يمر اليوم 94 عاما على ميلاد شحرورة الفن الجميلة صباح، والتى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 10 نوفمبر من عام 1927 لتكون واحدة من أكبر وأجمل نجمات زمن الفن الجميل وعاصرت عدة أجيال فنية وتركت أعمالا ً باقية خلدت اسمها فى سجلات المبدعين
ولدت صباح في وادي شحرور إحدى القرى اللبنانية واسمها الحقيقى جانيت جرجس فيغالى، واحترفت الفن منذ أربعينيات القرن الماضى، وانطلقت شهرتها منذ قدمتها المنتجة أسيا داغر فى فيلم "القلب له واحد" وأنتجت لها عددا من الأفلام.
ومنذ ظهرت صباح على الشاشة لفتت الأنظار لمولد نجمة كبيرة فى الغناء والتمثيل.
وكانت للشحرورة العديد من المواقف التى ظلت تتذكرها دائما ومنها بعض ما واجهته فى بداية عملها بالفن.
وكان لصباح علاقة قوية وممتدة مع الموسيقار فريد الأطرش الذى شاركها بعض الأفلام ولحن لها عددا كبيرا من الأغانى ومنها "يادلع، حبيبة أمها، بيحبنى وبحبه، وغيرها".
ولكن كان لفريد الاطرش رأى مختلف عن صباح فى بداية عهدها بالفن واعتذر عنه فيما بعد، فعندما جاءت صباح للقاهرة عام 1942 وكانت لا تزال طفلة وصوتها لم يبلغ مرحلة النضوج عرضت عليه المنتجة أسيا داغر أن تشاركه صباح بطولة أحد الأفلام ولكنه رفض قائلا: "لا أرى فى هذه الفتاة الصغيرة استعدادا للنجاح".
وعندما نجحت صباح اعتذر فريد الأطرش علناً واعترف بخطئه وأكد اعترافه بموهبة صباح فى تعاونه معها فى عدة أفلام وتقديمه عددا من الألحان التى غنتها الشحرورة وحققت نجاحا كبيرا.
وتحدثت صباح فى أحد حواراتها عن بداية معرفتها بالفنان الكبير فريد الأطرش وقالت أنها كانت فى لبنان وتغنى فى المدرسة وتعشق صوت فريد الأطرش وعندما عرفت أنه مدعو للعشاء عند طبيب أسنان، اقترحت عى الطبيب أن تغنى فى الحفل حتى يسمعها فريد ، وبالفعل ذهبت بمريلة المدرسة وغنت ولكنها صدمت برد فعل فريد الذى توقعت أن يحتضنها ويشيد بموهبتها فإذا به يقول لها: "إيه ده انتى بتلعبى، انتى لسه صغيرة، روحى كملى دراستك أحسن".
وأشارت صباح إلى أنها بعد عامين جاءت إلى مصر وحققت نجاحا كبيرا بعد عرض فيلمها الأول القلب له واحد عام 1945 ، وبعدها أراد فريد الاطرش أن ينتج فيلما، فأشار عليه أصدقائه أنه إن أراد النجاح عليه ان يستعين بصباح، وبالفعل مثلت معه أكثر من فيلم وكانت وش السعد عليه وجمعتهما علاقة صداقة وعمل.
كما لم تنس صباح عندما كانت فى بدايتها وتمثل فى فيلم سر أبى، الذى شاركها بطولته الفنان أنور وجدى ، وكان أحد مشاهد الفيلم يقتضى أن يقبلها البطل ، وقالت الشحرورة :"كان أبى حاضراً، فقامت القيامة وثار ثورة شديدة رافضاً أن يقبلنى أى رجل، فكيف أسمح له أن يقبلنى على الشاشة أمام الناس"
وأشارت صباح إلى أن المخرج أصر على البوسة، ووقع صدام بينه وبين والدها، موضحة :"كنت أعلم أن أبى يحمل مسدساً، وخشيت أن يتطور الأمر والخلاف إلى مالا يحمد عقباه، وأن يطلق أبى الرصاص على أنور وجدى إذا رآه يقبلنى ،فقلت لأبى: خلاص تحت أمرك مفيش بوس "
وتابعت :" غمزت لمساعد المخرج ليذهب بأبى إلى خارج الاستديو لتناول فنجان من القهوة، وفى هذه الأثناء كانت الكاميرا تسجل أول قبلة لى على الشاشة".
ومن الطرائف التى حدثت للشحرورة التى اشتهرت بخفة الظل وتدبير المقالب لزملائها ، أنها فى إحدى المرات كانت تصور فيلماً مع الفنان صلاح نظمى، وكان أحد المشاهد يقتضى أن تصفعه صباح على وجهه، وخلال البروفات كانت الشحرورة تصفعه بلطف ورفق، فظن نظمى أنها ستصفعه بهذه الطريقة أثناء التصوير، ولكن حدث العكس فقد صفعته صباح بقوة ولكنها أخطأت فى كلمات المشهد، فأعيد مرة ثانية، وتكرر الخطأ حتى وصل عدد الصفعات على وجه صلاح نظمى إلى 20 صفعة حتى صرخ صلاح نظمى فى المرة الأخيرة صرخة قوية، فضحكت الشحرورة قائلة :" ماكان من الأول ياأخى"