في درجات حرارة الجسم والسعال والتهاب الحلق أو أي أعراض تنفسية بأى شكل عن الزيارة، وذلك لمنع انتشار العدوى بين المواطنين خلال فترة الإحتفالات .
وأضاف المشرف البابوي لدير الشهيد العظيم مارجرجس بجبل الرزيقات، لـ"اليوم السابع" أنه أيضاً بجانب البركات والطقوس الدينية خلال مولد دير مارجرجس يتم فى نفس التوقيت دعم التجار للاستفادة المادية وتوفير بايكات للتجار من حول مصر، حيث أنه هناك من يجهز نفسه للرزق فى موسم مارجرجس ليكون رزق العام باكمله، فهو يكون موسم اقتصادي وتجارى مميز فى جبل الرزيقات، مشدداً على الجميع بضرورة التباعد والالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال الاحتفالات والشراء والبيع، كما أنه فى مساحة الـ110 فدان تقرر منع التخييم نهائياً هذا العام لظروف أزمة كورونا بمصر والعالم ولحماية كافة أبناء الكنيسة من العدوى، قائلاً:- "كل ما ترك هو عمل خيام للبيع والشراء لكي يرزق كل تاجر خلال فترة الاحتفالات بالدير، بجانب التعارف فيما بينهم خلال البيع والشراء وتحقيق الإستفادة الاجتماعية بجانب الاستفادة الروحانية والاستفادة الاقتصادية، لتظل العلاقة آمنة بين الجميع بالتعارف فى دير مارجرجس، والخيام ليست مقتصرة على الأقباط فقط ولكنها متاحة للتجارة للجميع ويوجد سنوياً مسلمين ومسيحيين يقومون بالبيع والشراء يومياً فلا فرق فى الدير بين تاجر مسلم أو مسيحي".
ورصد اليوم السابع في أول يوم للإحتفالات بالدير، أول زفة وطواف الشمامسة في محيط الدير وسط زغاريد وفرحة من الجميع وأبناء شعب الكنيسة، وجابت الزفة محيط الدير كما دخلت الكنيسة الأثرية وتمت تأدية صلاة العشية داخلها.
كما أنهت مديرية أمن الأقصر بقيادة اللواء خالد عبد الحميد مساعد وزير الداخلية مدير أمن الاقصر، واللواء علاء الطوخي حكمدار المديرية، الخطة الأمنية والإستعدادات النهائية والترتيبات المتكاملة لتأمين أكبر إحتفال قبطي بالأقصر الخاص بالمولد السنوى لدير مارجرجس بجبل الرزيقات، والتى ستقام بدءاً من الغد الأربعاء 10 نوفمبر وحتى 16 نوفمبر المقبل فى قلب الدير بمشاركة المئات من الأقباط بالأقصر ومحافظات مصر المختلفة.
ووضعت مديرية أمن الأقصر خطتها المتكاملة لتأمين أحتفالات مولد دير مارجرجس بجبل الرزيقات، بالتنسيق بين كل من اللواء ولاء رضوان مساعد مدير أمن الأقصر لفرقة الجنوب، واللواء مجدي لطفي مدير مباحث المديرية، والعميد إكرامي خيري الدين مدير إدارة الحماية المدنية بالأقصر، والمقدم عبد العزيز نايف مأمور مركز شرطة أرمنت، والرائد محمد ماهر نائب مأمور المركز، والمقدم أحمد المراغي رئيس مباحث مركز شرطة أرمنت.
وشملت خطة أمن الأقصر لتأمين أحتفالات الدير، انتشار موسع لخبراء المفرقعات بكافة أنحاء الدير والمحاور الرئيسية، بالإضافة إلى تعيين خدمات خاصة بمحيط الدير والأماكن الهامة والحيوية، والتمشيط المستمر والدورى عن طريق استخدام كلاب الكشف عن المفرقعات، وكلفت إدارة الحماية المدنية خبراء المفرقعات بالقيام بعمليات فحص وتعقيم لكافة السيارات والقادمين من الزوار لزيارة الدير، وذلك تحسباً لوجود أى أجسام غريبة مع تكثيف تواجد خبراء المفرقعات لعمليات التمشيط بشكل دورى لزيادة التأمين لحين انتهاء الاحتفالات بالدير، وشددت إدارة الحماية المدنية على ضرورة تأمين كافة أنحاء الدير، والطرق المؤدية للدير بالتنسيق مع العميد ضياء ماهر مدير إدارة مرور الأقصر، والعقيد عبد العال عارف وكيل إدارة مرور الأقصر لتكثيف تواجد الأوناش المرورية من أجل عمليات رفع كافة السيارات المتروكة بمحيط الدير، وتنسق إدارة الحماية المدنية مع الدير للتأكد من جاهزية كاميرات المراقبة، وربطها مع غرفة العمليات الخاصة بتأمين احتفالات الدير.
