تحدث الدكتور أسامة الأزهرى مستشا رئيس الجمهورية للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف في حلقة اليوم من برنامجه "الحق المبين" على فضائية "دي ام سي" عن محاولات الشيخ والعالم الكبير يوسف الدجوي إثناء حسن البنا عن فكرته، والقواسم المشتركة بين أمواج التطرف عبر التاريخ من الإخوان إلى داعش، ويوضح من أين يأتي الخلل وكيف ظهر التكفير كبذرة عند حسن البنا ومنهج كامل عند سيد قطب.
وأوضح الدكتور أسامة الأزهري في الحلقة الثانية من برنامج " الحق المبين": كيف بين الشيخ الدجوي لحسن البنا أن منهجه غير مقبول وغير صحيح، الأمر الذي قوبل بنكران وتهجم وكبر عند حسن البنا ضد العالم الكبير يوسف الدجوى، مؤكدا أن الشيخ يوسف الدجوي كان صاحب تجربة ثرية في إدراك الشريعة والواقع وحاول إثناء حسن البنا عن هذه الموجة من الحماس التي لا دراية للواقع فيها.
وأشار الأزهرى إلى أن حسن البنا ليس أول من يفكر بطريقته التكفيرية، لكن الموجة الأولى كانت في أيام الخوارج، مضيفا: "غاب فكر الخوارج 5 قرون وبدأ مرة أخرى في القرن السابع وعكف أهل ذلك العصر على التفنيد حتى ظهر المودودى وبوكوحرام والقاعدة ووداعش، وبداية فكرة التفكير وإراقة الدماء انطلقت من حسن البنا".
وأكمل: "أمامنا ميدان جدلي كبير وفكرة التكفير ظهرت على هيئة بذرة عند حسن البنا ثم منهج تبنته الجماعات الإرهابية من حسن البنا إلى القاعدة إلى داعش.
وأكد الدكتور أسامة الأزهري أن البرنامج هو تحويل لكتاب الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين ، من كتاب مقروء لمشروع علمي يوضح كيف آلت مناهج التكفير بأصحابها لإراقة الدماء وحمل السلاح.
وقال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن "برنامج الحق المبين" عبارة عن تحويل الكتاب إلى وسيلة مرئية، للرد على كل مناهج المتطرفين سواء من جماعة الإخوان الإرهابية أو تنظيم داعش الإرهابي، ولا يستهدف التعرض لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المحظورة كشخص، لأنه بين يدي الله سبحانه وتعالى الآن، وإنما الهدف من البرنامج إلقاء الضوء على المنهج الذي اتبعه، حتى نوضح للناس عوامل الخطأ والانحراف، التي مورست في تكوين هذه الجماعة الإرهابية".
وأضاف خلال حواره ببرنامج الحق المبين، المذاع على قناة dmc، يقدمه الإعلامي أحمد الدريني :"البرنامج هدفه أن يوضح للناس الجذور الأولى التي بنت عليها تيارات التطرف المختلفة، وما لا يعرفه كثيرون أن حسن البنا لم يكن الأول في سلك تيار التطرف، فقد كان من قبله أمواج متتالية آمنت بالفكر المتطرف ودعمته وروجت له، على مدار التاريخ، وكل فترة من فترات التاريخ ظهر فيها نفس منهج جماعة الإخوان المحظورة، ونفس طريقة التفكير، وكذلك نفس الخلط بين أصول الدين وفروعه، وحسن البنا لم يكن الأول الذي يبرز هذا المنهج ويروج ويدعو له".
وتابع : "الكثير من الفترات على مدار التاريخ، ظهر بها أيضا نفس التطرف المؤدي والداعي لحمل السلاح، موضحا أن الموجة الأولى من تبني هذا الفكر التطرفي، كانت في عصر الخوارج، الذين كفروا سيدنا علي ابن أبي طالب "رضي الله عنه"، وكذلك كفروا عددا ليس بالقليل من الصحابة، ولم يكتفوا بذلك بل حملوا عليهم السلاح، وبالنظر إلى الذين استند عليه هؤلاء الخوراج في تكفير الصحابة، سنجد أنهم اعتمدوا على نفس الآيات الكريمة وبنفس الفهم المغلوط، الذي اعتمد عليها الكثير من الجماعات الإرهابية على مدار التاريخ".
وأوضح : "في عصر الخوارج، نهض سيدنا عبدالله ابن عباس بمناظرة علمية شهيرة مع الخوارج، أدت إلى تفكيك هذه الفكرة والقضاء على هذا المنهج التفكيري، وابن عباس، هو النموذج الأول الذي نعيد اليوم إنتاجه من خلال هذا البرنامج، ونحن نعيد مواجهة تيارات التطرف، وتفنيد أفكاره، مثلما قام ابن عباس، حين واجه الموجة الأولى من موجات هذا الفكر التطرفى، التي كانت مجسدة حينئذ فى الخوارج".