يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن تحديات كبيرا خلال فصل الشتاء، تتمثل فى استمرار تعطل سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذى يؤثر على المعروض من السلع فى الأسواق والمتاجر الأمريكية فى أهم موسم للعطلات والأعياد، وهو موسم احتفالات الكريسماس، إلى جانب تحديات أخرى بمخاوف ارتفاع إصابات كورونا مع برودة الطقس وارتفاع كلفة التدفئة فى ظل زيادة اسعار الطاقة.
وتوضح صحيفة ذا هيل الأمريكية أن اختناقات سلاسل التوريد التى تسبب فيها زيادة الطلب تهدد بعرقلة هدايا عيد الميلاد، وتواجه الشركات نقص فى العمالة، والذى من المرجح أن يؤدى إلى مضايقات للأمريكيين المسافرين خلال موسم العطلات.
-موسم-تسوق-الكريسماس
وسيزيد ارتفاع أسعار البنزين من هذا الصداع، والآن يحذر المسئولون من أن تدفئة المنازل فى فصل الشتاء سيصبح أكثر تدفئة. ومع اشتداد برودة الطقس، فإن هذا قد يعنى المزيد من إصابات كورونا التى كانت قد بدأت تتباطئ.
كل ذلك يزيد من صعوبة فصل الشتاء وموسم العطلات المزعج المحتمل لبايدن، الذى يعان بالفعل من تراجع نسبة الرضا عن أدائه فى الرئاسة بعد أشهر من التحديات التى واجهتها إدارته، بحسب صحيفة ذا هيل. وقد ارتفعت المخاوف من أن حزب بايدن يمكن أن يخسر مجلسى النواب والشيوخ فى الانتخابات النصفية الشهر المقبل قد ارتفعت أيضا بعد الأداء المخيب للآمال فى انتخابات حاكم فرجينيا ونيوجيرسى، والتى خسر الديمقراطيون فيها الأول، بينما فاز الثانى بصعوبة.
وقال أحد المخططين الاستراتيجيين الديمقراطيين إن الأمر كئيب للغاية، ولا يعتقد أن الناس تدرك أين هم كحزب الآن. ورغم أن تقرير الوظائف الأسبوع الماضى جاء مبشرا إلى جانب إقرار قانون البنية التحتية بقيمة تريليون دولار، الذى كان ختاما جيدا للأسبوع الماضى، إلا أن البيت الأبيض والديمقراطيون عانوا للترويج لإنجازهم، وهو ما أثار المخاوف داخل الحزب.
وقال المخطط الإستراتيجى الذى لم يكشف عن هويته إن البيت الأبيض بحاجة لاكتشاف كيفية التواصل الفعال لنقل ما يحاول فعله، وإلا سيفقد الناس إيمانهم.
وفى الشهر الماضى، ذكر تقرير لصحيفة بولتيكو أن الاختناقات التى تعانى منها سلاسل التوريد مثل النقص فى الرقائق والنقص الناتج عن ذلك من السيارات الجديدة فى السوق، ترجع إلى حد كبير إلى الضغط المستمر على الاقتصاد العالمى بسبب جائحة كورونا قبل أكثر من عام ونصف. وتهدد تلك الاضطرابات بتعطيل موسم التسوق فى العطلات.
وحذرت الصحيفة من أن هذا الأمر يمثل نقطة خطر للإدارة. حيث يقول أوستن جولسبى، أستاذ الاقتصاد فى كلية شيكاغو بوث للأعمال، والذى شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين فى عهد الرئيس أوباما، فإنه مهما كان سبب الاختناقات، فإن الجماهير لم تصبر كثير على هذا النوع من المشكلات فى الماضى.
مع تبقى أسابيع قليلة فقط حتى موعد أعياد الميلاد، فإن البيت الأبيض يضغط بقوة على مشغلى الموانئ وشركات النقل والنقابات العمالية للعمل على مدار الساحة لتفريغ السفن وملء المستودعات فى جميع أنحاء البلاد، وعقد الرئيس بايدن قمة افتراضية مع قادة الصناعة أمس الأربعاء، وألقى كلمة عن جهود إدارته لتجاوز تلك الأزمة.
وتهدد فوضى سلاسل التوريد بخلق اضطرابات اقتصادية وسياسية جديدة لبايدن فى الأشهر المقبلة. فأرفف المتاجر الخاوية يمكن أن تقوض خطط الانتعاش الاقتصادى للإدارة وتؤثر على ثقة المستهلك. وقد تسمر ذكريات عيد الميلاد المخيب للآمال حتى عام 2022، حيث من المتوقع أن تستمر مشاكل سلاسل التوريد لفترة أطول بكثير مما توقعه العديد من المسئولين والاقتصاديين قبل بضعة أشهر.
وهناك مخاوف متزايدة بين تجار التجزئة من أن الجهود التى تقوم بها واشنطن لن تؤثر كثير فى إنقاذ موسم التسوق فى العطلات، وهو شديد الأهمية.