وبدأت الأحتفالات والتى تستمر لمدة سبعة أيام من 10 نوفمبر وحتى 16 نوفمبر 2021، بحمل أيقونة كبيرة للشهيد العظيم مارجرجس الروماني، وأمامهم الشمامسة بالملابس البيضاء وتعلو أصواتهم بالتسابيح، وخلفهم الاباء الاساقفة والرهبان، وبدأت الدورة والطواف بالإيقونة كأهم مظهر من مظاهر الاحتفال والتى يطلق عليها أسم الدورة أو الزفة، واصطف خلف الأيقونة عدد كبير من الزوار، والتى تعالت أصوات الترانيم والتسابيح والمدائح والزغاريد من النساء حين رؤيتهم ايقونة الشهيد مارجرجس الروماني، داخل الكنيسة الأثرية للدير.
ويترأس صلوات القداسات والدورة أعضاء اللجنة البابوية المشرفة على أحتفالات الدير، نيافة الأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة والنائب البابوي للدير، ونيافة الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، ونيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط .
يذكر أن الاحتفال الرسمى بذكرى الشهيد مارجرجس فى ديره بالرزيقات يستمر أسبوعاً من 10 إلى 16 نوفمبر والذى يوافق من الأول إلى السابع من شهر هاتور، وهى المناسبة التى توافق ذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس فى مدينة "اللد" بفلسطين، لكن كان في الأعوام الماضية المئات من الأسر تسافر قبل هذا الموعد للإقامة بالدير على مساحة تزيد على 110 فداناً بداخل خيام أقيمت خصيصا لهذا الغرض بخلاف المنطقة المحيطة التى تكتظ بالآلاف من الزوار مع اقتراب الليلة الختامية، ولكن مع ظروف هذا العام بسبب وباء فيروس كورونا، تم منع أقامة الخيام وإقتصار الإحتفال علي الزيارات اليومية فقط.
كما رصد "اليوم السابع" أولي جلسات "دق الصليب" والوشم لطفل يبلغ من العمر أيام قليلة، وشاب من أبناء الكنيسة، داخل مقر احتفالات دير الشهيد العظيم مارجرجس بجبل الرزيقات، وفى هذا الصدد يقول الشاب جرجس ويلسون إبن مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، أنه حضر للدير للقيام بحرفته التى توارثها عن أجداده وتناسب طقوس الدير خلال الإحتفالات السنوية، وهى دق الصلبان والوشم وغيرها من الرسومات التى يحبها أبناء الكنيسة خلال الاحتفالات، موضحاً أنه يتواجد فى الدير منذ حوالى 12 سنة فى الإحتفالات السنوية ليقوم بتلك المهنة التى تعلمها عن الأجداد.
ويضيف جرجس ويلسون أشهر شاب يقوم بدق الصلبان والوشم فى منطقة دير مارجرجس لـ"اليوم السابع"، أنه يحب الرسم منذ طفولته ولذلك تعلم تلك المهنة والحرفة من والده التى ورثها عن جده، ويقوم برسم كل ما يريده الضيوف وشعب الكنيسة، موضحاً أن خطوات العمل تكون صارمة للغاية، حيث أنه يقوم بتعقيم نفسه ويرتدى الكمامة والجوانتى فى يديه الإثنين، ويبدأ فى كل جلسة بتغيير الإبرة المعقمة الخاصة بالجلسة ويضع فى أمبول أحبار طبيعية ثم يجهز موضع الرسم أو الصليب ويضع عليه بنج موضعى حتى لا يشعر الشخص بألم خلال الجلسة.
ويؤكد جرجس ويلسون المتخصص فى دق الصلبان والوشم، أنه يقوم وشقيقه بتغيير إبرة دق الصليب مع كل مستخدم لكى يتجنب إصابة زبائنه بأمراض الدم المعدية، مؤكدًا أن القطنة الصغيرة والمراهم الطبية التى يضعها عقب عملية دق الصليب تخفف من أثر الألم الذى لا يستغرق إلا بضع دقائق ويزول، مؤكداً على أن الأسعار متفاوتة وليست ثابتة فبعض الرسومات وتبدأ من 10 جنيهات وقد تصل لمبلغ أكبر حتى 200 و300 جنية حسب الرسومات والوشوم التى تقدم للضيوف، موضحاً أن الرسومات غير قاصرة على المسيحيين فقط بل يأتى بعض المسلمين لرسم رسومات تدل على القوة مثل العقرب والأسد وغيرها من الأشكال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة